كيف حول الجفاف وسوء الإدارة بحيرة أروميه بإيران لكتل ملحية تهدد مناخ الإقليم؟

(MENAFN- Youm7)

بحيرة أروميه واحدة من أبرز المعالم الطبيعية في إيران وأكبر بحيرة مالحة في الشرق الأوسط، وتحظى بأهمية بيئية عالمية حيث صنفتها منظمة اليونسكو محمية للمحيط الحيوى، إلا أن هذه البحيرة الشاسعة الواقعة في شمال غرب إيران تواجه الآن كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث انحسرت مساحتها بشكل مأساوى وتحولت أجزاء واسعة منها إلى سهل ملحى قاحل.

وكانت مساحة بحيرة أروميه تصل إلى 6,000 كيلومتر مربع، مما جعلها تصنف أكبر بحيرة مالحة في الشرق الأوسط وسادس أكبر بحيرة مالحة على مستوى العالم، لكن بسبب الجفاف وسوء إدارة المياه، انخفض منسوب البحيرة ومساحتها بشكل كبير جداً، وفقدت جزء كبير من مساحتها في العقدين الماضيين. وبذلك، لم تعد البحيرة في الواقع تحتل هذا التصنيف على أساس المساحة الفعلية الحالية للمياه.

الأسباب وراء الانحسار الكارثى

بدأت بحيرة أروميه تعاني من انحسار كارثي في منسوب المياه بشكل متسارع منذ عام 1995، نتيجة عاملين رئيسيين الأول هو العامل المناخي الذى تسبب فى الجفاف المزمن حيث تعرضت إيران، لا سيما المناطق الجبلية الشمالية الغربية التي تغذي البحيرة، لموجات جفاف متتالية وتراجعاً كبيراً في معدلات الهطول المطري والثلجي، وقد تفاقمت الأزمة مؤخراً، و شهدت البلاد أكثر الفصول جفافاً في، وهذا التغير المناخي أدى إلى نقص حاد في كميات المياه الواردة عبر الأنهار والجداول المغذية للبحيرة.

أما العامل الثانى فهو سوء إدارة الموارد نتيجة الممارسات البشرية غير المستدامة إلى تفاقم أزمة الجفاف وشمل ذلك الاستخدام المفرط لموارد المياه الواردة للبحيرة في الأغراض الزراعية، خاصة التوسع في زراعة المحاصيل التي تتطلب كميات كبيرة من المياه "الشرهة" والأهم من ذلك، أدى بناء عدد كبير من السدود على الأنهار المغذية الرئيسية إلى حجز المياه قبل وصولها إلى البحيرة، ما أوقف تدفق الإمدادات اللازمة للحفاظ على منسوبها الطبيعي.

العواقب البيئية للأزمة

وكانت النتيجة المباشرة لهذه العوامل هي انخفاض عمق ومساحة البحيرة بشكل كبير، ما أدى إلى عواقب وخيمة حيث جفت أجزاء كبيرة من قاع البحيرة، تاركة وراءها سهلاً ملحيًا شاسعًا، وهذا التحول يرفع من تركيز الملوحة في ما تبقى من مياه البحيرة، ما يهدد بقاء الكائنات الحية القليلة القادرة على التكيف مع الملوحة الشديدة، مثل الجمبري الملحي الذي يعد أساس السلسلة الغذائية المحلية.

ويشير الخبراء إلى أن القاع الجاف أصبح مصدرًا لعواصف ترابية ملحية خطيرة، وهذه العواصف لا تقتصر على كونها غباراً عادياً، بل تحمل كميات كبيرة من الأملاح والمعادن الضارة التي تنقل إلى المدن والمناطق الزراعية المحيطة، ما يسبب تدهوراً للتربة الزراعية ويشكل مخاطر صحية جسيمة على الجهاز التنفسي لسكان المنطقة.

كما فقدت البحيرة دورها كموطن رئيسي للطيور المهاجرة التي كانت تتوقف فيها، مما يهدد التنوع الحيوي الإقليمي.

الاستمطار حل طارئ

ولمواجهة هذه الكارثة، بدأت الحكومة الإيرانية في تطبيق إجراءات طارئة، مثل تلقيح السحب فوق حوض البحيرة باستخدام الطائرات، فى محاولة لزيادة الهطول بشكل مصطنع ورفع منسوب المياه قليلاً، لتغطية السهول الملحية والحد من العواصف الترابية.

وهناك مشاريع ضخمة لنقل المياه من مصادر أخرى، مثل نقل المياه من بحر قزوين أو من أنهار أخرى، على الرغم من الجدل حول جدوى هذه المشاريع وتكلفتها البيئية.

جدير بالذكر أن بحيرة أروميه رمزاً واضحاً للتحدي المزدوج الذي تواجهه المنطقة، وهو الحاجة الماسة للتكيف مع تغير المناخ والضرورة الملحة لاعتماد إدارة مستدامة للموارد المائية.



MENAFN19112025000132011024ID1110370892

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث