لماذا رفض ألبرت أينشتاين رئاسة إسرائيل؟

(MENAFN- Al-Bayan) العالم ألبرت أينشتاين، الفيزيائي والفيلسوف الشهير، الذي غيّر مفاهيمنا عن الكون من خلال نظريات النسبية، كاد أن يصبح رئيسا لإسرائيل، فبالرغم من أن أينشتاين لم يشارك أبدا في السياسة بشكل مباشر، إلا أن مسيرته العلمية والاجتماعية جعلته مرشحا طبيعيا لتولي منصب رفيع في إسرائيل.

وُلد أينشتاين في ألمانيا عام 1879، واشتهر بوضعه النظرية النسبية العامة، التي تعد إحدى الركائز الأساسية للفيزياء الحديثة، بالإضافة إلى معادلته الشهيرة

E=mc2

E=mc

2

التي بيّنت التكافؤ بين الكتلة والطاقة، والتي وجدت تطبيقاتها في مجالات متعددة منها الطاقة النووية، نال جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 لاكتشافه التأثير الكهروضوئي، وساهم في نشر أكثر من 300 ورقة علمية وأكثر من 150 عملا غير علمي، مما أكسبه مكانة رفيعة بين أعظم العقول العلمية.

على الرغم من إنجازاته الفكرية، لم يكن أينشتاين بعيدا عن القضايا المجتمعية والهوية اليهودية. فقد اعتبر اليهودية ليس مجرد دين، بل "جماعة من التقاليد"، وهو ما دفعه للانخراط تدريجيا في دعم المبادرات التعليمية والثقافية لليهود، وفقا لـ StarsInsider.

في عام 1921، نظم حاييم وايزمان، الرئيس لاحقا لإسرائيل، جولة لأينشتاين في الولايات المتحدة لجمع التبرعات للجامعة العبرية في القدس، والتي افتتحت في عام 1925 بمساهمته الفعّالة في تأسيسها.

مع صعود هتلر إلى السلطة في ألمانيا عام 1933، اختار أينشتاين البقاء في الولايات المتحدة، وأصبح مواطنا أمريكيا عام 1940، مواصلاً أبحاثه في جامعة برينستون. ومع مرور الوقت، أصبح مرتبطا بالمجتمع اليهودي وبتطوير مؤسساته التعليمية.

بعد وفاة حاييم وايزمان عام 1952، عرضت الحكومة الإسرائيلية، تحت قيادة رئيس الوزراء دافيد بن غوريون، رئاسة الدولة على أينشتاين.

ووصفت تقارير آنذاك العالم الفيزيائي بأنه "أعظم يهودي حي"، ما جعله خيارا طبيعيا لتولي المنصب، تضمن العرض الانتقال إلى إسرائيل وقبول الجنسية الإسرائيلية، مع السماح له بمواصلة أبحاثه العلمية نظرا لأهميتها لإسرائيل.

ورغم أهمية العرض، رفض أينشتاين المنصب، موضحا أنه "معتاد على معالجة الأمور الموضوعية"، لكنه يفتقر إلى الخبرة والقدرة الطبيعية للتعامل مع الشؤون الاجتماعية والسياسية بشكل فعال، كما أشار إلى تقدمه في السن، وهو بعمر 73 عاما حين تلقى العرض، مما أثر في قراره النهائي.

على الرغم من رفضه، حافظ أينشتاين على علاقاته مع قادة إسرائيل، بما في ذلك زيارة رئيس الوزراء دافيد بن غوريون له في برينستون عام 1951 خلال جولة وطنية لإسرائيل.

اتسمت شخصية أينشتاين بالفضول والفكر الحر، ووقف ضد الحروب ودافع عن السلام ولا تزال أفكاره حتى اليوم حجر الأساس في الفيزياء الحديثة وتطبيقاتها التكنولوجية المتقدمة.

MENAFN21112025000110011019ID1110377735

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث