المدرب الوطني الكويتي.. كفاءة تنتظر الثقة والقرار

(MENAFN- Al-Bayan) تُعد قضية المدرب الوطني الكويتي وتهميشه النسبي واحدة من أكثر القضايا المزمنة في الرياضة المحلية، على الرغم من امتلاك العديد منهم رخص تدريب دولية عليا مثل رخصة PRO وسجلات إنجازات سابقة مع الأندية، يشهد المشهد الرياضي الكويتي حالة من التناقض الواضح في ما يتعلق بالمدرب الوطني ففي الوقت الذي باتت فيه العديد من الأندية المحلية تمنح ثقتها للمدرب الكويتي، وتُسند إليه قيادة فرقها في بطولات الدوري والكؤوس، لا يزال المدرب الوطني غائباً بشكل كبير عن قيادة المنتخبات الوطنية، أو يظهر بصورة مؤقتة في محطات محددة فقط، رغم تميزه بفهمه العميق للبيئة المحلية، وقربه من اللاعبين، وإدراكه احتياجاتهم الفنية والبدنية وثقافة الأندية، وهي خصائص يتفوق فيها على الكثير من المدربين الأجانب.


ثقة
تُظهر الحقائق أن ثقة الأندية المحلية بالمدرب الوطني متقلبة ومحدودة، لكنها في تحسن نسبي مؤخراً فهناك من يستعين بالمدرب الوطني في كثير من الأحيان كمدرب طوارئ أو منقذ يتولى المهمة بعد إقالة المدرب الأجنبي، بدلاً من منحه عقداً طويل الأجل في بداية الموسم لبناء مشروع فني، على رغم من وجود أكثر من 130 مدرباً وطنياً يحملون رخصاً تدريبية متقدمة، فإن نسبة تواجدهم كمديرين فنيين في الدوري الممتاز عادة ما تكون منخفضة، كانت حوالي 30% في موسم 2021-2022، ووصلت إلى 40% في مواسم أخرى.


إنجازات
وفي الوقت نفسه أصبح السؤال المتداول، هل فقدت إدارات الأندية الكويتية الثقة بقدرة أبنائها على القيادة، رغم أن المدربين الوطنيين حققوا إنجازات بارزة في الماضي والحاضر، مثل الجنرال محمد إبراهيم وشيخ المدربين صالح زكريا، وفي الوقت الحالي الدكتور محمد المشعان الذي نجح مع السالمية والقادسية، وناصر الشطي الذي عاد لقيادة النادي العربي مرة أخرى بعد الاستغناء عنه نهاية الموسم الماضي عقب إنهاء عقد الجهاز الفني، وهناك ثقة كبيرة من مجلس إدارة نادي السالمية برئاسة الشيخ تركي اليوسف بالمدرب الوطني محمد دهيليس، وأعاد نادي التضامن مدربه السابق ماهر الشمري لتولي القيادة الفنية بعد رحلة ناجحة في دوري ((يلو)) السعودي مع عدة أندية وحقق نتائج إيجابية على مدار المواسم السابقة، لكن النظرة العامة تبقى تفضيلية للمدرب الأجنبي، حتى وإن كان سجله أقل قوة، فالمدرب الكويتي أثبت قدرته الفنية من خلال النتائج والإنجازات على مستوى الأندية في فترات متفرقة، وتفوّق في إدارة اللاعبين والتعامل مع الضغط الجماهيري والإداري كما أن عدداً كبيراً منهم حاصل على شهادات تدريبية معتمدة من الاتحاد الآسيوي والدولي، وشاركوا في دورات وورش متقدمة داخل وخارج الكويت، ما يؤهّلهم لقيادة المنتخبات بكفاءة.


المنتخبات
في ما يخص المنتخبات الوطنية، يكون دور المدرب الوطني غالباً مهمشاً أو محصوراً في مهام معينة التوجه الغالب لمجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم يكون نحو التعاقد مع مدرب أجنبي صاحب سيرة ذاتية كبيرة لقيادة المنتخب الأول، اعتقاداً بأنه الأقدر على تحقيق قفزة نوعية على الصعيد الدولي يتم تفضيل المدرب الأجنبي لدواعي الثقة والمكانة ((عقدة الخواجة))، فالمدرب الوطني مشروع المستقبل وليس خيار الماضي.
واضطر بعض المدربين الكويتيين المؤهلين مثل المدرب عبدالله الشلاحي الذي درب منتخب أفغانستان إلى البحث عن تحديات خارج الكويت لإثبات كفاءتهم بعد أن وجدوا صعوبة في الحصول على فرصة قيادية حقيقية ومستقرة داخل بلادهم، لكن الواقع يقول إن حظوظهم في المنتخبات الوطنية ما زالت ضعيفة، لأسباب غير واضحة، يُرجعها البعض إلى ضعف الثقة أو الميل للمدرب الأجنبي كخيار آمن، رغم أن كثيراً من التجارب لم تحقق النجاح المطلوب.


الاحترافية
في الوقت نفسه لا تزال هناك قناعة سائدة لدى بعض إدارات الأندية والجمهور بأن المدرب الأجنبي يجلب معه الاحترافية والصرامة والخبرة الدولية التي يفتقدها المدرب المحلي على عكس المدرب الوطني عادة لا يُمنح الوقت الكافي لبناء مشروع فني طويل الأمد يكون تحت ضغط نتائج فوري، وإقالته تكون أسهل وأقل كلفة من إقالة المدرب الأجنبي، ما يجعله يدخل في حلقة مفرغة من عدم الاستقرار وفي المقابل يُدفع للمدرب الأجنبي رواتب ضخمة جداً، بينما تُقلل أحياناً من قيمة المدرب الوطني مادياً رغم تماثل مؤهلاته، وتُشير التطورات الأخيرة إلى تزايد الوعي بأهمية إعطاء المدرب الوطني الثقة والدعم الكامل كونه جزءاً أصيلاً من مشروع تطوير الكرة الكويتية.


قاعدة
الاعتماد المستمر على المدرب الأجنبي يُضعف المسار المهني للمدرب الوطني، ويقلل من فرص تطويره وتراكُم خبراته، وهو ما قد ينعكس سلباً على بناء قاعدة فنية وطنية قوية مستدامة كما أن المدرب الأجنبي غالباً ما تكون فترات عمله قصيرة ومكلفة مالياً، وقد يفتقر لفهم البيئة المحلية وظروف اللاعبين.
فمن الضروري إعادة النظر في تمكين المدرب الوطني داخل الأجهزة الفنية للمنتخبات، ومنحه فرصاً حقيقية، بعيداً عن المجاملات أو التقييمات غير الموضوعية فتمكين الكوادر الوطنية لا يرتبط فقط بالنتائج، بل هو استثمار طويل الأمد في الخبرة والهوية الرياضية الكويتية.

MENAFN16112025000110011019ID1110350906

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.