لغز الطائرة الماليزية المفقودة.. هل كشف صائد الحطام سراً خطيراً؟
وُلد بلين جيبسون في سان فرانسيسكو عام 1957، وبدأ حياته المهنية في مجالي الدبلوماسية والمصارف قبل أن يختار طريق المغامرة والاكتشاف، عُرف بشغفه بالبحث عن الظواهر الغامضة، فقاد رحلات لاستكشاف مواقع نيازك في سيبيريا، وأخرى للبحث عن "تابوت العهد" التاريخي، لكن رحلته الكبرى بدأت بعد حادث اختفاء الطائرة الماليزية MH370 في الثامن من مارس عام 2014، عندما انقطعت الاتصالات فجأة أثناء رحلتها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا.
منذ تلك اللحظة، تحولت حياة جيبسون تماما. يقول في أحد تصريحاته: "أردت أن أساعد العائلات التي لم تحصل على إجابة، وأن أبحث عن الحقيقة التي ضاعت في أعماق البحر".
رحلات إلى أطراف المحيط الهنديبالتعاون مع خبراء في التيارات البحرية بجامعة أستراليا الغربية في بيرث، استخدم جيبسون الخرائط والنماذج العلمية لتحديد المواقع المحتملة التي قد تجرف الأمواج إليها بقايا الطائرة، وفقا لـ Splash Travels.
انطلق إلى جزر نائية وسواحل معزولة في غرب المحيط الهندي، منها مدغشقر وموزمبيق وريونيون، حيث بدأ يعرّف السكان المحليين والصيادين بأشكال محتملة للحطام حتى يتمكنوا من التعرف عليها في حال ظهورها.
جهوده أثمرت عن العثور على أكثر من 20 قطعة من الحطام يُعتقد أنها تعود إلى الطائرة المنكوبة، بينها لوح من الذيل الخلفي للطائرة مكتوب عليه عبارة NO STEP، تم العثور عليه قبالة سواحل موزمبيق. وقد دعمت هذه الاكتشافات النظرية التي تشير إلى أن الطائرة سقطت في جنوب المحيط الهندي على ما يُعرف بـ"القوس السابع"، وهو المسار المرجّح لسقوطها.
انتقادات واتهامات غامضةورغم الإنجازات التي حققها، لم تخلُ رحلة جيبسون من الجدل، فقد واجه انتقادات من بعض الخبراء الذين تساءلوا عن السرعة التي عثر بها على بعض القطع، وشككوا في آلية توثيقها أو احتمال أن تكون بعض الأجزاء زُرعت عمدا.
لكن جيبسون ينفي تلك الاتهامات قائلا: "كل قطعة حطام عُثر عليها خضعت للتحليل من قبل السلطات المختصة. لم أزرع شيئا، بل كنت أبحث عن الحقيقة فحسب".
ويضيف أنه تلقى تهديدات بالقتل وتعرض فندقه في مدغشقر للاقتحام، مشيرا إلى أنه أصبح يعيش بسرية تامة خشية استهدافه من جهات لا ترغب في استمرار بحثه.
تقرير مثير للجدل عام 2022في عام 2022، شارك جيبسون مع المهندس البريطاني ريتشارد غودفري في إعداد تقرير خلُص إلى أن باب عجلة الهبوط في الطائرة أظهر ثقوبا ناجمة عن شظايا من المحرك، ما يرجّح أن الطيار قد أنزل عجلات الطائرة عمدا قبل سقوطها في البحر.
وأثار هذا التقرير ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية، إذ ألمح إلى أن ما حدث ربما كان عملا متعمدا وليس حادثا تقنيا، ما زاد من مأساوية القضية بالنسبة لعائلات الضحايا.
بين الإصرار والعزلةورغم مرور السنوات، لا يزال جيبسون يواصل عمله بصمت، باع ممتلكاته وغادر حياته المريحة ليعيش على الشواطئ النائية، متنقلا بين الجزر ومخيمات البحث.
ويقول مقربون منه إنه يعيش حياة بسيطة ويكرّس وقته لجمع الأدلة والتواصل مع عائلات المفقودين.
يؤكد جيبسون أن البحث لم ينته بعد، وأن الحطام الرئيسي، بما في ذلك هيكل الطائرة والصناديق السوداء، لا يزال مفقودا في أعماق المحيط.
ويضيف: "حتى الآن، لم نغلق الملف. كل قطعة نعثر عليها تقترب بنا خطوة من الحقيقة".
إرث يمتد إلى المستقبلساهمت أبحاث جيبسون وزملائه في تعزيز أهمية نماذج انجراف الحطام وبرامج التوعية الساحلية، واعتُبرت نموذجا يُحتذى في التحقيقات المستقبلية المتعلقة بحوادث الطيران الغامضة.
كما يرى خبراء أن الجهود التي بُذلت في قضية MH370 ستُسهم في تحسين طرق البحث عن الطائرات المفقودة مستقبلا.
ما زالت الأسئلة بلا إجابةعلى الرغم من جميع الاكتشافات، لا تزال أسئلة كثيرة عالقة: ما الذي حدث خلال الدقائق الأخيرة من الرحلة؟ هل كان هناك خلل فني؟ أم أن الأمر كان عملاً متعمدًا؟ ولماذا لم يُعثر على الصناديق السوداء حتى الآن؟
تبقى هذه التساؤلات عالقة في أذهان ملايين الناس، لتجعل من MH370 أكثر ألغاز الطيران غموضا في القرن الحادي والعشرين.
رجل واحد ضد المجهولقصة بلين جيبسون هي قصة رجل اختار أن يواجه الغموض بمفرده، وأن يكرّس حياته لبحث قد لا ينتهي أبدا. ورغم العزلة والخطر والنقد، لا يزال يؤمن بأن جهده سيمنح يوما ما لعائلات الضحايا إجابات طال انتظارها.
يقول جيبسون في ختام إحدى مقابلاته: "لن أتوقف حتى أجد الحقيقة. فلكل عائلة حق أن تعرف ماذا حدث، ولكل لغز نهاية مهما طال الغياب".
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment