(
MENAFN- Alghad Newspaper)
عواصم- أعلن في لبنان عن ارتقاء عشرات الضحايا بين شهيد وجريح في غارات صهيونية جديدة، بينهم ثاني جندي يستشهد منذ بداية العدوان قبل نحو عام، في حين أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن استعداد حكومته لارسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني كخطوة لإيقاف الحرب، والذي يلوح الاحتلال باجتياح بري وشيك على لبنان.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، استشهاد 63 شخصا وإصابة 92 بسلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة جنوب وشرق البلاد.
ومن جهته، أعلن الجيش اللبناني أمس استشهاد عسكري جراء ضربة من مسيرة صهيونية استهدفت دراجة نارية لدى مرورها على حاجز في جنوب لبنان، ليكون بذلك أول جندي يستشهد منذ بدء الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي شن غارات كثيفة على مناطق عدة.
وقال الجيش في منشور على منصة إكس "استُشهد أحد العسكريين نتيجة استهداف مسيّرة تابعة للعدو دراجة نارية أثناء مرورها عند حاجز" في منطقة الوزاني الحدودية.
وبحسب مصدر مقرّب من الجيش، فقد استهدفت المسيّرة الصهيونية "الدراجة التي كان سوريان على متنها، مما أسفر عن إصابة الجندي بشظية، استُشهد على إثرها".
ومنذ 23 أيلول(سبتمبر) الماضي يشن الاحتلال "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، مما أسفر حتى ظهر امس عن ما لا يقل عن 962 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية.
من جهته، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي امس استعداد بلاده لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وما يقتضيه من إرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني.
وقال ميقاتي في مؤتمر صحفي من مقر الحكومة في العاصمة بيروت، "نؤكد موافقتنا وتعهدنا بتطبيق وقف إطلاق النار فورا مع إسرائيل، ومستعدون لإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني".
وأضاف أنه أكد خلال اللقاء برئيس مجلس النواب نبيه برّي ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بالتوافق مع الجميع.
وقال ميقاتي إن بري أكد أنه فور وقف إطلاق النار سيدعو إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية.
واختتم ميقاتي بأنه سيطلب من الدول المانحة مساعدة لبنان.
من جهته، قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني في أول ظهور لمسؤول من الحزب بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله يوم الجمعة الماضية، إن "الحزب يتابع القيادة والسيطرة وفق هيكليته" وهناك بدائل لكل "قائد حين يصاب"، مؤكدا أن الحزب سيختار أمينا عاما بأقرب فرصة.
ونفى قاسم الرواية الصهيونية التي تحدثت عن أن نصر الله كان مجتمعا بـ20 قياديا من الحزب، وأشار إلى أن نصر الله كان برفقة القائد العسكري بالحزب علي كركي وعباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، كما كان برفقته طاقم الحراسة.
وذكر في كلمته التي استمرت 20 دقيقة، أنه وفقا لهيكلية الحزب فإنه "يوجد نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عندما يصاب القائد في أي موقع كان".
وللتأكيد على قوة الحزب وتماسكه قال قاسم إنه بعد اغتيال نصر الله استمرت عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها وأكثر "وضربنا معاليه أدوميم وحيفا ونواصل المقاومة".
وفي إشارة إلى أن الحزب سيستمر في سياسة وحدة الساحات، قال قاسم "لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقف السيد نصر الله".
وعلى الصعيد العسكري، شدد نائب الأمين العام لحزب الله أنه "رغم اغتيال الكوادر لم تتمكن إسرائيل من المساس بقدرتنا"، مشيرا إلى أن "العدو يجن لعدم تمكنه من تقويضنا".
وأوضح أنهم يتابعون الخطط البديلة التي وضعها نصر الله للأفراد والقادة البدلاء والجميع حاضر في الميدان.
وفي رسالة تحد للاحتلال، قال قاسم "الخيارات مفتوحة وسنواجه أي احتمال في حال دخل الإسرائيلي بريا"، مؤكدا أن قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري.
ومنذ أيام تتواتر تصريحات في الاحتلال عن احتمال شن عملية برية في جنوب لبنان، بزعم إقامة منطقة أمنية عازلة.
الى ذلك، أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" سليم عويس، امس، أن الوضع في لبنان صعب للغاية، لا سيما على الأطفال الذين يدفعون أغلى ثمن في تلك الظروف.
وأشار إلى أن المنظمة تتواجد ميدانيا سواء في لبنان أو غزة، وتحاول بكل استطاعتها تقديم المساعدات، والتواصل مع كل الأطراف لمحاولة الوصول إلى وقف للأعمال العدائية.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، قال عويس في مداخلة صحفية، "بدأنا منذ الأيام الأولى للنزاع بتحريك الإمدادات المهمة كنوع من التجهيز، التي بلغت نحو 100 طن من المواد الطبية، ويجري توزيع الأساسيات على النازحين وتوفير أقصى ما يمكن توفيره، خاصة من مساعدات منقذة للحياة تضم أساسيات المعيشة".
وأضاف أن الأمم المتحدة تناشد دوما ضرورة وقف النزاعات في المنطقة، ولكن يبقى الدور الأساسي على أطراف النزاع وعلى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة للتحرك سياسيا لوقف النزاعات، وهو أمر منوط بالإرادة السياسية، مشيرا إلى أن دور المؤسسات الإنسانية سيبقى في إيصال المساعدات وتقديم التقارير لمساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات المهمة.
اجتياح بري وشيك
أكدت وسائل إعلام صهيونية أن الاجتياح البري للبنان بات وشيكا، وسط حديث عن غزو محدود هدفه إبعاد مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وإحداث تغييرات في جنوب لبنان والمنطقة.
ونقل موقع "والا" عن مسؤولين أمنيين صهاينة أن هناك إجماعا على المستويين السياسي والعسكري على أن الغزو البري للبنان بات مسألة وقت، وأن جيش الاحتلال يستكمل عمليات مهمة في إطار الاستعدادات للغزو البري للبنان.
وأضاف الموقع، نقلا عن مصدر أمني آخر، أن قوات الاحتلال تتركز في الجبهة الشمالية وتستعد لدخول بري إلى لبنان، وأنها تعدّ خططا عملياتية جديدة لإجراء تغييرات في جنوب لبنان والمنطقة وإبراز قوة الجيش الصهيوني في الشرق الأوسط.
وقال المصدر الأمني إن " اسرائيل تجمع معلومات استخباراتية بشأن استعدادات حزب الله وخاصة قوة الرضوان قبل الدخول البري".
وفي السياق ذاته، قال الجيش الصهيوني إن قواته "مستمرة في تلقّي تدريبات بمواقع إطلاق النار في الجبهة الشمالية وسيحظر على المدنيين دخولها".
من جهتها، قالت صحيفة هآرتس إن مسؤولين كبارا في القيادة الشمالية للجيش الصهيوني يضغطون من أجل بداية غزو بري للبنان.-(وكالات)
MENAFN30092024000072011014ID1108732489