عِش في علوٍّ أيها العلم

(MENAFN- Al-Bayan) في كل عام يعود عيد الاتحاد ليذكرنا بأن تاريخ الإمارات ليس تتابع سنوات فحسب، بل لحظة ميلاد غيرت مسار وطن بأكمله. لحظة أنار فيها الطريق، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإلى جانبه الآباء المؤسسون، فاجتمعت القلوب، وارتفعت راية واحدة تظلل الجميع، وتوحدت البوصلة نحو هدف محدد وواضح.

كان ذلك اليوم نقطة التحول الحاسمة التي أصبح فيها الحلم واقعاً، ليبدأ ابن الإمارات رحلة جديدة اتسعت فيها آفاقه، لينتقل من انتظار المستقبل إلى هندسته وصناعته.

حين نستعيد ذكرى الاتحاد، لا نستعيد حدثاً سياسياً فحسب، بل نستحضر روحاً تأسست على الشراكة والإنسانية والرؤية الثاقبة. نستحضر صورة الآباء المؤسسين وهم يرسمون، بوعي نادر، مستقبل وطن سيصبح -لاحقاً- واحداً من أكثر النماذج إلهاماً على مستوى العالم. كانوا يدركون أن الاتحاد ليس غاية، بل بداية، وأن العمل الجاد هو طريق تثبيت أركانه وترسيخ حضوره.

إن أعظم ما نشعر به في هذا اليوم، هو ذلك الاعتزاز العميق بدولتنا، بما أصبحت عليه وما تمثله من قوة وحكمة وريادة. يكفي أن نرى علم الإمارات وهو يعلو في المحافل الدولية، حتى ندرك أننا ننتمي إلى وطن نجح في ترسيخ مكانته بين الأمم. نرى في هذا العلم تاريخاً حياً لرجال حملوا مسؤولية الاتحاد، ومستقبلاً نشارك جميعاً في صناعته، فنقف أمامه بفخر ونقول له:

عِش هكذا في علو أيها العَلَم....... فإننا بك بعد الله نعتصم

فهو ليس رمزاً يرفرف في السماء، وإنما وعد دائم بأن الإمارات ستبقى في العلياء، وأن أبناءها سيبقون أمناء لهذا الإرث، متمسكين بقيمه ومسيرته وإنجازاته التي أصبحت قدوة للعالم.

ففي مسيرة لم تتجاوز خمسة عقود ونصف، استطاعت الإمارات أن تتحول إلى لاعب دولي مؤثر، وأن تثبت أن حداثة العمر لا تمنع من تحقيق عظيم الإنجازات. اليوم يتصدر جواز سفرها قوائم الأقوى في العالم، فاتحاً أمام أبنائها أبواب الحركة والفرص والانفتاح على الثقافات. واليوم أيضاً أصبحت الإمارات من أوائل الدول العربية التي تصل إلى الفضاء، وترسل مسبارها إلى المريخ، وهي تضع الإنسان الإماراتي في قلب المنجز العلمي، في رسالة واضحة بأن السقف الوحيد للطموح هو السماء.

رؤية الإمارات كانت ولا تزال رؤية استباقية، تدرك أن الدولة الحديثة ليست تلك التي تحقق النمو لذاتها فقط، بل التي تتقدم مع العالم وتقدم له. لذلك أخذت على عاتقها دوراً فاعلاً في مواجهة التحديات العالمية، من تغير المناخ إلى الأزمات الجيوسياسية. فتصدرت الجهود المناخية، واستضافت مؤتمرات دولية كبرى تجمع العالم على طاولة واحدة، وسعت لتخفيف التوترات وبناء الجسور بين الدول، مؤكدة أنها دولة تؤمن بأن السلام ليس خياراً، بل ضرورة لاستمرار الحضارة.

اليوم.. ونحن نحتفي بعيد الاتحاد الـ 54، نردد بفخر أن الإمارات لم تعد مجرد دولة، بل قصة نجاح مكتوبة بحب شعبها، وحكمة قادتها، ورفعة رايتها، ومستقبل يزداد وضوحاً وتألقاً عاماً بعد عام.

هكذا نمضي.. كما أراد زايد الخير، وكما يليق بدولة تعلم أن المجد لا يمنح، بل يصنع.

احتفالنا بعيد الاتحاد ليس استذكاراً للماضي فقط، بل تجديد للعهد بأن نحمل هذه المسيرة إلى مداها الأبعد. فنحن أبناء دولة اعتادت أن تحول الحلم إلى مشروع، والرؤية إلى واقع، والإنجاز إلى منطلق لإنجاز أكبر.

وفي النهاية يبقى الاتحاد هو الروح، ويبقى العَلَم هو العهد، تبقى الإمارات قصة وطن يمضي بثقة، ويرفع رايته عالية، ويؤمن بأن القادم، كما كان دائماً، أجمل.

MENAFN05122025000110011019ID1110441540

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث