تداعيات لقاء نتانياهو ترامب.. لبنان في قلب الهواجس
وذلك، بدءاً من المحطة الأولى التي بدأت أمس الأول مع لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا، بحيث يُفترض أن لبنان كان من ضمن النقاط الأساسية التي تناولتها محادثاتهما، والتي ستترتّب عليها طبيعة الخطّة الإسرائيلية للتعامل مع لبنان في السنة الطالعة، مروراً بموعد 5 يناير المقبل، حيث من المفترض أن يطّلع مجلس الوزراء على التقرير الرابع لقيادة الجيش حول مآل ونتائج تطبيق المرحلة الأولى من حصر السلاح في جنوب الليطاني، وهو تقرير يكتسب أهمية حاسمة، في ظلّ احتمال أن يثبّت إنجاز تنظيف المنطقة برمّتها من السلاح غير الشرعي، ولا سيّما منه سلاح ((حزب الله))،
ووصولاً الى المحطة الثالثة المتمثلة باجتماع ((الميكانيزم)) (لجنة مراقبة وقف إطلاق النار)، في 7 يناير المقبل، وهي محطة تكتسب دلالات مهمّة، لجهة الموقف الذي قد يصدر عن اللجنة في حال إنجاز حصريّة السلاح في جنوب الليطاني.
ومن بوّابة ((لقاء فلوريدا))،الذي شكّل، وفق قراءات البعض، محطة مفصليّة لتعزيز رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، وتضمّن مواقف متصلة بالواقع اللبناني، لا سيّما لجهة قول الرئيس الأميركي، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم ((حزب الله)) بعدما حصل إخفاق في اتفاق وقف الأعمال العدائية: ((سنرى ذلك، الحكومة اللبنانية في وضع غير موآتٍ بعض الشيء، وحزب الله يتصرف بشكل سيئ، وسنرى ماذا سيحدث))،
فإن ثمّة إجماعاً على أن العام المقبل سيكون استمراراً للعام الحالي، لجهة أن إسرائيل لن توقف استهدافاتها لـ((حزب الله)). أ
ما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمّة كلاماً عن أن أوراق الضغط والمساومة كثيرة. فواشنطن تشجع المسار الديبلوماسي مع الحكومة اللبنانية، قبل إنتقال إسرائيل الى توجيه ضربة كبرى الى ((حزب الله))،
وفق أجواء تلّ أبيب التي لا تريد إغضابها وتعمل على خطّيْن: خطّ يضمن إصدار الحكومة اللبنانية بياناً يؤكد رغبتها في تحقيق سلام مع إسرائيل، بالتوازي مع خطّ عسكري قوامه عدم الإنسحاب من المواقع الخمسة التي تحتلّها، وإبقاء أجواء لبنان مفتوحة أمام سلاح طيرانها، مع إمكان انتزاع موافقة أميركية لشنّ هجوم واسع على لبنان.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر سياسية لـ((البيان)) الى أن مجموعة مسارات معقّدة تتبدّى أمام لبنان، والتي تبدأ بالمسار الأمني المرتبط بالإعتداءات الإسرائيلية، والمجهولة وجهته في ظلّ الغموض الذي يكتنف ما يستبطنه من تطوّرات، وربما مفاجآت، أكانت سلبية أو إيجابية، وغياب ما حُكي عن إنجازات سريعة لـ((الميكانيزم))، ولا تنتهي بالإنتخابات النيابية، في شهر مايو المقبل، والتي باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تدخل إلى حلبة الإشتباك السياسي العنيف حولها،
ربطاً بما يحوطها من تناقضات وانقسامات واعتراضات.توازن في الإلتزاماتوفي انتظار ما سيفيض عن مقرّرات فلوريدا، وما إذا كانت ستُترجم على الأرض اللبنانية ناراً أو تفاوضاً، خصوصاً وأن أجواء إسرائيل ذات طابع هجومي عسكري، فيما الإدارة الأميركية تفضل اللجوء إلى الخيارات الديبلوماسية،
علمت ((البيان)) أن رئيس الوفد اللبناني الى اجتماعات ((الميكانيزم))، سيمون كرم، سيعرض صورة متكاملة عن وفائه بالتزاماته من خلال أداء الجيش وانتشاره وتنفيذ ما هو مطلوب منه وفق الإتفاقية، على أن يُصار في المقابل إلى وضع الجانب الإسرائيلي أمام مسؤولياته الكاملة،
إنطلاقاً من مبدأ ((التوازن في الإلتزامات))، باعتبار أن لبنان ينتظر الخطوة الإسرائيلية المقابلة التي يُفترض أن تُترجم عملياً بوقف الخروقات واستكمال الإنسحاب من المناطق المحتلّة جنوباً.
علما أن اجتماع 7 يناير لـ((الميكانيزم)) سيسبقه جهد لبناني مكثف، على المستوى الرئاسي، لوضع الدول المعنية بـ((الميكانيزم)) أمام حقيقة الوضع الميداني والخطوات الجدية التي قام بها لبنان، مع التأكيد أن أيّ مسار مستدام للإستقرار يفترض، في الحدّ الأدنى، احترام مبدأ ((الخطوة مقابل خطوة))، بما يضمن عدم تحميل طرف واحد أعباء الإتفاق فيما يتنصل الطرف الآخر من موجباته.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment