اليوم الفظيع الذي يسبق النصر المطلق

بقلم: افيغدور فيلدمان

قتل المخطوفين الستة الذين عاشوا في ظروف فظيعة مدة 11 شهرا في أسر حماس، يبشر بما سيحدث في اليوم الذي سيسبق النصر المطلق، الذي يهذي به بنيامين نتنياهو. تصفية حماس هي ذريعة من أجل مواصلة الحرب حتى النصر المطلق؛ ليس نصرا في عالم حقيقي، بل في غرفة مرايا نتنياهو، التي هو فيها مستأجر محمي مع زوجته وابنه الذي يعيش في المنفى. هناك النصر المطلق هو تصفية يحيى السنوار، وصورة النصر هي جثة ممزقة يصعب تشخيصها ملقاة تحت أقدام الزوجين الملكيين، وطالما أن هذا لن يحدث فإن الحرب لن تتوقف.
خلافا لرأي المحللين الضليعين فان اطالة زمن الحرب لا تستهدف إطالة حكم نتنياهو ومنع إجراء الانتخابات التي سترميه في مزبلة التاريخ. أعضاء الحكومة الذين يؤيدونه دون أي خيار يعرفون أن إنهاء الحرب سيكون أيضا نهاية دورهم السياسي المهين. فبعده، كأشخاص لا يعرفون أي شيء، لن يجدوا عملا. ايتمار بن غفير سيعود إلى مكتبه المتواضع، وبتسلئيل سموتريتش سيبحث عن عمل له في البنك وسيقول "أنا كنت وزير المالية". ولكن لا أحد سيصدقه. أما نتنياهو فلا يهمه ذلك. فبفضل طلاقته في اللغة الإنجليزية سيجد له مكانا في المسرح البريطاني دور ريتشارد الثالث والملك لير، وسيجد عالمه في لعب دور الملك انتيغون.
محور؟ سيقول نتنياهو مبتسما: بالتأكيد لدي محور. أنا جلبته من أميركا من فيلادلفيا. أنا أسميه محور فيلادلفيا بتحبب. ومن الآن فصاعدا كل مرة سيسألونه فيها لماذا لا ينهي الحرب سيرد "لقد انكسر محور فيلادلفيا، وأنتم تعرفون كم يستغرق الحصول على محور فيلادلفيا جديد من شرطة تسنكروف، المنتجة الحصرية لمحور فيلادلفيا.
قبل النصر المطلق سيأتي "اليوم الفظيع الذي يأتي قبل النصر المطلق". الكلب الصناعي، بيمبو – الفا، المزود بأنف إلكتروني مع مجسات للشم وسعره أضعاف سعر الكلب الحقيقي. بيمبو في عملية عملياتية أشتم رائحة الملابس الداخلية للسنوار وهو يقود الوحدة إلى مسافة صرخة منه. الخبير في مفاوضات تحرير الرهائن، الذي لم يحرر نحشون فاكسمان، ينادي السنوار ويقول: "يا يحيى، استسلم. أخرج من المخبأ بالملابس الداخلية. لن يحدث لك أي سوء. لدينا جواز سفر دبلوماسي باسمك وتذكرة مفتوحة إلى كل دولة في العالم".
السنوار لا يصدق أي كلمة من ذلك وهو يعطي الأمر المتفق عليه بينه وبين نتنياهو، الذي يصل إلى كل حراس المخطوفين الذين ينتشرون في كل القطاع، والمعنى هو "اقتلوا جميع المخطوفين". الأوائل الذين سيتم قتلهم هم المخطوفون المحيطون بالسنوار، وهم شباب معافون وحصلوا على الغذاء الكافي والعلاج كي لا يموت أي واحد منهم وينقص مخطوف من حرس الشرف القسري له. المخطوفون سيعودون في أكياس جمعية "زاكا"، وسيوفرون على نتنياهو نظرة الاتهام التي تقول "لماذا تخليت عنا".
السنوار نفسه سيحارب حتى النهاية، وسيوفر لنتنياهو صورة النصر المأمولة. وببث حي ومباشر في كل القنوات نتنياهو سيقول "لقد قلت لكم بأنه لا يمكن عقد اتفاق مع حماس".

MENAFN05092024000072011014ID1108643093