من طائرة خاصة وثروة بالملايين إلى العمل نادلة.. القصة المأساوية لأسطورة هوليوود

(MENAFN- Al-Bayan) ">بعد عقود على رحيلها، لا تزال قصة صعود وانهيار الممثلة الأمريكية فيرونيكا لايك تُعد واحدة من أكثر الحكايات مأساوية في تاريخ هوليوود، فقد انتقلت النجمة، التي حصدت شهرة عالمية في زمن قياسي خلال أربعينات القرن الماضي، من حياة الرفاه التي مكّنتها من امتلاك طائرة خاصة، إلى الإفلاس الكامل، قبل أن تلقى حتفها وحيدة وآلام المرض تفتك بها عن عمر ناهز 50 عاماً.

فيرونيكا لايك، المولودة عام 1922، حققت ثروة كبيرة في سن مبكرة بفضل نجاح أفلامها الأولى، وعلى رأسها Wanted Wings وThis Gun for Hire، اللذان دفعاها سريعاً إلى مقدمة نجمات الصف الأول.

ومع دخولها عالم النجومية، بدأت شركات الإنتاج تتنافس على التوقيع معها، لتصبح واحدة من أعلى الممثلات دخلاً في هوليوود، وفي ذروة مجدها، لم يكن اقتناء الطائرات أو الإقامة في المنازل الفاخرة أمراً صعباً بالنسبة لها، إذ اشترت عام 1944 طائرة خاصة لزوجها الثاني، تعبيراً عن سخائها ورغد عيشها في تلك الفترة.

لكن هذه الثروة الكبيرة تبخّرت خلال سنوات قليلة؛ فالإدمان، وتقلبات مزاجها التي أثرت على علاقاتها المهنية، إضافة إلى سوء إدارة أموالها، أسهمت في تدهور أوضاعها بسرعة.

وفي عام 1951، تلقت النجمة صدمة مدوية حين صادرت مصلحة الضرائب منزلها بسبب تراكم الديون الضريبية، في واحدة من أكثر الوقائع التي شكّلت منعطفاً حاداً في مسيرتها، وفي العام ذاته، أعلنت إفلاسها رسمياً، لتغادر منزلها وحياتها المرفهة، وتنفصل لاحقاً عن زوجها.

ومع انتهاء الخمسينات، كانت لايك قد خرجت تماماً من دائرة الضوء، لم تعد تتلقى عروضاً كبيرة، وانتقلت من فندق إلى آخر، وأصبحت تعتمد على أدوار تلفزيونية متواضعة، ثم فقدت حتى تلك الفرص.

الصدمة الأكبر جاءت عام 1962 عندما كشف تقرير صحفي أنها تعمل نادلة في صالة كوكتيل بمانهاتن، مستخدمة اسماً مستعاراً، في محاولة للهرب من ماضيها الفني الحافل، ورغم أن الخبر أعاد اسمها إلى العناوين، فإنه أكد أيضاً مدى الانهيار المالي الذي عاشته.

حاولت لايك لاحقاً استعادة جزء من حياتها المهنية عبر المسرح وكتابة سيرتها الذاتية، التي حققت بعض المبيعات، لكنها لم تكن كافية لإعادتها إلى وضع مالي مستقر، وفي سنواتها الأخيرة، ازدادت معاناتها الصحية نتيجة تشمع الكبد ومضاعفات الإدمان، قبل أن تتوفى في يوليو 1973 داخل مستشفى صغير بولاية فيرمونت.

رحلت فيرونيكا لايك بعد أن بددت ثروة كانت تكفي لتأمين مستقبل طويل من الرفاه، لكن إرثها الفني بقي شاهداً على نجمة تألقت بقوة، ثم سقطت بصمت مدوٍ، لتصبح قصتها درساً قاسياً في هشاشة المجد وسرعة تبدّده.

MENAFN16112025000110011019ID1110350698

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.