دعوات متزايدة في اليمن لمواجهة مخططات الإخوان و"القاعدة" والحوثيين
خبرني - تزايدت الدعوات الشعبية في محافظة حضرموت بضم فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببدء تصنيف فروع الجماعة في مصر ولبنان والأردن ((كمنظمات إرهابية))؛ خشية تنفيذ مشروعها في حضرموت ويفتح الباب أمام مخططي إيران وتنظيم ((القاعدة)) لتقسيم البلاد، خصوصًا مع تصعيد وتوتر قبلي في المحافظة أيضًا.
وبعد سنوات من المعاناة مع سياسات عبثية وإخلال الأمن ومحاولة تفكيك النسيج الاجتماعي في حضرموت، يقول موقع ((الخلاصة نت)) إن أبناء المحافظة، بمختلف مكوناتهم المجتمعية والسياسية، باتوا يدركون أن حزب الإصلاح الإخواني يمثل واجهة لمشروع عابر للحدود، يستغل الخطاب الديني لتحقيق أهداف تنظيمية وحزبية ضيقة، ويتلقي هذا الخطاب مع سردية ميليشيات الحوثيين و((القاعدة)).
ويستمد الحراك الشعبي أهميته في حضرموت من موقعها الجغرافي المهم على خريطة التجارة العالمية وإنتاج النفط في جنوب اليمن، إذ تحتضن أكبر الحقول النفطية في البلاد ضمن ما يعرف بحوض المسيلة الرسوبي، الذي يمتد في الجزء الشرقي من المحافظة.
بيئة خصبة للتطرف
أما التصعيد القبلي المسلح في حضرموت فيشكل تهديدًا مباشرًا لأحد أهم الممرات البحرية الحيوية للتجارة والطاقة العالمية، فاضطراب عمل الموانئ النفطية أو طرق التصدير على البحر العربي قد يرفع كلفة التأمين البحري ويؤثر على تدفق ما يصل إلى 3.8 مليون برميل نفط يوميًا عبر باب المندب وقناة السويس، وهو مسار رئيسي يربط آسيا بأوروبا فأي توسع في الصراع يعني مخاطر متزايدة على سلاسل التوريد الدولية.
وتشكل هذا التصعيد مع محاولة مسلحين تابعين لـ((حلف قبائل حضرموت)) السيطرة على حقول النفط وممارسة أعمال النهب وقطع الطرق في حضرموت بعد دخولها في صدام مع قوات ((النخبة الحضرمية))، وهي القوات الحكومية المسؤولة عن حماية حضرموت وهذا التصعيد لن يكون بيئة خصبة للإخوان المسلمين فحسب بل فرصة لاستعاد تنظيم ((القاعدة)) الإرهابي نشاطه ومحاولات ميليشيات الحوثيين تنفيذ مخطط إيران لتقسيم اليمن.
وتحظى القوات الحضرمية بشرعية محلية ممتدة منذ سنوات، ودعمت استقرار المحافظة حيث واجهت محاولات الحوثي للتسلل، وحافظت على منشآت النفط من الانهيار، كما أن تحريك النخبة الحضرمية لمواجهة الحلف القبلي ليس تصعيدًا، بل استعادة الانضباط الأمني.
وتتهم حركات محلية في حضرموت حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، باستغلال الخطاب الديني والتحريضي لتأجيج التوترات القبلية بهدف إضعاف سلطة الدولة. وتشير مصادر محلية إلى أن قيادات مرتبطة بالحزب لعبت دورًا في تشجيع بعض القبائل على التصعيد ضد السلطة المحلية وضد قوات النخبة الحضرمية، عبر تصوير الصراع باعتباره ((واجبًا شرعيًا)) ضد ((الإقصاء والتهميش)).
حالة التوتر والتصعيد في حضرموت، جددت المخاوف من استعادة تنظيم ((القاعدة)) الإرهابي نشاطه المتطرف ونجاح مخطط ميليشيات الحوثيين في تقسيم اليمن، وهنا يحذر عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن فرج البحسني من أن حضرموت تمر بمرحلة وصفها بأنها ((الأخطر منذ عقود))، داعيًا إلى وقف التصعيد الذي قد يدفع المحافظة نحو صراع داخلي لا رابح فيه.
وقال البحسني، وهو محافظ سابق لحضرموت، في بيان له، إن المحافظة تُساق نحو ((انقسامات لا تخدم إلا أعداءها))، محذرًا من أي محاولات لاستعراض القوة التي قد تدفع نحو الفوضى.
وتشير وكالة رويترز إلى أن حلف قبائل حضرموت هو تشكيل قبلي معروف بمناهضته للمجلس الانتقالي الجنوبي، ويسعى إلى تطبيق الحكم الذاتي في المحافظة – وهي بوابة خلفية لتقسيم اليمن - وبات يملك قوة عسكرية في عدد من مديريات حضرموت ولا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية.
ويتبنى الحلف خطابًا انفصاليًا في حضرموت، وفق الوكالة، إذ يقول مراقبون ومحللون سياسيون إن المحافظة، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالنفط، تشهد تداخلًا معقدًا بين القوى العسكرية المحلية والإقليمية، وسط تنافس متصاعد على النفوذ يُخشى من أن يترتب على تسارع التطورات العسكرية على الأرض وتصعيد خطير في البلاد التي تعاني من ويلات الحرب منذ أكثر من عقد.
وتخضع محافظة حضرموت لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا في مواجهة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، إلا أن تقرير رويترز انتقد عدم تحرك تلك الحكومة أو اتخاذها أي إجراء حتى الآن لتخفيف حدة الاحتقان في محافظة تنعم باستقرار نسبي، خاصة مع لهجة الخطاب الحادة والتهديدات والحشد العسكري القبلي لـ ((حلف قبائل حضرموت)).
محرك اقتصادي
تتجلى أهمية حضرموت، جنوب اليمن، منفذًا رئيسيًا وخطًا ملاحيًا دوليًا للتجارة العالمية لتصدير النفط الخام من حضرموت الواقعة على ساحل البحر العربي إلى الأسواق العالمية. وتمتاز المحافظة بثروات نفطية وغازية هائلة، وفق مركز ((سوث 24)).
وتضم حضرموت حقلين رئيسيين هما حقل عطوف باحتياطي 200 مليون برميل، وحقل حلقوظ بإجمالي احتياطي 150 مليون برميل، غير أن هذه الكتلة النفطية المهمة في اليمن باتت مهددة بتحركات عسكرية غير نظامية لما يسمى ((حلف قبائل حضرموت)) والذي يقوده عمرو بن حبريش، حيث أكدت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المحافظة اعتداء ميليشيات مسلحة تابعة لـ((بن حبريش)) اليوم السبت على بعض المواقع التابعة لقوات حماية الشركات النفطية وخصوصًا مواقع شركة بترومسيلة في حضرموت.
وتؤكد منصة الطاقة أن موقع اليمن الجغرافي عند مضيق باب المندب يعد نقطة استراتيجية في تجارة الطاقة، إذ يمر عبره أكثر من 3.8 مليون برميل من النفط يوميًا. ما يعني أن أي توتر في حضرموت سينعكس على تلك التجارة، خصوصًا بعد أن اقتحمت ميليشيات ((حلف القبائل)) مواقع لشركات نفطية، ما يعد تصعيدًا خطيرًا للأوضاع من قبل هذه المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، وهو استهداف لواحدة من أهم مقدرات الشعب ممثلة في شركة بترو مسيلة، بحسب منصة ((عدن تايم)) المحلية.
ويؤكد تقرير لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات أن عمر بن حبريش، كان وما زال له علاقات وشراكة مع وكلاء الشركات النفطية العاملة في قطاعات النفط ومع منفذي عمليات النهب في اليمن، ويحصل على حصص من المبالغ المالية الكبيرة التي تدفع له في محافظة حضرموت.
وسط هذه الأوضاع تحركت قوات حكومية تابعة لمساندة قوات ـ((النخبة الحضرمية)) لمواجهة تصعيد المسلحين ، إذ تقول وكالة رويترز إن مراقبين للشأن اليمني يحذرون من أن محافظة حضرموت باتت على أعتاب الانفجار.
وينبه مراقبون إلى أن أي اضطرابات قبلية مسلحة في حضرموت لن يقف تأثيرها على المستوى المحلي بل إنها ستهدد واحدًا من أهم الممرات البحرية للتجارة والطاقة العالمية، حيث تقع حضرموت على الساحل الجنوبي الشرقي لليمن وتضم موانئ وتسهيلات نفطية (مثل ميناء الضبة ومرافئ التصدير المرتبطة بحقول مثل المسيلة) التي ترتبط بسلاسل إمداد عالمية تمر عبر خليج عدن وباب المندب وصولًا إلى قناة السواء - ممرات يمر عبرها جزء مهم من التجارة بين آسيا وأوروبا.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment