هدنة غزة.. اتفاق مع وقف التنفيذ

(MENAFN- Al-Bayan) تظل غزة واقفة على رمال متحركة، حتى لو تبدلت الأيام والسنون، ولعل شتاء العام الحالي المتميز ببرودة فوق العادة، ليس فقط على مستوى الأحوال الجوية، بل وفي المسار السياسي، وجد له متنفساً في قمة فلوريدا التي جمعت ركني القيادة في واشنطن وتل أبيب، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ومرة أخرى تلقي إسرائيل بالكرة في الملعب الفلسطيني، معلنة أن لا وقف للغارات و((الاغتيالات)) الإسرائيلية في قطاع غزة، ولا دخول في المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية لوقف الحرب، قبل نزع سلاح حركة "حماس" ، وتسلم جثة آخر محتجز إسرائيلي لديها.

وفيما شخصت كل حواس غزة، إلى لقاء ترامب نتانياهو، فإنها أخذت تستعد لطي عام آخر ينزف، كان عنوانه ((وقف الحرب)) من دون أن تنتهي، إذ ظلت غزة تتأرجح على حافة تصعيد، أوشك في مناسبات كثيرة على الاستبدال بسيناريوهات أكثر صعوبة، من خلال تكثيف الضربات وتوسيع رقعة الخروقات، من دون الوصول إلى الانفجار، وانهيار التهدئة بشكل كامل.

وفق مراقبين، فالملف الأبرز الذي يعتقد أنه شكّل لبّ القضايا المفصلية التي ناقشها لقاء ترامب نتانياهو، هو نزع السلاح، لارتباطه مباشرة بمستقبل التهدئة، وتأثيره على شكل حركة حماس في المرحلة المقبلة كما أرادها الرئيس الأمريكي (حركة منزوعة السلاح) بينما يريد نتانياهو التخلص من الحركة بشكل نهائي وإلى الأبد.

ويريد نتانياهو البارع في المراوغة السياسية، الدفع بملف نزع السلاح إلى مرحلة الذروة، لأنه يعي تماماً أنه سيرتد على مستقبل التهدئة، وبما يمنحه هامشاً جديداً للمناورة، بحيث يطيل أمد المرحلة الأولى، وصولاً لعام انتخابي في تل أبيب، من المرجح أن يحمل معه قضايا ذات أبعاد سياسية، تلبية لأغراضه الشخصية والحزبية.

وعلى مدار آخر شهرين من العام 2025، ارتبط تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، بزاد يومي على مائدة الدبلوماسية الأمريكية، ولم ينقطع سوى من بعض التهديد والوعيد لغزة،

ونالت منه حركة "حماس " القسط الأكبر.ولم تنل الخروقات الإسرائيلية المستمرة منذ اليوم الأولى لإعلان وقف إطلاق النار في 9 أكتوبر، من إصرار الرئيس الأمريكي على الانخراط في المرحلة الثانية من الاتفاق، ولكن مع وصولها ذروتها بعودة إسرائيل إلى ((الاغتيالات)) استشعرت الإدارة الأمريكية الحرج، قبل أن تنزلق الأوضاع إلى خرق دائم للهدنة،

وتالياً عودة الحرب، فتوسعت الاتصالات السياسية لتثبيت التهدئة، وامتدت فصولها، وصولاً للقاء ترامب نتانياهو.

يقرأ الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، بين سطور القمة الأمريكية الإسرائيلية، مناورة كبرى يديرها بنيامين نتانياهو، ويسعى من خلالها لإرباك الأهداف وتشتيت المواقف إزاء هذه القمة، ولذا راح يركز على ملف ((اليوم التالي)) انطلاقاً من رغبته في تأجيل المرحلة الثانية من خطة ترامب، فضلاً عن الترويج للخطر الإيراني، باعتباره الأكبر على إسرائيل.

ويرى عوكل أن المنطقة ستظل مفتوحة على حروب وتطورات خطيرة، مع محاولات نتانياهو المحمومة تعطل أو تأجيل الدخول في المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية. ويدرك مراقبون أن غزل خيوط هدنة غزة أو فكها لا يقتصر على مهارة الوسطاء ورعاة العملية السياسية، وإنما بالنوايا الإسرائيلية، والدعم الأمريكي،

حتى لو ظلت واشنطن في صفة المراقب، ولذا سيكون ((التكتيك)) السياسي عنوان المرحلة المقبلة، بينما ستظل التهدئة معلّقة، ومرهونة بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية.

MENAFN30122025000110011019ID1110540239

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث