فتحي كميل.. "الفارس الأسمر" أسطورة الكرة الكويتية
بدأ فتحي كميل مسيرته الكروية من مدرسة المثنى الابتدائية في الفروانية، وانطلق إلى نادي التضامن الكويتي عام 1971، وظل وفياً لنادي التضامن طوال مسيرته حتى الاعتزال عام 1987، على الرغم من العروض المغرية التي تلقاها من الأندية المحلية، وخاصة النادي العربي الكويتي الذي وضع الإمكانات كافة للحصول على خدماته، إلا أن نادي التضامن تمسك به بشدة، لكن بقي ابن نادي التضامن الذي جعل من مدرجات ناديه قبلة لعشاق اللعبة، حيث كانت الجماهير تحرص على الحضور لمتابعة تدريبات الفريق، فقط للاستمتاع بفنيات ((الفارس الأسمر))، الذي جمع بين الموهبة الفذة والمهارة العالية في المراوغة وإحراز الأهداف.
تميز كميل بمهاراته الفائقة وقدرته العالية على المراوغة، ما جعله نجماً بارزاً ومحبوباً لدى الجماهير الكويتية والخليجية، كانت مسيرته الدولية حافلة بالإنجازات مع منتخب الكويت لكرة القدم، الذي مثله من عام 1973 حتى اعتزاله دولياً في فبراير 1985، وشهدت تلك الفترة حصد الكرة الكويتية كأس آسيا عام 1980، وكان ((الفارس الأسمر)) أحد اللاعبين الأساسيين في المنتخب الذي تُوج بلقب كأس آسيا في الكويت، وأسهم في تحقيق الإنجاز التاريخي بتأهل الكويت إلى نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، كأول منتخب خليجي يصل إلى المونديال. شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في موسكو.
كما حصد ألقاباً عدة على المستوى الشخصي، منها هداف كأس الأمير موسم 1973-1974 برصيد 7 أهداف، وهداف كأس آسيا عام 1976 برصيد 3 أهداف، وهو الأداء الذي دفع المدرب الإيراني الشهير مهاجراني للقول عنه إنه الأفضل في آسيا. بعد اعتزاله ظل اسم فتحي كميل يتردد في الأوساط الرياضية بوصفه نموذجاً للاعب المخلص والمحب لوطنه، فقد كان من أوائل من ألهموا أجيالاً كاملة من اللاعبين، ولا تزال صوره وأهدافه تُعرض في الأرشيف الرياضي كجزء من تاريخ الكرة الكويتية، ولا تزال أهدافه ومراوغاته، خاصة في مباراة تصفيات مونديال 1978 أمام أستراليا في سيدني، حيث سجل هدفاً من ركلة حرة على الطريقة البرازيلية، محفورة في الذاكرة كونها نماذج للجمالية الكروية.
بلغت مسيرته الدولية نحو 80 مباراة، سجل فيها ما يقارب 100 هدف مع المنتخب، بينما وصلت أهدافه مع التضامن إلى نحو 110 أهداف في 170 مباراة. فتحي كميل ليس مجرد لاعب، بل أسطورة كويتية حقيقية ستظل خالدة في ذاكرة جماهير الرياضة الكويتية والخليجية والعربية فترات طويلة، لما قدمه خلال مشواره الرياضي.
في أواخر مشواره، تعرض فتحي كميل لإصابة قوية أثّرت في حالته الصحية، وقد لقي اهتماماً رسمياً وشعبياً، حيث نُقل إلى أبوظبي لتلقي العلاج بدعم من القيادة الرشيدة في الإمارات، تأكيداً على مكانته في قلوب محبيه، واحتراماً لما قدمه للرياضة الخليجية، ليتعرض أخيراً لوعكة صحية أدخلته العناية المركزة، وبناءً على مبادرة كريمة، تم التكفل بعلاجه في أحد مستشفيات العاصمة الإماراتية أبوظبي، وحظيت هذه المبادرة بإشادات واسعة في الأوساط الرياضية في الكويت والخليج، حيث ذكرت التقارير أنه يحظى برعاية واهتمام يليقان بمكانته، كونه من أساطير كرة القدم الخليجية.
بعد مرور عقود على اعتزاله الدولي في فبراير 1985، لا تزال قصة فتحي كميل تروى بوصفها نموذجاً للموهبة الفذة والولاء النادر. لقد كان ((الفارس الأسمر)) صفحة مشرقة في تاريخ الكويت، حيث جمع بين سحر الأداء وسمو الأخلاق، ليبقى اسمه محفوراً بحروف من ذهب في سجلات الكرة الخليجية.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment