عبد الرحمن الدولة.. قناص الكويت الذهبي وأسطورة الأهداف
الهداف التاريخي
يعد عبدالرحمن الدولة صاحب أول هدف رسمي في تاريخ منتخب الكويت الوطني لكرة القدم، حيث سجله في أول مباراة دولية للأزرق أمام الأردن في الدورة العربية عام 1961، وانتهت بفوز الكويت 3-1، فهو اسم يتردد صداه في أروقة تاريخ كرة القدم الكويتية كنجم ساطع، وهداف بالفطرة، وأحد رموز النادي العربي ومنتخب الكويت في حقبة التأسيس الذهبية هو ليس مجرد لاعب سابق، بل هو صانع المجد الكروي في ستينيات القرن الماضي، وبصمته محفورة بأهداف تاريخية خالدة، محلياً وقارياً، اكتسب سمعته كقناص لا يخطئ، بفضل سرعته ومهارته وقدرته على إنهاء الهجمات ببراعة نادرة.
هداف العرب
يحمل الدولة، رقماً قياسياً لا يزال محط إشادة، كونه الهداف التاريخي لبطولة كأس العرب برصيد 13 هدفاً، سجلها في النسخ الثلاث الأولى من البطولة 1963، 1964، 1966 وقد كان هدافاً لمنتخب الكويت في هذه النسخ الثلاث، أهدافه توزعت على النحو التالي: 7 أهداف في مرمى الأردن، 3 في مرمى البحرين، وهدف واحد في مرمى كل من لبنان والعراق وتونس، وجاء في الترتيب الثاني لهدافي البطولة العربية، الليبي بـ 11 ومواطنه أحمد بن سويد بـ 10 والكويتي بشار عبدالله رابعاً برصيد 8 وبالرصيد نفسه كل من اللبناني ليفون ألتونيان بـ 8 والسوري أفاديس كولكيان بـ 8 والسعودي عبيد الدوسري بـ 8، ورغم أنه لم يعاصر ((الجيل الذهبي)) الذي شارك في كأس العالم 1982 بإسبانيا، إلا أنه كان من الجيل المؤسس الذي وضع اللبنات الأولى لانطلاقة الكرة الكويتية نحو المجد، ويمثل اليوم قدوة لكل لاعب كويتي يسعى للتميز في ميادين الكرة وفي الإدارة الرياضية.
البدايات
ولد عبدالرحمن الدولة عام 1941، وبدأ مسيرته الكروية في مرحلة مبكرة مع أشبال نادي العروبة قبل أن ينضم إلى النادي العربي الكويتي عند تأسيسه، ليقضي معه كامل مشواره الكروي، وتميز الدولة بتعدد مواهبه الرياضية، حتى أنه مثل الكويت في كرة السلة في الدورتين العربية الثالثة والرابعة، قبل أن يتفرغ للساحرة المستديرة، مارس كرة القدم في صفوف الناشئين داخل أسوار نادي العربي الرياضي، أحد أعرق الأندية الكويتية، وبرز سريعاً كمهاجم يمتاز بالمهارة والذكاء الكروي، وتميز بالتمركز الجيد والقدرة على اقتناص الأهداف من أنصاف الفرص، ما جعله النجم الأبرز في خط الهجوم، مع العربي، شارك في العديد من البطولات المحلية وحقق معه ألقاباً مهمة، وكان ضمن الجيل الذي أسهم في تأسيس هيبة النادي قوة كروية محلية وإقليمية.
الأزرق
لم يمر وقت طويل حتى أصبح عبدالرحمن الدولة لاعباً أساسياً في صفوف منتخب الكويت الوطني، وشارك في العديد من البطولات الودية والرسمية، وكانت أبرز محطاته في العام 1964، عندما استضافت الكويت بطولة كأس العرب، وهي البطولة التي شهدت تألقه بشكل لافت وتُوج هدافاً لها، وكان من أوائل النجوم الذين صنعوا اسماً كبيراً للكرة الكويتية عربياً، ووصفه الأسطورة جاسم يعقوب أكثر من مرة بعبارة ((كنت أحب دائماً الذهاب إلى الملعب والجلوس خلف المرمى لكي أشاهد الدولة كيف يتسلم.. كيف يمرر ويحرز الأهداف...)).
الجيل الذهبي
مهاجم موهوب عُرف بسرعته وتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء، وكان يشكل قوة هجومية كبيرة للنادي العربي والمنتخب الوطني ويعد رمزاً من رموز الجيل الذهبي ومن الأسماء المؤسسة لبداية صعود الكرة الكويتية عربياً وآسيوياً قبل حقبة الثمانينيات، وهو من الرواد الذين مهدوا الطريق للجيل الذهبي الذي حقق إنجازات كبرى للكرة الكويتية في الثمانينيات، عرف عنه أنه مهاجم كلاسيكي من الطراز الرفيع لم يكن يعتمد فقط على السرعة أو القوة البدنية، بل كان يمتلك حساً تهديفياً عالياً وبُعد نظر داخل الملعب، كان قائداً داخل منطقة الجزاء، يعرف متى يتحرك وكيف يضع الكرة في الشباك، كما عُرف بروحه الرياضية العالية والتزامه الأخلاقي، فكان نموذجاً يحتذى داخل وخارج الملعب.
الزعيم
ارتبط اسم عبدالرحمن الدولة ارتباطاً وثيقاً بـ ((الزعيم)) بنادي العربي، الذي أسهم في تأسيس حقبته الذهبية الأولى، ويعتبر أول هداف من نادي العربي يفوز بلقب هداف الدوري الكويتي وقد توج بهذا اللقب 4 مرات متتالية في مواسم (1962-1963، 1964-1965، 1965-1966، 1966-1967)، وهو رقم يعكس سيطرته المطلقة على شباك الخصوم في تلك الفترة، سجل خلال مشواره ما يقارب الـ 198 هدفاً رسمياً، منها 143 هدفاً مع انادي العربي، ليقود الفريق نحو حصد 11 بطولة ما بين دوري وكأس وهو لاعب، وتوج أيضاً بلقب هداف لبطولة كأس الأمير في أكثر من موسم، وسجل أول هاتريك في تاريخ نهائي كأس الأمير عام 1962.
الاعتزال
اعتزل عبدالرحمن الدولة كرة القدم عام 1975 لكن علاقته بالعربي لم تنتهِ عند صافرة النهاية، بل انتقل إلى العمل الإداري، دخل مجلس إدارة نادي العربي عام 1974، ثم تولى منصب أمين السر لنادي العربي لسنوات طويلة (منذ 1983 حتى 2006)، ليقضي ما يزيد على 50 عاماً من الوفاء بين جدران القلعة الخضراء، لاعباً وإدارياً وخبيراً.
أيام الطيبين
يظل عبدالرحمن الدولة رمزاً للرياضة الكويتية في ((أيام الطيبين))، ليس فقط لغزارة أهدافه وبطولاته، بل لالتزامه وتواضعه ووفائه لناديه ووطنه، ليصبح بحق أحد أساطير الأجيال المؤسسة للمجد الكروي في الكويت، فهو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو صفحة مشرقة من تاريخ الكرة الكويتية من خلال أهدافه، ونجاحاته، ومساهمته في رفع اسم الكويت رياضياً، ترك بصمة لا تُمحى، وجعل من اسمه علامة مضيئة في ذاكرة كل مشجع كويتي وعربي، رحلته تُثبت أن المجد الرياضي لا يقاس فقط بعدد البطولات، بل بحجم التأثير والبصمة التي يتركها اللاعب في وجدان الجماهير.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment