حكاية ديبرا ومثيلاتها
بررت إدارة البنك قرارها بطرد ديبرا من الخدمة بأن أداءها ضعيف، ولكن كل القرائن تشير إلى أن التبرير الحقيقي للقرار هو ان وجودها في البنك يجعل أداء الموظفين ضعيفا، وبالطبع ليس ذنب امرأة أنها جميلة وفاتنة، ولكن بالتأكيد تكون مذنبة عندما تكون ملابسها متعددة فتحات التهوية بما يسمح بكشف مواقع الألغام التي تفتك بعقول وقلوب الرجال.. وهذا ما كانت تفعله ديبرا، ففوق أنها كانت تملك وجها وقواما يشد الانتباه حتى لو كان ملفوفا بالـ«خيش» فإنها كانت تأتي الى العمل بملابس بليغة تعتبر على نحو مباشر عن إمكاناتها الفتاكة، وقد رفعت ديبرا قضية على البنك بزعم ان قرار فصلها تعسفي، معلنة لوسائل الإعلام أنها انتقلت الى العمل في بنك آخر وما تزال ترتدي نفس الملابس ذات أنظمة التهوية المتعددة من دون ان يقال لها إن إبراز مفاتنها يسبب ارتباكا في أداء زملائها من الرجال، وقد رأيت لديبرا هذه عدة صور وهي بـ«هدوم الشغل» وبصراحة لم أر مثل تلك الملابس على النساء إلا وهن على شاطئ بحر.
قضيت حياتي العملية كلها في بيئات تضم الجنسين، يعني حتى عندما كنت مدرسا عملت في مدارس بنات، وفي السنوات القليلة التي عملت خلالها في مدارس بنين نظامية، كنت أدرس مساء في مدارس مختلطة (يديرها اتحاد المعلمين)، ثم قابلت صنف ديبرا هذه في أكثر من موقع في بيئات العمل، وبالتالي فإنني أتعاطف مع بنك سيتي الذي قام بإنهاء خدماتها، لأنني أعرف عن تجربة كيف تستخدم بعض الحسناوات المدفعية الثقيلة لدك حصون المديرين ورؤساء الأقسام، وعرفت أيضا كيف حقق بعضهن «النصر الوظيفي» بتلك الأسلحة الفتاكة، فإذا كان مصرف في أمريكا- حيث التعري في مكان عام ليس جريمة - يرى أن عرض قطع وشرائح منتقاة من اللحم النسائي يعطل و«يبرجل» العمل فمعنى هذا أن ديبرا هذه كانت تحسب أنها تشارك في فيديو كليب موسيقي!! بعبارة أخرى فإنها كانت تستخدم مفاتنها كما الكوبرا للإيقاع بالفرائس.
تذكرت واقعة الهجوم الكاسح على نائبة في البرلمان البلجيكي قبل سنوات، عندما ضبطتها الكاميرا وهي ترضع وليدها ابن الشهرين خلال جلسة برلمانية، بل ان رئيس الجلسة أمرها بالخروج من القاعة، وفي اليوم التالي جلست النائبة في قاعة المجلس وجوارها ثلاث من الزميلات شرعن في ارضاع صغارهن، وكانت هناك في شرفات المجلس المخصصة للجمهور نحو خمسين امرأة يمارسن ارضاع الصغار، وهكذا وصلت الرئاسة الى رئيس الهيئة البرلمانية ولم يطالب بخروج النائبة وزميلاتها، وصار من حق نائبات البرلمان البلجيكي ارضاع اطفالهن خلال الجلسات.
قديما قالت العرب: «تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها» بمعنى أنه أصون لكرامة المرأة ان تعاني من الجوع والمسغبة من أن ترتزق بجسمها، وكشف النهود والأفخاذ وهزهزة الأرداف بطريقة متعمدة ومدروسة، في بيئة العمل لغزو قلوب من بيدهم قرارات الترقية والعلاوات والبدلات – في تقديري – نوع من الدعارة.. وبالمقابل فإن الموظف ماسح الجوخ الذي ينافق رؤساءه ويحمل للمدير حقيبته اليدوية و«يتطوع» للقيام بدور السائق والدادة وعامل النظافة يمارس ( **** ) ويتاجر بكرامته، ولأن من يقبل لنفسه طائعا مختارا أن يسقط أخلاقيا بضع درجات، يسقط عموديا إلى القاع.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment