اكتشفوا سفينة غارقة من القرن السادس عشر... فكانت المفاجأة داخلها
وخلال مهمة استطلاعية روتينية، استعانت القوات البحرية الفرنسية بطائرات مسيّرة متطورة وكاميرات روبوتية لتفحص قاع البحر، قبل أن ترصد سفينة تجارية بطول يقارب 30 متراً، محمّلة بما يناهز 200 أمفورة، (جرة فخارية كبيرة كانت تُستخدم في الحضارات القديمة، خاصة اليونانية والرومانية وحضارات البحر المتوسط، لحفظ ونقل السوائل والمواد الغذائية) وأطباق خزفية مزججة، وقدوراً ومدافع صغيرة تعود إلى عصر النهضة، وتشير نقوش "IHS" الموجودة على بعض الأمفورات إلى جذور السفينة القادمة من منطقة ليغوريا شمالي إيطاليا.
وأوضحت عالمة الآثار البحرية سادانيا أن ظروف الأعماق الباردة ونسبة الأكسجين المنخفضة والطبقات الرسوبية ساعدت في حفظ الحطام على نحو غير مسبوق، واصفة الموقع بأنه "كبسولة زمنية توقف فيها الزمن"، وفقا لـ leravi.
ويعد هذا الاكتشاف نافذة جديدة لفهم حركة التجارة والهندسة البحرية في القرن السادس عشر عبر البحر المتوسط.
إلا أن الفريق العلمي تفاجأ بوجود أشكال معدنية تشبه علب المشروبات الغازية المعاصرة بين بقايا السفينة.
ورغم ضعف دقة الصور الأولية، يتفق الباحثون على أن هذه الأجسام حديثة ولا يمكن أن تنتمي إلى زمن الحطام.
ويرجح الخبراء أن التيارات البحرية العميقة قد تكون جرفت نفايات بلاستيكية ومعدنية إلى الموقع، في دليل مقلق على مدى انتشار التلوث البحري.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة "أوشن كونسرفنسي" عام 2023، تصل ملايين الأطنان من النفايات إلى المحيطات سنوياً، بعضها ينتهي في مناطق كانت تُعد سابقاً معزولة ونقية.
وقالت خبيرة البيئة البحرية الدكتورة كارين ميتشل إن وجود نفايات حديثة في مواقع أثرية غارقة "يكشف بصمتنا المعاصرة التي تتغلغل حتى في الأماكن التي ظن البشر أنها بمنأى عن تأثيرهم"، مؤكدة ضرورة تعزيز الجهود الدولية للحد من التلوث البحري.
ومن المقرر أن تنفذ السلطات الفرنسية سلسلة من الرحلات الاستكشافية خلال العامين المقبلين، تتضمن إنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للحطام ودراسته بدقة دون الإضرار به.
ويسعى الباحثون من خلال هذه التقنيات إلى فهم كيفية تفاعل التلوث الحديث مع المواقع الأثرية الغارقة.
ويعيد هذا الاكتشاف طرح أسئلة جوهرية حول حماية التراث البحري والحفاظ على النظم البيئية الهشة في أعماق المحيطات، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على وصول النفايات البشرية إلى مناطق لم تمسها يد الإنسان لقرون.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment