الغزل المقرون بالهبل
ليس من الوارد ان يتهمني أحد بأنني كنت اعاكس البنات بالتلفون حتى في شبابي، لأنني لم ألمس التلفون بيدي إلا بعد أن تجاوزت الـ18 وكان ذلك بمناسبة تلقي خبر وفاة جدتي، وقد أنستني فرحة استخدام التلفون حزني على جدتي. والمسألة عندي ليست أن شخصا أهبل فوق الستين يعاكس فتاة تصغره بأكثر من 40 سنة، بل هي مبدأ رفض التغزل بشخص لا تعرفه أو لا يكنُّ لك أي عاطفة. وقد كتبت أكثر من مرة عن صديق لي في المرحلة الثانوية نشر في «مجلة الإذاعة والتلفزيون» أنه من هواة التعارف ومراسلة الفتيات، وكفاعل خير فقد ظللت أراسله لنحو سنتين، وكلفني ذلك مبالغ طائلة لأن طابع البريد للرسالة الواحدة كان قرشا كاملا، كتبت له الرسالة الأولى بيدي اليسرى لأنه يعرف خطي وقلت له إنني فتاة تهوى مراسلة الفتيان، وجعلت عنواني البريدي منزل قريب لي في الخرطوم بحري (وكان البريد في ذلك الزمان يوزع على البيوت)، وكنت أتلقى منه رسالة شهريا، وفي رسالته الثانية أعلن حبه لي (كي لا يشطح بكم الخيال المريض: تذكروا أنني كنت اتقمص شخصية بنت وهمية).. ما حملني على ذلك هو «الغيظ» لأنني لا أفهم ما معنى أن يكون شخص ما من هواة المراسلة «من طرف» فإذا كنت تهوى المراسلة فراسل والديك وإخوتك وأصدقاءك وزملاءك، ولكن أن تضع اسمك في جريدة طالبا من أشخاص لا تعرفهم ان يراسلوك فأنت كالكهل الكويتي الذي يحب واحدة لم تكن تعلم بوجوده على كوكب الأرض.
ولما أعلن زميلي حبه لي حتى قررت الانتقام منه، وأبلغته (كحبيبة) بلهفتي للقائه، وضربت له موعدا في ميدان الأمم المتحدة في منتصف نهار يوم صيفي. وذهبت الى مكان اللقاء، ولكن بوصفي جعفر عباس وليس «الحبيبة» وكان وقتها قد بدأ يعاني من الجفاف من فرط التعرق، ولما رآني بذل جهودا جبارة للتخلص مني، من دون أن يوضح لي لماذا هو جالس تحت الشمس بملابس استعارها من عدة أشخاص. وبالطبع لم تظهر الحبيبة وبعثت اليه لاحقا باسم الفتاة برسالة اعتذار ورميت اللوم على «أخي المتخلف الذي منعني من الخروج من البيت».
ودخل كلانا الجامعة، وصار لصاحبنا حبيبة حقيقية، فسألته عن الحبيبة التي كان يراسلها خلال المرحلة الثانوية، فقال إنه كان عبيطا عندما افترض انه يحب فتاة لم يرها لمجرد أنها راسلته، فسردت عليه تفاصيل الفيلم الهندي الذي قمت بإخراجه ولما رأيت الغضب في عينيه قلت له بكل هدوء: عفا الله لك ولي عما سلف. والآن تحترم نفسك وإلا أكلم حبيبتك الحقيقية بـ«حقيقتك»؟ وتم تطبيع العلاقات بيننا.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment