(MENAFN- Al-Bayan) ">حذرت دراسة حديثة أجرتها شركة Gartner للأبحاث التكنولوجية من أن المديرين اليوم يواجهون تحديات غير مسبوقة قد تقود نحو الفشل، وسط بيئات عمل أكثر تسطحا وتعددا في المهام والتقارير المباشرة لكل مدير.

وأظهرت الدراسة أن 54% من المديرين يعانون من إرهاق أو ضغط نفسي ناجم عن العمل، في حين يواجه 44% صعوبة في تقديم الدعم الشخصي لموظفيهم المباشرين.

وكشفت الأبحاث عن أربعة مؤشرات رئيسية قد تدل على فشل المديرين، هي، غياب الوعي الذاتي، حيث إن المديرين غير المدركين لنقاط قوتهم وضعفهم أكثر عرضة للفشل ثلاث مرات من ذوي الوعي الذاتي.

ثانيا، نقص التعاطف، إذ يزيد عدم التعاطف مع الفريق من خطر الفشل بمعدل 3.7 مرات، ثالثا، العلاقات غير المثمرة مع الموظفين، حيث لا يستفيد الموظفون من التفاعل مع مديرهم بشكل جيد، ما يرفع احتمالات الفشل 2.7 مرة، ثم يأتي أخيرا، عدم توافق العمل مع الأهداف، إذ يؤدي عدم مواءمة مهام الموظفين مع أهداف المؤسسة أو مسارهم المهني إلى مضاعفة خطر الفشل بمعدل 2.4 مرة، وفقا لـ theglobeandmail.

وأشارت المستشارة النيوزيلندية سوزي ماك ألباين إلى خطورة نمط المدير "المنقذ"، الذي يتدخل لحل المشكلات فورا، ما يحرم الفريق من فرصة تطوير حلولهم الخاصة، محذرة من الانشغال بمحاولة "إصلاح" موظف بدلاً من تمكينه.

وتوصي ماك ألباين بتبني نهج التدريب: التوقف، الاستماع، وطرح الأسئلة المفتوحة قبل تقديم الحلول مباشرة.

كما ذكر المستشار الأمريكي غريغ فانوريك عشرة عوامل إضافية تعرقل أداء المديرين، منها المماطلة، الإرهاق النفسي، نقص التفويض، والسعي للكمال المفرط.

لتخفيف الضغط وتحسين الأداء، يقترح الخبراء خطوات عملية مثل تبسيط القرارات اليومية، وجعل الروتين اليومي أكثر مرونة، والتكيف السريع مع تغيّر الظروف بدلاً من الاعتماد على خطط سنوية جامدة، مع الحفاظ على لغة صريحة وعاطفية تعكس اهتمام المدير بفريقه.

وكشفت سلسلة من الشهادات الصادمة التي أرسلها موظفون سابقون إلى موقع nonprofitwithballs عن ممارسات إدارية سيئة للغاية في بعض المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتعرض العاملون للضغط والإهانة وغياب العدالة في بيئة العمل، وتناول الموظفون تجاربهم مع رؤساء يطبقون سياسات متناقضة وغير منطقية، مما يؤدي إلى بيئة عمل مضطربة وغير منتجة.

ومن أبرز السلوكيات التي أشار إليها الموظفون، مطالبة المسؤول بالمشاركة في كل قرار مهما كان صغيرا، مع التأخر المتعمد في اتخاذ القرارات المهمة، وخلق ضغط مستمر على الموظفين لإنجاز المهام في اللحظة الأخيرة.

وأوضح أحد الموظفين أن رئيسه كان "يصر على أن يكون صاحب القرار النهائي في كل جانب من كل مشروع، لكنه نفسه لا يتخذ أي قرار في الوقت المناسب، مما يجعل الجميع يهرعون لإنجاز العمل تحت ضغط شديد".

وأكد آخرون أن رؤساءهم "لا يقدمون أي ملاحظات، سواء إيجابية أو سلبية، لكنهم يبالغون في رد الفعل عندما يفشل الموظفون في استنتاج ما يريدونه".

وسلطت الشهادات الضوء على ممارسات تحط من كفاءة الموظفين ذوي الخبرة، حيث يقوم المسؤولون بتطبيق نفس مستوى المراقبة على الموظفين المخضرمين كما يفعلون مع المتدربين، ويطالبونهم بالتكيف مع أسلوبهم فقط دون مراعاة التنوع في طرق العمل، إضافة إلى ذلك، ظهرت حالات من الإهانة العلنية، حيث يقوم المديرون بالتوبيخ أمام الجميع أو استخدام خاصية "الرد على الجميع" في البريد الإلكتروني لتوجيه انتقادات حادة، ما يزيد من شعور الموظفين بالضغط النفسي والخوف من ارتكاب الأخطاء.

وأكد الباحثون أن المديرين بحاجة إلى معرفة نقاط ضعفهم والعمل على تطوير مهاراتهم، مع التركيز على التوازن بين إدارة العمليات وتحفيز الموظفين، لضمان النجاح على المدى الطويل في بيئة عمل أكثر تعقيدا وضغطا من أي وقت مضى.

MENAFN05122025000110011019ID1110441015