أيوب الكعبي.. "بهلوان" في الـ "كان"
في البطولة القارية كأس أمم أفريقبا ((كان 2025)) المقامة حالياً في بلده المغرب، جاء هدفه الأول الاستعراضي في المباراة الافتتاحية لمنتخب بلاده، عندما سجل بضربة مقصية رائعة هدف الاطمئنان في مرمى جزر القمر بعد دقائق قليلة من دخوله بديلاً، وخرج المغرب فائزاً 2-0.
بعدما صام عن هز الشباك في المباراة الثانية ضد مالي والتي لعبها أساسياً، استعاد الكعبي شهيته التهديفية وبالطريقة ذاتها، فهز شباك زامبيا وحسم منتخب بلاده صدارة المجموعة الأولى وبطاقة ثمن النهائي في مباراة قدم فيها المغرب أفضل عروضه في دور المجموعات.
في موسم 2020-2021 وحده عندما كان يدافع عن ألوان الوداد البيضاوي، سجل الكعبي أربعة أهداف رائعة بضربات مقصية، وسبق للكعبي البهلواني أن سجل في مباراة ودية ضد بنين ((1-0)) يونيو الماضي، وقبلها بأربع سنوات في مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2022 ضد غينيا بيساو ((5-0)). في البداية، رفع الحكم المساعد الراية معلناً عدم صحة الهدف بداعي التسلل، لكن بعد الرجوع إلى حكم الفيديو المساعد ((فار))، احتُسب الهدف صحيحاً لتفوز المغرب 3-0.
بدأت قصة الكعبي في الشارع، حيث تعلم لعب كرة القدم خلال طفولة اتسمت بأعمال النجارة، وتنظيف السجاد أو بيع الملح، كما روى لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة.
وُلد ونشأ في بيئة فقيرة بمدينة الدار البيضاء، وتحديداً في حي درب ميلا الشعبي، حيث عانت عائلته من فترات صعبة خلال تسعينيات القرن الماضي، وصلت إلى حد اضطرارها للعيش في حي صفيحي، ولتأمين احتياجاته ومساعدة أسرته ترك أيوب المدرسة في سن الخامسة عشرة والتحق بورشة في حي مدَيونة.
وفي الوقت نفسه، واصل ممارسة كرة القدم، وبدأت موهبته تلفت أنظار مكتشفي المواهب في نادي الراسينغ البيضاوي ((درجة ثانية))، قرر التخلي عن مهنة النجارة والتفرغ لكرة القدم، ووقّع أول عقد احترافي له في سن الحادية والعشرين مع نادي الراسينغ البيضاوي عام 2014.
بدأ مسيرته الاحترافية متأخراً، في مركز الظهير الأيسر، لكنه سرعان ما فرض نفسه هدافاً بارزاً مع الراسينغ البيضاوي، حيث لعب ثلاثة مواسم ((من 2014 إلى 2017)) وسجل 36 هدفاً في 62 مباراة.
بعد انتقاله إلى نهضة بركان وفوزه بالكأس المحلية وتألقه في بطولة أمم أفريقيا للمحليين عام 2018 عندما توج هدافاً برصيد 9 أهداف وتوج باللقب، تم استدعاؤه لأول مرة إلى صفوف ((أسود الأطلس)) بقيادة المدرب الفرنسي هيرفيه رونار، للمشاركة في كأس العالم 2018.
وبعد فترة قصيرة في صفوف فريق هيبي أف سي الصين، حيث لعب إلى جانب العاجي جرفينيو والأرجنتينيين خافيير ماسكيرانو، وإيزيكيال لافيتسي، عاد المهاجم إلى المغرب، وتحديداً إلى نادي الوداد البيضاوي. وفي موسمه الأول معه، تصدر ترتيب الهدافين برصيد 18 هدفاً وتوج معه باللقب، وترك بصمته بتسجيله ثلاثية، بينها هدف رائع بضربة مقصية في مرمى الدفاع الحسني الجديدي.
انتقل في صفقة انتقال حر إلى نادي هاتاي سبور التركي. وبسبب المنافسة الشديدة ((يوسف النصيري، عبدالرزاق حمدالله ووليد شديرة))، لم يتم اختياره ضمن قائمة وليد الركراكي المشاركة في كأس العالم 2022.
انتقل لفترة قصيرة إلى نادي السد القطري، قبل أن ينضم إلى أولمبياكوس، حيث التقى بمواطنه يوسف العربي، ومنذ بداياته، أسهم في تأهل النادي اليوناني إلى الدوري الأوروبي ((يوروبا ليغ)) بفضل ثنائية في مباراة الملحق أمام إف كي تشوكاريتشكي.
وخلال كامل المشوار الأوروبي، حمل المهاجم فريقه على أكتافه ولم يتوقف عن هز الشباك ((16 هدفاً في الموسم الأوروبي، وهو رقم قياسي للاعب أفريقي)). هذه الإنجازات فتحت له الباب للعودة إلى صفوف ((أسود الأطلس)) في أمم أفريقيا 2023. وفي الموسم قبل الماضي، تألق بشكل لافت في مسابقة كونفرنس ليغ، وتحديداً في نصف النهائي عندما سجل ثنائية، قبل أن يسجل هدف الفوز على فيورنتينا الإيطالي في الدقيقة 116 من الشوط الإضافي الثاني ((الوقت الأصلي 0-0))، ويتوج باللقب، فأصبح أول لاعب مغربي يسجل هدفاً في نهائي مسابقة أوروبية.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment