Saturday, 21 December 2024 05:06 GMT



المثلث الأحمر: رمز المقاومة الفلسطينية يواجه قيودًا على منصات ميتا

(MENAFN- Alghad Newspaper) في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والناشطين الرقميين، أعلنت شركة ميتا (المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب) فرض قيود على استخدام رمز المثلث الأحمر المقلوب، الذي يرتبط بنشاطات حركة حماس العسكرية.

هذه القيود تأتي نتيجة لاعتباره رمزًا يمثل عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لوثائق داخلية تخص سياسة مراقبة المحتوى، تم تسريبها إلى صحيفة The Intercept.


أصل الرمز وتوسعه في الإنترنت
منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة، أصبحت حماس تنشر بانتظام مقاطع فيديو لنجاحاتها العسكرية، حيث يظهر المثلث الأحمر المقلوب فوق الجنود والدبابات المستهدفة. وبعد هذه الحملة، توسع استخدام الرمز على الإنترنت ليصبح أيقونة للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين أو للتعبير عن المعارضة لإسرائيل.

وفي هذا السياق، لجأ الكثير من المستخدمين إلى إضافة الرمز في منشوراتهم وأسمائهم وصورهم الشخصية كوسيلة احتجاج ودعم للقضية الفلسطينية.


وتم استخدام المثلث الأحمر المقلوب في مقاطع الفيديو من قبل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لتحديد الأهداف العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية، مثل الدبابات، في غزة عندما بدأت إسرائيل غزوها البري هناك.


تداعيات سياسة ميتا الداخلية
وبحسب الوثائق المسربة، تعتبر ميتا أن هذا الرمز يشير إلى دعم غير مباشر لحماس، التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية وفق قانونها المحلي، وبالتالي يتم حظره تحت سياسة "المنظمات والأفراد الخطرين" الخاصة بالشركة. وتطبق هذه السياسة في الحالات التي يتم فيها الإبلاغ عن المحتوى داخليًا، وقد يؤدي تكرار الانتهاكات إلى عقوبات إضافية ضد المستخدمين، بما في ذلك حذف حساباتهم أو تقييدها.


وتزداد القضية تعقيدًا عندما يُستخدم الرمز دون الإشارة إلى حماس أو العنف. على سبيل المثال، تُظهر الوثائق أن ميتا قد تحذف رمز المثلث حتى لو كان يستخدم في صورة شخصية، أو حتى كجزء من وسم يتضمن كلمة "مثلث" دون وجود أي عنف مرفق.


انتقادات لسياسة الحظر من الناشطين الرقميين
وأثارت هذه السياسة مخاوف كبيرة بين مناصري حرية التعبير والمجموعات المدافعة عن الحقوق الرقمية. ماروا فتافتا، المستشارة في منظمة Access Now، وانتقدت ميتا بشدة لفرض حظر واسع النطاق، مشيرة إلى أن "الأنظمة لن تكون قادرة على التمييز بين الاستخدامات المختلفة لهذا الرمز، وتحت سياسة المنظمات الخطيرة، سيعاني من يقع في هذا الفخ من عواقب وخيمة.


وفي حين أن ميتا نشرت ملخصًا عامًا لسياساتها المتعلقة بالمنظمات الخطرة، فإن التفاصيل الدقيقة للأشخاص أو المجموعات التي يشملها الحظر تظل سرية. وهذا يخلق صعوبة للمستخدمين في معرفة الحدود التي لا ينبغي لهم تجاوزها لتجنب خرق القواعد.


دعوات للشفافية ومخاوف من التحيز
وعلى الرغم من أن ميتا قامت بتخفيف بعض سياساتها في العام الماضي لتسمح بإشارات إلى كيانات محظورة في سياقات معينة مثل الانتخابات، إلا أن التنفيذ المتحيز لهذه السياسات قد أثار انتقادات، خصوصًا من المستخدمين الفلسطينيين.


ودعت إيفلين دوك، أستاذة مساعدة في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد، إلى مزيد من الشفافية بشأن كيفية تطبيق هذه القواعد، محذرة من أن "عدم معرفة متى أو كيف يتم تطبيق القاعدة سيزيد من الإحساس بأن سياسة ميتا ليست عادلة.


ولعل الجانب الأكثر إشكالية في هذه القضية هو الطريقة التي تُفسر بها الرموز السياسية والعسكرية، خصوصًا في سياق المقاومة الفلسطينية، وفقًا لمايسون سوكاريه، محاضرة كبيرة في قسم التنمية الدولية بجامعة كينغز كوليدج لندن، فإن "الرموز دائمًا ما تُخلق من قبل المقاومة، وستظل المقاومة قائمة طالما استمر الاستعمار والاحتلال.


وتظل هذه القضايا عالقة في سياق أوسع للصراع حول السيطرة على الرواية والمعركة الإعلامية، والتي تؤثر بشكل كبير على كيفية تمثيل وتفاعل الجمهور مع قضايا المقاومة والنزاع في فلسطين.


ويعكس قرار ميتا بحظر رمز المثلث الأحمر إلى تصاعد النزاع الرقمي بشأن المحتوى المرتبط بالقضية الفلسطينية.

وهذا الحظر يثير العديد من الأسئلة حول حرية التعبير، الإنصاف، والشفافية في كيفية إدارة المحتوى المتعلق بالصراعات السياسية والعسكرية. بينما تستمر المقاومة الفلسطينية في إيجاد طرق جديدة للتعبير عن وجودها، يبدو أن المعركة على الإنترنت أصبحت ساحة أخرى للمقاومة.

MENAFN03102024000072011014ID1108744737


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية