الإدارة بالنتائج.. فلسفة الفكر القيادي لمحافظ الأحساء

(MENAFN- Al Watan) لا يمكن قراءة المشهد التنموي المتسارع في محافظة الأحساء بمعزل عن الرؤية الإدارية التي ينتهجها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، فمنذ تولي سموه زمام القيادة في هذه المحافظة العريقة ونحن نشهد تحولاً نوعياً وجذرياً في التخطيط الحضري والاستثمار التنموي ينتقل بالعمل من نمط الإدارة التقليدي إلى نمط الإدارة بالنتائج. وهو المنهج الذي تجلى بوضوح في جولة سموة التفقدية الأخيرة لمستشفى جامعة الملك فيصل التعليمي، والتي تعد حلقة في سلسلة من الجهود والمبادرات الهادفة لإعادة صياغة مستقبل المحافظة ولتضع النقاط على الحروف حول فلسفة الإدارة الحديثة في فكر سموه القيادي وتعطي رسالة واضحة لكافة القطاعات في المحافظة التميز ليس خياراً، بل هو المستهدف في العمل المؤسسي.
في الفكر الإداري الحديث، لا تُعد المستشفيات الجامعية مجرد صروح طبية لتقديم الخدمة بل هي حاضنات بحثية وعلمية للمدن الحديثة ومراكز ثقل تنموية ترفع من القيمة التنافسية للمدن.
إن وقوف سموه ميدانياً على سير العمل في صرح طبي أكاديمي ليس مجرد جولة بروتوكولية، بل هو تفعيل حي لأدوات الحوكمة والرقابة وضمان الجودة لتسريع وتيرة الإنجاز وتطبيق عملي لنظرية التكامل المؤسسي بين القطاعين التعليمي والصحي، يعكس إدراكاً عميقاً للدور المحوري لهذه المؤسسات التي تمثل مثلثاً استراتيجياً أضلاعه التعليم الجامعي، البحث العلمي الابتكاري والرعاية الصحية.
وجود مستشفى جامعي متطور في المحافظة يعني استقطاباً للكفاءات الطبية وتوطيناً للمعرفة بالإضافة توفيراً لخدمات تغني المواطن عن تكبد عناء السفر للبحث عنها بعيدا، مما يرفع كفاءة الإنفاق ويصب في تعزيز مؤشر جودة الحياة كأحد أهم مستهدفات الرؤية الطموحة لسمو ولي العهد رؤية السعودية 2030.
لقد آمن سمو الأمير سعود بن طلال بأن الجامعة هي عنصر أساسي في دعم العقل المفكر لتنمية المحافظة لذا جاء دعم سموه المستمر لجامعة الملك فيصل ليعزز دورها كشريك في صناعة القرار التنموي. فالجامعات وتحديدا في المحافظات ليست مجرد قاعات للدراسة فحسب، بل هي محركات اقتصادية تعمل على مواءمة المخرجات من خلال ربط التخصصات بفرص العمل التي يخلقها نمو المحافظة إضافة الى رفد المشاريع التنموية في المحافظة بالاستشارات الفنية والدراسات العلمية الرصينة، مما يضمن أن تكون خطوات التنمية مبنية على أسس معرفية صلبة.
في رؤية سموه لا تُعد تجويد الخدمات ورفع كفاءة البنية التحتية غايةً في ذاتها بل هي ركيزة لصناعة آفاق اقتصادية وهندسة فرص أستثمارية وقد تجلى ذلك في منتدى الأحساء للاستثمار والذي تناولته بمقالة في صحيفة الوطن بعنوان "منتدى الأحساء للاستثمار: فكر قيادي وإبداع مُستدام لمحافظ الأحساء" والذي شكل تحولاً جذرياً في قراءة المقومات الاقتصادية للمحافظة. فمن خلال منهجية إدارية تعتمد على المزايا التنافسية نجح سموه في إبراز الموقع الجغرافي الاستراتيجي للأحساء وتحويله بلغة الأرقام الى حقيبة فرص جاذبة للاستثمارات الكبرى، مما يسهم في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي الذي يعزز نهضة المحافظة ويخلق قنوات توظيف نوعية لأبناءها.
يواكب ذلك تبنى سموه رؤية سياحية قائمة على الاستدامة الثقافية. فالأحساء المسجلة في قائمة التراث العالمي اليونسكو، بقيادة سموه لم تعد مجرد واحة للنخيل، بل هي قطب سياحي ولوجستي وعلمي. لذا، نلحظ اهتمامه بربط هذه المكونات ببعضها البعض وتحويلها إلى وجهة صاعدة للاستثمارات الكبرى تُدار بعقلية احترافية تتبنى لغة الأرقام والمؤشرات، تستنطق التراث لتصنع منه قطاعاً اقتصادياً حيوياً من خلال تطوير المواقع التاريخية وتنشيط الفعاليات النوعية مما يعكس إيمان سموه بأن السياحة بأنواعها المختلفة هي النفط المتجدد الذي يسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية للمحافظة مع الحفاظ على هويتها الأصيلة.
ختاما، إن كاريزما العمل التي يضفيها الأمير سعود بن طلال بن بدر على المشهد الإداري تتسم بالديناميكية فالقرارات لا تُصنع خلف المكاتب المغلقة بل تُستقى من الميدان. إن ما تشهده الأحساء اليوم تحت قيادة سموه هو صياغة لنموذج المحافظة الطموحة التي تعتز بتراثها وتستشرف مستقبلها بأدوات العلم ومنهجية العمل الاحترافي حيث تلتقي فيها براعة الإدارة بخبرة الجامعة تحت مظلة قيادية شابة وطموحة تؤمن بأن القيادة بالقدوة، النزول للميدان والمتابعة الدقيقة هما السبيل الوحيد لترجمة الرؤى إلى واقع ومنجزات ملموسة. نحن أمام نموذج إداري يُحتذى به استوعب بعمق مكانة الأحساء، فجعل منها منارة للتنمية الشاملة ونموذجاً وطنياً ملهماً في فن إدارة المستقبل.

MENAFN31122025000089011017ID1110543786

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث