النحاس يشتعل عالميا.. مخاوف نقص الإمدادات تهز الأسواق
خبرني -
يشهد سوق النحاس العالمي حالة من الترقب الحاد، بعد أن واصل المعدن صعوده نحو مستويات قياسية في بورصة لندن للمعادن، وسط مخاوف متزايدة من دخول السوق في مرحلة نقص حاد في الإمدادات خلال العام المقبل.
وتأتي هذه الارتفاعات مدفوعة بمجموعة من العوامل المتشابكة، من أبرزها اضطرابات الإنتاج، وزيادة الطلب في الولايات المتحدة، والتوترات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية المحتملة.
ووفقًا لتقرير لوكالة بلومبرغ، ارتفع سعر النحاس في تداولات لندن بنسبة بلغت 1.3% مسجلاً مستوى قياسيًا وصل إلى 11334 دولارًا للطن، قبل أن يتراجع بشكل طفيف مع نهاية الجلسة، متجاوزًا الذروة السابقة التي حققها يوم الجمعة.
وفي الولايات المتحدة، قفزت العقود الآجلة في بورصة "كوميكس" بنحو 1.7%، في إشارة واضحة إلى تصاعد الطلب الأمريكي، مع تزايد التوقعات بفرض رسوم جديدة على واردات النحاس الخام.
وتشير تقارير الأسواق العالمية إلى أن سباق الوقت لإيصال شحنات النحاس إلى الولايات المتحدة قبل تطبيق أي رسوم جمركية محتملة، يفاقم من أزمة الإمدادات في الأسواق الأخرى، حيث تواجه المناجم صعوبات كبيرة في مواكبة الزيادة المستمرة في الطلب.
ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه القطاع من سلسلة اضطرابات غير متوقعة أثرت على إنتاج العام الجاري، وهو ما ظهر جليًا خلال مؤتمر النحاس السنوي في شنغهاي الأسبوع الماضي، الذي سلّط الضوء على حجم التوتر بين شركات التعدين والمصافي حول عقود توريد الخام للعام المقبل.
وفي سياق متصل، حذرت شركة "ميركوريا" للطاقة، إحدى أبرز الشركات العالمية في تجارة السلع الأساسية، من احتمال ظهور نقص ملموس في المعروض خلال 2026، مشيرة إلى أن الطلب المتزايد على النحاس - خاصة من قبل الصناعات المرتبطة بالتحول الطاقي - سيُحدث فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك.
ويُعد النحاس أحد المعادن الأساسية في مشاريع الطاقة النظيفة، من السيارات الكهربائية إلى شبكات الطاقة المتجددة، الأمر الذي يجعل أي اضطراب في سلاسل توريده ذا تأثير عالمي واسع.
وتشهد الأسواق المالية انجذابًا متزايدًا من قبل المستثمرين نحو المعدن الأحمر، مع ارتفاع أسعاره بنحو 30% منذ بداية العام على مؤشر بورصة لندن للمعادن.
وجاء هذا الصعود القوي بعد تراجع مؤقت في يوليو/تموز الماضي، إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل قراره بشأن فرض رسوم جمركية على واردات النحاس منخفض الجودة حتى منتصف العام المقبل.
ورغم هذا التراجع السابق، عاد التجار الآن إلى ضخ شحنات كبيرة باتجاه الولايات المتحدة استعدادًا لأي إجراء تجاري قد يبدأ تطبيقه اعتبارًا من 2027. ووفقًا لكوستاس بينتاس، رئيس قسم المعادن في "ميركوريا"، فإن ما يزيد على نصف مليون طن من النحاس قد يتم شحنها إلى الولايات المتحدة خلال الربع الأول من 2026 وحده.
وسجل النحاس ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.6% ليستقر عند مستوى مرتفع على بورصة لندن في ختام معاملات الإثنين، بعد أن قفز بنسبة 2.3% في الجلسة السابقة. كما أنهت العقود الآجلة في بورصة "كوميكس" الجلسة مرتفعة بالنسبة نفسها لتستقر عند 5.303 دولارات للرطل. وشهدت باقي المعادن الأساسية ارتفاعات متفاوتة، باستثناء القصدير الذي ظل مستقرًا دون تغيير يُذكر.
وتعكس هذه التحركات المتسارعة حالة القلق التي تسود الأسواق العالمية بشأن مستقبل إمدادات النحاس خلال الأعوام المقبلة. فمع استمرار الضغط على الإنتاج وتزايد الطلب الناتج عن التحول الطاقي، يبدو أن المعدن الأحمر مقبل على مرحلة من التقلبات الحادة، وربما مزيد من الارتفاعات القياسية، ما لم تتدخل عوامل جديدة قادرة على إعادة التوازن إلى السوق.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment