تسلا وGM تدفعان ثمن "الحماية الجيوسياسية"

(MENAFN- Al-Bayan) ">لم يعد الحديث عن فك الارتباط الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين مجرد خطاب سياسي، بل أصبح واقعاً عملياً يفرض نفسه على المصانع والميزانيات العمومية. في خطوة تصعيدية تعكس عمق التوترات الجيوسياسية، أفادت تقارير بأن عملاقي صناعة السيارات، تسلا وجنرال موتورز (GM)، تُلزمان شبكة مورديهما الضخمة بإلغاء المكونات صينية الصنع من سياراتهما المُصنعة في الولايات المتحدة.

التحول الجذري في سلاسل إمداد شركات السيارات الأمريكية بعيداً عن الصين هو قرار استراتيجي يهدف إلى تحصين الشركات ضد المخاطر الجيوسياسية وتقلبات التعريفات الجمركية. ورغم أن الهدف طويل الأجل هو استقرار الأسعار وكفاءة التوريد، فإن هذا الانسحاب يفرض زيادة مؤكدة في تكاليف الإنتاج على المدى القصير إلى المتوسط.

تكلفة الوحدة المنتجة

في المدى القريب، يواجه الموردون وشركات السيارات تحديات مالية مباشرة تؤدي إلى ارتفاع فوري في تكاليف المكونات يتطلب نقل خطوط إنتاج المكونات المعقدة من الصين إلى دول بديلة (مثل المكسيك، فيتنام، أو الولايات المتحدة) استثمارات ضخمة في المصانع، والمعدات، وتدريب القوى العاملة. هذه التكاليف تُحمّل في نهاية المطاف على سعر القطع.

غالباً ما تكون تكلفة العمالة في المواقع البديلة (وخاصة في أمريكا الشمالية) أعلى بكثير من تلك الموجودة في الصين، ما يزيد من التكلفة المباشرة لتصنيع القطع.
في المراحل الأولى من بدء الإنتاج في مصانع جديدة، ينخفض مستوى الكفاءة وتزداد نسبة الهدر، وهو ما يرفع تكلفة الوحدة المنتجة حتى تصل العمليات إلى مرحلة الاستقرار.

تجنب ضريبة الحرب التجارية

الهدف الأساسي من قرار ((تسلا)) و((جنرال موتورز)) هو تحويل التكاليف غير المؤكدة والخطيرة إلى استثمار يمكن التنبؤ به الدافع الأقوى هو الرغبة في الهرب من حالة عدم اليقين التي تخلقها التعريفات الجمركية الأمريكية المترددة على الواردات الصينية. تجنب هذه الرسوم يزيل ((ضريبة الحرب التجارية)) التي كانت تُصعّب على تسلا وضع استراتيجية تسعير متماسكة.

الاعتماد المفرط على مصدر واحد (الصين) يزيد من خطر ((الاختناقات)) في الإمداد (مثل نقص الرقائق أو المعادن النادرة). إن تنويع مصادر التوريد يزيد من مرونة سلاسل الإمداد، ويقلل من الحاجة إلى دفع ((أسعار طوارئ)) مرتفعة لتأمين القطع في أوقات الأزمات. هذا يمثل وفراً كبيراً في التكاليف غير المباشرة.

التموضع الجيوسياسي

يمنح هذا القرار الشركات الأمريكية ميزة تنافسية وحماية ضد أي عقوبات حكومية مستقبلية قد تستهدف الشركات التي تواصل الاعتماد على بكين.
من المتوقع أن تتحمل الشركات جزءاً من تكاليف التحول لتبقى قادرة على المنافسة في الأسواق المزدحمة. لكن من المحتمل أن ترتفع أسعار بعض الموديلات بشكل طفيف لتعويض جزء من زيادة تكاليف العمالة والنقل.

تخطط الشركات لتعويض تكاليف العمالة الأعلى في أمريكا الشمالية من خلال الأتمتة المتقدمة (Automation) والذكاء الاصطناعي في المصانع الجديدة. الهدف هو الوصول إلى نقطة التعادل، حيث تكون تكلفة التصنيع في المكسيك أو الولايات المتحدة قريبة من تكلفة الصين، مع الاستفادة من ميزة القرب من السوق والتنويع.

قرار الابتعاد عن المكونات الصينية هو رهان استراتيجي طويل الأجل على سلامة سلسلة الإمداد على حساب التكلفة الأولية. إن شركات مثل تسلا وجنرال موتورز على استعداد لدفع ((قسط التأمين الجيوسياسي)) هذا الآن، لضمان استقرار أعمالها وعدم التعرض لمفاجآت التعريفات الجمركية في المستقبل.

MENAFN15112025000110011019ID1110348393

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار