عُمره 2000 عام.. أول كمبيوتر في التاريخ يذهل العلماء

(MENAFN- Al-Bayan) ">قبل أكثر من ألفي عام، صنع اليونانيون جهازا ميكانيكيا متقدما لدرجة أنه لا يزال يمثل لغزا للعلماء حتى اليوم، الاكتشاف الذي أُطلق عليه اسم آلية أنتيكيثيرا، عُثر عليه في أوائل القرن العشرين في حطام سفينة رومانية قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية، ويعتقد أنه أول "حاسوب" في العالم.

تعود الآلية إلى الفترة بين القرن الثالث والأول قبل الميلاد، وتمثل نموذجاً مذهلاً للتقنية اليونانية القديمة، حيث كانت تحتوي على أكثر من 30 ترساً برونزياً متشابكاً بحرفية فائقة.

وقد صُمم الجهاز لتتبع حركة الشمس والقمر وخمسة كواكب مرئية هي عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، وزحل، بالإضافة إلى تحديد مواعيد الكسوفات والأحداث الرياضية مثل الألعاب الأولمبية، وفقا لما نشره موقع dailygalaxy.

أحد أبرز عناصر الآلية هو نظام التروس الدائرية المتقدمة، الذي سمح بمحاكاة السرعة المتغيرة للقمر نتيجة مداره الإهليجي، وهي تقنية لم تُستخدم في أوروبا إلا في القرن الرابع عشر.

كما تحتوي الآلية على قرصين لولبيين يتابعان الدورات الفلكية الطويلة، مثل الدورة المتونية التي توائم بين التقويم القمري والشمسي على مدى 19 عاما، ودورة ساروس التي تتنبأ بالكسوفات الشمسية والقمرية على مدى 18 عاما.

تدهورت الآلية مع مرور الوقت بسبب تآكل النحاس نتيجة الأملاح والمعادن في ماء البحر، وبقيت مجزأة إلى 82 قطعة فقط، بينما يُعتقد أن الباقي مدفون تحت قاع البحر أو فقد إلى الأبد.

في السبعينات، أظهرت الأشعة السينية تعقيد الجهاز الداخلي، مؤكدة أنه لم يكن مجرد قطعة زخرفية، بل كان حاسبا فلكيا متقدما، ووصفه الفيزيائي ديريك دي سولا برايس بأنه أشبه بـ"فتح هرم والعثور على قنبلة ذرية".

وفي أوائل الألفية الجديدة، كشفت تقنيات المسح بالأشعة والتصوير الحديث عن آلاف الحروف اليونانية المنقوشة على التروس، والتي تضمنت تعليمات فلكية معقدة، مؤكدة الاستخدام العلمي الدقيق للآلة.

أثار اكتشاف الآلية أسئلة جديدة حول مستوى المعرفة العلمية والهندسية في اليونان الهلنستية، ولماذا اختفت هذه التكنولوجيا المتقدمة لقرون.

دراسة حديثة عام 2024 أشارت إلى أن الجهاز ربما اعتمد على تقويم قمري، مما أثار جدلاً معقداً بين الباحثين حول دقة فهم القدماء للتقويمات الفلكية وأنظمة الوقت المتعددة.

يبقى آلية أنتيكيثيرا رمزاً للعلم المفقود، ودليلاً على براعة الحضارات القديمة، وما زال يشكل تحديا كبيرا للعلماء والمهندسين الذين يحاولون فك شيفرتها، ليكشفوا أسرارا ربما تغير فهمنا للتاريخ العلمي.

فيديو

MENAFN01122025000110011019ID1110419286

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث