الأخبار الأكثر تداولاً
وزير الاقتصاد والسياحة لـ"البيان": 1.4مليون شركة مسجلة في الإمارات بنهاية النصف الأول
وأكد معاليه، في حوار مع ((البيان))، أن الإمارات تخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق رؤيتها في التحول إلى الاقتصاد المستدام وتعزيز قدرة ومرونة اقتصادها المحلي في تخطي أي متغيرات تصاحب التحولات العالمية، وذلك عبر أدوات قوية تعتمد على مقوماتها المادية والاقتصادية الضخمة وجاذبيتها الدولية، باعتبارها نقطة إقليمية تستقطب أصحاب الأموال والثروات والمؤسسات الكبرى في العالم، مدعومة ببيئة تشريعية بمواصفات عالمية جعلتها من أبرز الوجهات المفضلة للحياة والعمل عالمياً.
وأشار إلى تطور منظومة الإيرادات الحكومية بشكل ملحوظ، حيث بلغت قيمتها التقديرية في 2024 نحو 553.4 مليار درهم، مقارنة بـ476.5 مليار درهم في 2019 بنمو نسبته 16.1%، ملقياً الضوء على التطلعات نحو تعزيز مرونة الاقتصاد المحلي وتبنّي خطط العمل الإقليمي المشترك بما يحفز قطاعات اقتصادية بعينها تمتلك العديد من فرص النمو ودعم حركة التنويع الاقتصادي خلال الفترة المستقبلية. وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تقيّمون نجاح الإمارات في تنويع مصادر الناتج المحلي خلال السنوات الماضية؟
- شهدت الإيرادات الحكومية تطوراً ملحوظاً، حيث بلغت قيمتها التقديرية في 2024 نحو 553.4 مليار درهم، محققة نسبة نمو بلغت 16.1% مقارنة بعام 2019، ما يعكس قوة المركز المالي للدولة وقدرتها على تمويل خططها التنموية بكفاءة واستدامة.
* تشهد بيئة الأعمال المحلية تطوراً واضحاً على صعيد تأسيس الشركات.. هل من مؤشرات عن عدد الشركات محلياً؟
- ارتفع إجمالي عدد الشركات العاملة في الدولة ليناهز 1.4 مليون شركة بنهاية النصف الأول 2025، مقارنة بـ553475 شركة بنهاية النصف الأول 2020، وبنسبة نمو 145%، كما وصل عدد الشركات الجديدة التي دخلت الأسواق الإماراتية خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 115432 شركة.
* ما أهم مقومات استدامة الاقتصاد الوطني وقدرته على الحفاظ على قوته واستمراريته؟
- يتميز الاقتصاد الإماراتي بالعديد من المقومات التي جعلته في المراكز المتقدمة بالمؤشرات التنافسية العالمية، لعل من أبرزها تبنّي سياسات الانفتاح الاقتصادي على العالم وبناء شراكات مثمرة مع الأسواق الحيوية على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى جانب توفير بيئة أعمال تنافسية ومناخ مرن لاستقطاب الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال والاستثمار المستمر في الكوادر الوطنية، وتوفير كل الممكنات لأصحاب المواهب والعقول اللامعة من جميع أنحاء العالم.
كما استفادت من موقعها الجغرافي بما أهّلها لتكون مركزاً عالمياً للنقل الجوي والخدمات اللوجستية يتضمن بنية تحتية عالمية المستوى للموانئ والمطارات والنقل الحضري، إلى جانب العمل على تطوير المبادرات والمشاريع المستدامة بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتدشين سياسات الاقتصاد الدائري في 4 قطاعات رئيسية، وهي الغذاء والتصنيع والنقل والبنية التحتية، وذلك من خلال 22 سياسة متكاملة، تماشياً مع ((أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031)).
* كيف يسهم القطاع المالي في تعزيز رؤية تطور الاقتصاد المحلي؟
- تمتلك الإمارات أسواق مال راسخة تعتمد على بنية تحتية مالية متطورة تضم مراكز وبورصات كبرى مثل سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي، إلى جانب قاعدة قوية من صناديق الثروة السيادية والمستثمرين المؤسسيين، كما تطبق الدولة منظومة وطنية قوية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، ومن ضمنها الرقابة على قطاعات الأعمال والمهن غير المالية المحددة، لضمان الامتثال وتعزيز نزاهة النظام المالي في الدولة، ومن شأن كل ذلك توفير قطاع مالي تنافسي آمن وجاذب للنمو.
* كيف نجحت التشريعات المستحدثة في جذب الاستثمار الأجنبي وتوطين رؤوس الأموال الأجنبية بالقطاعات الوطنية؟
- طورت الإمارات منظومة تشريعية وتنظيمية متكاملة لتعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية وتوطين رؤوس الأموال الأجنبية في القطاعات الاقتصادية الوطنية، وفي مقدمتها تعديل قانون الشركات التجارية ورفع نسبة التملك الأجنبي، مع دعم تطوير منظومة المعاملات التجارية وتسهيل مزاولة الأنشطة التجارية في الدولة، من خلال إصدار قانون جديد لـ((المعاملات التجارية)) يحل محل التشريع السابق الذي استمر تطبيقه لما يقارب 30 عاماً.
كما وفرت الدولة إطاراً تشريعياً متكاملاً لقطاع الملكية الفكرية وحماية حقوق المبدعين والمبتكرين في الدولة، وتعزيز جاذبيتها للعلامات التجارية من خلال إصدار قانون جديد لـ((الوكالات التجارية)) ليحل محل التشريع السابق الذي امتد لأكثر من 40 عاماً، والذي فتح مجالاً أوسع لدخول مواطني الدولة في أنشطة الوكالات.
* وماذا عن مبادرات تعزيز دور الشركات العائلية في دعم خطط النمو الاقتصادي؟
- عملت الوزارة على تطوير منظومة تشريعية وتنظيمية متكاملة للشركات العائلية باعتبارها محوراً اقتصادياً مهماً، تضمنت سَن قانون الشركات العائلية الجديد، إلى جانب إصدار 4 قرارات وزارية أنشئ بموجبها السجل الموحد للشركات العائلية، والذي يضم حالياً أكثر من 18 شركة عائلية، فضلاً عن تنظيم ميثاق الشركة العائلية، وآليات شراء الشركات العائلية لحصصها، وإصدار الشركة العائلية لفئات متعددة للحصص، ما يضمن استدامة وتنافسية الشركات العائلية واستمراريتها عبر الأجيال المتعاقبة.
* كيف نجحت تلك المشاريع في تعزيز وجود الشركات الأجنبية ودعم تنوع السوق المحلي؟
- حققت تلك الخطوات العديد من النتائج الإيجابية، فعلى صعيد جذب الشركات العالمية وصل عدد الوكالات التجارية المحلية والأجنبية العاملة في الدولة إلى أكثر من 6000 وكالة بنهاية النصف الأول 2025، وبنسبة زيادة بلغت قرابة 40% مقارنة بنهاية النصف الأول 2020.
أما على صعيد تنوع سوق السلع والخدمات فقد بلغ إجمالي عدد العلامات التجارية الوطنية والدولية المسجلة في الإمارات 402311 علامة بنهاية سبتمبر 2025، فيما وصل إجمالي المصنفات الفكرية المسجلة إلى 23829 مصنفاً، في حين تم استقبال 40925 طلب تسجيل براءة اختراع.
* كيف سيتأثر الاقتصاد المحلي بالتحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي حالياً؟
- تشهد دول المنطقة بشكل عام نمواً متسارعاً في جذب استثمارات رأس المال المخاطر لتمويل المشروعات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، ما يعزز موقعها على المشهد الاستثماري العالمي، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية المتقدمة، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في هذا القطاع الحيوي وفي ظل التحولات الاقتصادية العالمية والتطورات السريعة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية، فإنه يجب العمل على مبادرات العمل الإقليمي المشترك وتوفير مزيد من الفرص والممكنات الداعمة لذلك الشأن، خصوصاً أن الدول الإقليمية، لا سميا الخليجية، تتمتع ببنية تحتية قوية لنمو هذه المجالات الحيوية ويجب على الكل الاستفادة من تلك المقومات بما يرسي مرونة اقتصادية لامتصاص الصدمات والتغيرات العالمية.
* ما أهم القطاعات التي من المنتظر أن تشهد زخماً على صعيد حركة النمو؟
- نحن نرى أن قطاعي السياحة والطيران يزخران بالعديد من الفرص والإمكانات الواعدة ونواصل العمل على المبادرات الهادفة سواء لإبراز المقومات السياحية المتنوعة محلياً أو لتعزيز السياحة الإقليمية أو من خلال استحداث التشريعات المعززة لهذا التوجه، كما تشكل ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ركناً أساسياً في تعزيز التعاون الخليجي، لما توفره من فرص اقتصادية واسعة وآفاق جديدة للاستثمار، إضافة إلى خلق فرص عمل متنوعة للشباب.
* ما أهم المؤشرات التي وصلت إليها الدولة على صعيد ريادة الأعمال؟
- حلت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في ((تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2024 – 2025))، والذي صنفها بأنها أفضل مكان لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، من بين 56 اقتصاداً شملها لهذا العام، كما احتلت الإمارات المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث عدد صفقات الاستثمار الجريء، والثانية من حيث قيمة هذه الاستثمارات، التي جذبتها أسواق رأس المال الناشئة، في النصف الأول من 2024، حيث زادت صفقات رأس المال الجريء بنسبة 12% في الإمارات مقارنة بانخفاض عالمي بلغ 18% في 2024.
* وكم بلغ حجم سوق ريادة الأعمال في الإمارات وجاذبيته لأصحاب الأفكار المبتكرة والمبدعين؟
- أسس الشباب الإماراتي 25 ألف شركة صغيرة ومتوسطة خلال 2024، لتستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة على 95% من إجمالي الشركات العاملة في الدولة، كما تشكل ما يقرب من 86% من حجم العمالة في القطاع الخاص، وهو ما يؤكد نجاح هذه الشركات في الدولة بوصفها مساهماً رئيسياً في نمو وتنافسية الاقتصاد الوطني.
* ما أهم العوامل الداعمة لتوسع قطاع ريادة الأعمال محلياً وتعزيز محفزات نموه؟
- إلى جانب المبادرات التشريعية وتخفيف قيود الأعمال وبرامج المحفزات الاقتصادية المختلفة فإن الدولة تحتضن أكثر من 50 من الجهات الحكومية والخاصة وحاضنات ومسرعات الأعمال والمؤسسات الأكاديمية، الداعمة لريادة الأعمال والمشاريع الناشئة، فيما قد تم تخصيص قرابة 9 مليارات درهم كاستثمارات من جانب الحكومة لدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن مبادرات ((مشاريع الخمسين)) وهو ما يفتح فرصاً سوقية ضخمة أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment