سنة مضت وسنة حبلى بالاستحقاقات

(MENAFN- Al-Bayan) النظر إلى السنة الماضية هو النظر إلى كثير من المآسي التي لا يريد المرء استدعاءها. ولكن من يغفل التاريخ من المؤكد أن يعيد أخطاءه. وقد بدأت السنة بأهم حدث فيها وهي عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ورغم ما يقال عن انحدار قوة الولايات المتحدة وبروز عالم متعدد الأقطاب، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت أكبر دولة مؤثرة على الساحة الدولية، ومن يدير البيت الأبيض مهم لكل أقطار العالم.

ترامب وعد في حملته الانتخابية بإنهاء حرب أوكرانيا في يوم واحد إذا ما انتخب. ولكن مضت أكثر 365 يوماً والحرب مشتعلة في شرق أوروبا. والأوروبيون متخوفون من التوجه الجديد في واشنطن والتي تبدو تحت حكم ترامب مهتمة بمصالح أمريكا ولا ترى أوروبا ضمن هذه المصالح. بل بالعكس من ذلك، فإن ترامب يرى الاتحاد الأوروبي متحدياً للولايات المتحدة. وقد قالها ذات مرة إن الاتحاد الأوروبي وجد ليكون منافساً لمكانة أمريكا العالمية.

كما أن ترامب قال إن الحرب في غزة لما كانت أن تحصل إذا ما كان هو الرئيس؛ وإنه بمجرد وصوله إلى سدة الحكم سيسعى إلى إنهائها. وقد نجح ترامب في مسعاه، حيث أرجع المحتجزين الإسرائيليين وجثامين القتلى منهم عدا جثة واحدة باتت مسمار جحا في نعش كثير من الفلسطينيين. الحرب مشتعلة من طرف واحد، حيث يقتل معدل ثمانية فلسطينيين يومياً من قبل القوات الإسرائيلية.

ومع إسدال الستار لسنة 2025، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع الرئيس ترامب في منتجع مارالاغو في فلوريدا للسماح لإسرائيل بجولة أخرى في غزة والضغط على ((حماس)) لنزع سلاحها. وبعد اجتماع ترامب ونتانياهو، أطلق ترامب سيلاً من التهديدات وتوعد ((حماس)) إذا لم تستجب إلى مطالب نزع السلاح.

ولم يتوقف رئيس السلام عن توعد ((حماس)) فحسب، بل شمل الوعيد إيران إذا لم تتوقف عن التطلع لتطوير برنامج نووي عسكري. فقد اشترك الإسرائيليون والأمريكيون في مهاجمة المنشآت النووية في إيران في صيف 2025.

وليس بعيداً عن الشرق الأوسط، نشبت حرب قصيرة بين الشقيقتين اللدودتين الهند وباكستان. القلق كان من أن الدولتين نوويتان. بين الهند وباكستان ما صنع الحداد، وقد ذكرت المصادر أن الرئيس السابق بيل كلينتون قال في العام 2000 إن كشمير أخطر منطقة في العالم. ولكن السبب المباشر كان عملية إرهابية في كشمير نسبتها الهند إلى باكستان. ولكن السياق الأكبر كان محاولة الهند السيطرة على نهر السند والذي يسقي 80% من المزارع الباكستانية. خطورة المواجهة بين الدولتين أدت إلى تدارك الموقف ووقف إطلاق النار.

اشتعلت الحرب بين كمبوديا وتايلاند بسبب نزاع حدودي له بُعد ديني يتعلق بمعبد تاريخي. رغم تدخل ترامب وتهديده بعقوبات تجارية للطرفين، إلا انهما أوقفا الحرب مؤقتاً للعودة مرة أخرى إلى استئناف القتال. ولكن تدخل الصين نتج عنه تفاهم، كما قالت وسائل الإعلام، والتي ذكرت أن تايلاند وكمبوديا ستعملان تدريجياً على ترسيخ وقف إطلاق النار واستئناف التواصل المتبادل.

كان الصراع العالمي يدور حول القضايا الجيوسياسية مثل السيطرة على المضائق وعلى المواقع الاستراتيجية والموارد الطبيعية. وبعد الحرب الباردة أصبح الصراع جيواقتصادي يتعلق بالتجارة والاستثمار والأسواق المفتوحة ومعدلات النمو.

ما زال الصراع يدور حول هذه القضايا القديمة الجديدة. ولكن صراعاً جديداً لاح في الأفق في الآونة الأخيرة، وخصوصاً العام المنصرم، التنافس الحاد الآن على من يسيطر على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي أصبح مثل الآلة البخارية من يمتلكها يسبق منافسيه في البر والبحر والجو. من يمتلك ناصية هذه التكنولوجيا سيتحكم بالعالم.

واليوم هناك تنافس شديد من قطبي العالم الولايات المتحدة والصين والتي تستحوذ على معظم المعادن النادرة لصناعة التكنولوجيا الحديثة. تمتلك الولايات المتحدة الشرائح المهمة لصناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. كما تتركز صناعة أشباه الموصلات في تايوان والتي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها. هل السباق التكنولوجي بين العملاقين سيؤدي إلى صراع عسكري وخصوصاً على تايوان؟

هذه هي الملفات، وأخرى، الساخنة لسنة 2025، والتي ستكون من استحقاقات 2026، من قطاع غزة إلى مضيق تايوان. وكما قال الشاعر:

اللّيالي من الزَّمَان حبالى

مثقلاتٌ يلدن كلَّ عَجِيب

MENAFN31122025000110011019ID1110544016

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث