مفاجأة مذهلة.. خفاش بحجم الكفّ يتحول ليلاً إلى أسد

(MENAFN- Al-Bayan) ">كشفت دراسة دولية حديثة، قادها باحثون من جامعة آرهوس الدنماركية ومعهد سميثسونيان للأبحاث الاستوائية (STRI)، عن سلوك صيد غير مسبوق لدى نوع من الخفافيش الصغيرة يُعرف باسم الخفافيش ذات الشفاه المهدّبة (Trachops cirrhosus)، حيث تبين أنها تمارس أساليب افتراس تشبه إلى حد كبير تلك التي تعتمد عليها الحيوانات المفترسة الكبيرة مثل الأسود.

واعتمد الفريق البحثي في دراسته على تزويد 20 خفاشا بأجهزة تتبع دقيقة للغاية، تم تصميمها على شكل "حقائب ظهر" صغيرة، لرصد تحركها وتسجيل الأصوات المحيطة بها خلال ساعات الليل.

وتوفّر هذه البيانات صورة مفصلة عن طريقة صيد هذه الخفافيش، التي لا تتجاوز أحجامها بضعة سنتيمترات، لكنها تتعامل مع فرائس كبيرة نسبيا مقارنة بكتلتها، وفقا لـ scitechdaily.

وأظهرت البيانات أن الخفافيش تقضي ما يقرب من 89% من وقتها بلا حركة، في استراتيجية تُعرف بـ"الانتظار والترقب"، حيث تبقى معلّقة في الظلام بالقرب من برك المياه أو مواقع تجمع الضفادع، اعتمادا على حاسة سمع شديدة الحساسية لالتقاط أقل الأصوات التي تُصدرها الفريسة المحتملة.

وعندما تحين اللحظة المناسبة، تنطلق الخفافيش في هجوم قصير وخاطف، يستمر في كثير من الأحيان أقل من ثلاث دقائق، بينما يبلغ متوسط زمن الهجمة الواحدة نحو ثماني ثوانٍ فقط.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Current Biology، حققت هذه الخفافيش نسبة نجاح تبلغ 50% في محاولات الصيد، مقارنة بـ14% للأسود ونحو 2% للدببة القطبية، ما يجعلها من أكثر الحيوانات كفاءة على مستوى استهلاك الطاقة مقابل الجهد المبذول في الصيد.

وتمكنت بعض الخفافيش من اصطياد فرائس يصل وزنها إلى 20 غراما، بما يقارب وزن الخفاش نفسه، كما سجل الباحثون مدة مضغ وصلت إلى 84 دقيقة في إحدى الحالات، ما يشير إلى حجم كبير للفريسة.

وتوضح الباحثة الرئيسية في الدراسة، ليوني بايَر، أن النتائج قلبت العديد من الافتراضات التقليدية حول علاقة كتلة الجسم باستراتيجيات الافتراس.

وقالت: "كان من المدهش أن نكتشف أن هذه الخفافيش الصغيرة تستخدم أساليب صيد شبيهة تماما بالحيوانات المفترسة الكبيرة، فهي تنتظر بصبر، وتضرب بدقة، وتحقق معدلات نجاح عالية تفوق توقعاتنا".

كما أظهرت البيانات أن الخفافيش الأكبر سنا كانت قادرة على التعامل مع فرائس أكبر، ما يشير إلى اكتسابها مهارات إضافية عبر الخبرة والتعلم من أفراد أخرى.

ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم أعمق لدور الخفافيش في التوازن البيئي، ويسلط الضوء على قدراتها الفريدة التي ظلت خفية لسنوات طويلة.

فيديو

MENAFN06122025000110011019ID1110445680

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث