غزة تكافح لاستعادة الحياة وسط خطر النفايات

(MENAFN- Al-Bayan) في شوارع غزة التي أنهكتها الحرب، بات المشي بين جبال النفايات المكدسة جزءاً من الحياة اليومية للسكان بعد قرار وقف إطلاق النار. رائحة ثقيلة تسبق الخطوات، وجبال من المخلفات تمتد على أطراف الطرقات، وفي قلب الأحياء السكنية، فيما يحاول المواطنون أن يتنفسوا الحياة وسط محاصرة الخطر البيئي والصحي من كل اتجاه.

ومع هطول باكورة الأمطار الخريفية، تحولت جبال النفايات إلى برك سوداء راكدة، تختلط فيها المياه مع المخلفات المتحللة. الروائح ازدادت حدة، وانتشرت أسراب من الحشرات، فيما بدأت المخلفات بالانجراف نحو الطرقات والمخيمات.

النازحون في الخيام كانوا الأكثر تضرراً، إذ تسربت مياه الأمطار الملوثة إلى داخل الخيام، مبللة الأفرشة والبطانيات، ومعرضة الأطفال لأمراض قد لا تجد علاجاً.

ووجد آلاف الغزيين أنفسهم محاصرين بين مياه ملوثة تتسرب إلى داخل أماكن لجوئهم وبين نفايات تتكاثر مع كل يوم، في مشهد يعكس حجم الخطر البيئي الذي يتنفسه الناس بلا قدرة على الهروب منه.

محاصرون بالمخلفات

من شرق غزة إلى شمالها، تبدو الصورة واحدة، ففي حي الشجاعية، يجلس الحاج منير أبو حمدة أمام منزله الذي تهدم نصفه، يقول بصوتٍ مبحوح، نحن نعيش وسط القمامة، لا شاحنات، ولا عمال نظافة، وكل ما نفعله أن نحرق ما استطعنا من النفايات لنخفف من الرائحة، لكن الدخان يخنقنا أكثر.

المشهد ذاته يتكرر في أحياء جباليا والزيتون وخان يونس، فالنفايات المتراكمة باتت خطراً بيئياً وصحياً حقيقياً، إذ تختلط بقايا الركام والمخلفات الطبية ببقايا الطعام والمواد البلاستيكية، في ظل انقطاع الخدمات ونقص الوقود والمعدات اللازمة لجمعها.

وفي حي الزيتون تقف النازحة أم وائل حزينة ليس بيدها أي حيلة أمام مدخل خيمتها، وهي أم لثلاثة أطفال من ذوي الإعاقة، تقول، كل صباح نفتح باب الخيمة فنجده محاصراً بالنفايات، الخيمة لا تحمينا من شيء، المطر يدخل من فوق، والنفايات من تحت.

إمكانيات شحيحة

تواجه بلديات القطاع مهمة تفوق قدراتها التشغيلية، تضرر الآليات، نقص الوقود، وعدم توفر قطع الغيار كلها أسباب تعطل عمليات جمع النفايات.

وفي حديث لـ((البيان))، يقول نائب رئيس اتحاد بلديات غزة، علاء البطة، إن أزمة النفايات باتت من أكبر التحديات التي تواجه القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، مشيراً إلى أن البلديات تعمل بإمكانيات شبه معدومة وغير مسبوقة.

فأسطول شاحنات جمع النفايات تعرض لأضرار جسيمة، ومعظمها خارج الخدمة، كما نعاني من نقص حاد في الوقود والآليات والمكبات المؤهلة للتخلص الآمن من النفايات، ما يزيد على 700 ألف طن من النفايات تراكمت في الشوارع والمناطق السكنية، ولا نستطيع نقلها بسبب انقطاع الطرق وتدمير شبكات البنية التحتية.

ويتابع، نتعامل يومياً مع أكثر من أربعة آلاف طن من النفايات، وهو رقم يفوق قدرتنا بثلاثة أضعاف، الأحياء مكتظة بالنازحين، وهذا يضاعف حجم النفايات بشكل غير مسبوق، طواقمنا تعمل على مدار الساعة، والبلديات تبذل كل ما بوسعها بالتعاون مع متطوعين ومؤسسات المجتمع المحلي لكن الفجوة كبيرة جداً، نحتاج إلى دعم عاجل من الجهات الدولية والمؤسسات المانحة لتوفير المعدات اللازمة وفتح المعابر لدخول الوقود والآليات الثقيلة.

MENAFN19112025000110011019ID1110370559

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث