من المعرفة إلى الأثر: كيف تبني كلية الأمير محمد بن سلمان جسراً بين الفكر والغاية

(MENAFN- Golin Mena) د. إيرنو، عنوان جلستكم هو "جسر بين المعرفة والغاية". ماذا يعني ذلك في سياق عالم اليوم؟

يؤكد العنوان أن المعرفة لا تكتمل إلا حين ترتبط برسالة وغاية واضحة . فجامعات اليوم ومراكزها البحثية تنتج كمًّا هائلًا من المعارف، لكنها في كثير من الأحيان تبقى حبيسة الأروقة الأكاديمية إن الأثر الحقيقي للعلم لا يتحقق إلا عندما تتلاقى المعرفة والبحث والابتكار والقيادة في خدمة الإنسان والمجتمع. .

يتمحور مفهوم "جسر بين المعرفة والغاية" حول إعادة إحياء الصلة بين ما نعرفه والسبب الذي يدفعنا إلى معرفته. فالمعرفة الحقيقية لا تكمن في الأوراق العلمية أو المؤتمرات، بل في تحويل الأفكار إلى حلولٍ واقعية تصنع التغيير في مجالات ريادة الأعمال والاستدامة والتحول الرقمي والتنمية الاجتماعية.


في كلية الامير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC)، نؤمن بأن المعرفة التي لا تُترجم إلى فعل تفقُد معناها. لذلك نعمل على توظيف المعرفة و تحويلها لى أثرٍ ملموس يسهم في نهضة الوطن وتقدّمه، من خلال إعداد جيلٍ من القادة الذين يتحركون بدافع الغاية والمسؤولية تجاه مجتمعهم. وتكتسب هذه الرؤية أهمية خاصة في ظل رؤية المملكة 2030، التي تجعل من المعرفة قوة تمكّن الإنسان وتعزز تماسك المجتمع وتبني مستقبلًا أكثر استدامة وازدهارًا.


إن جوهر هذا المفهوم أن يرتقي البحث من مجرد وصفٍ للعالم إلى االمشاركة في إعادة بنائه.


كيف تُسهم كلية الامير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC) في تحويل المعرفة الأكاديمية إلى أثر ملموس في الواقع؟

في كلية الامير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC) ، لا يُعدّ يعبي الفجوة بين البحث العلمي بل هو جوهر منهجنا. تقوم فلسفتنا التعليمية تقوم على مبدأ "التعلّم بالممارسة"، و "البحث بالمشاركة"، حيث يتداخل الفكر الأكاديمي مع التجربة الميدانية في علاقةٍ تفاعلية.

نحن لا نتعامل مع المعرفة كمنتج جاهز نقدمه، بل نبنيها بشكلٍ تشاركي مع الأفراد والمؤسسات والمجتمعات التي ستستفيد منها. يعمل أعضاء هيئة التدريس ومراكز البحث في الكلية جنبًا إلى جنب مع رواد الأعمال السعوديين وصناع القرار وقادة لتطوير حلولٍ عملية ومبتكرة تُسهم في تحقيق مستهدفات التحوّل الوطني ضمن رؤية المملكة 2030.


ما يميز كلية الامير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC) حقًا هو رؤيتها المختلفة؛ فلسنا مؤسسة تسعى وراء التصنيفات، بل جامعة تُقدّم الإنسان والمجتمع أولًا، وتُقاس قيمتها بمدى قدرتها على إحداث الأثر.


ومن خلال تعليم ريادة الأعمال، وتطوير القيادات، والبحث التطبيقي، نضمن أن ما يبدأ داخل قاعات الدراسة جد طريقه إلى المجتمع ليُحدث تغييرًا حقيقيًا يخدم الأفراد وقطاع الأعمال والوطن.

تُسلّط الجلسة الضوء على أهمية التعاون بين القطاعات المختلفة. لماذا يُعدّ هذا التعاون ضروريًا إلى هذا الحد؟

لأن الابتكار لا يولد في العزلة، بل في التفاعل. الفكرة القديمة عن "قناة المعرفة" أحادية الاتجاه لم تعد مجدية في عالم اليوم. التأثير الحقيقي يحدث عندما تتكامل المنظومات بدل أن تعمل بمعزل عن بعضها.


وحين تتعاون المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الصناعية والحكومية والمجتمعية منذ المراحل الأولى لتحديد المشكلات وتصميم الحلول معًا، تتضاعف سرعة انتقال المعرفة وقيمة الأثر.

في المملكة العربية السعودية، تحوّلت رؤية 2030 إلى نموذجٍ واقعيٍّ للتكامل بين التعليم والقطاع الخاص والمبادرات الحكومية، لتوحيد الجهود حول أولوياتٍ وطنية كريادة الأعمال والاستدامة والتحول الرقمي والتنمية الاجتماعية.


وفي كلية الامير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC)، نفخر بدورنا كشريكٍ في هذا النموذج الوطني المتكامل، إذ نُسهم في بناء الكفاءات البشرية وتعزيز ثقافة القيادة التي تحوّل الغاية إلى شراكات، والشراكات إلى أثرٍ مستدام.
فـالمعرفة وحدها لا تغيّر العالم، إنما التعاون هو ما يصنع التحوّل الحقيقي.

تركّز الجلسة أيضًا على مفهوم " البحث الموجَّه بالرسالة " كيف تعرّفونه؟ ولماذا يُعدّ مهمًا؟

إن البحث الموجَّه بالرسالة هو ذاك الذي يجعل من المعرفة أداة لخدمة الإنسان، ومن الاكتشاف وسيلة لتحسين الواقع. فهو لا يقف عند حدود الورق، بل يمتد ليصنع أثرًا ملموسًا في حياة الناس والمجتمعات.
في النموذج الأكاديمي التقليدي، يُقاس الأثر بعدد المقالات المنشورة أو براءات الاختراع، بينما البحث الموجَّه بالرسالة يعيد تعريف معنى الأثر، إذ ينطلق من سؤالٍ جوهري: لمن نُجري هذا البحث؟ وما القيمة التي سيُضيفها في حياة الناس؟
وعندما يُبنى البحث على غايةٍ واضحة، يصبح أكثر استدامةً وفاعلية، لأنه يجذب الشراكات طويلة الأمد، ويعزز الثقة المجتمعية، ويخلق ترابطًا حقيقيًا بين المعرفة والاحتياج الواقعي.

في كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC)، نُجسّد هذا المفهوم في كل مبادرة نقوم بها، من مختبرات ريادة الأعمال إلى برامج تطوير القيادات. فنحن نؤمن ببحثٍ ينطلق من واقعنا الوطني ليستجيب لاحتياجاته، ويُسهم في تمكين الإنسان والمنظمات والمجتمعات السعودية بما يتماشى مع رؤية 2030، نحو مستقبلٍ يقوم على المعرفة والأثر المستدام.

تنبع أهمية البحث الموجَّه بالرسالة من كونه يُعيد للعلم جوهره الإنساني. فعندما تلتقي الرغبة في المعرفة مع الإحساس بالمسؤولية، وتلتقي الفكرة بالغاية، يتحوّل البحث إلى قوةٍ قادرة على صنع التغيير وإحداث الفرق الحقيقي.


أخيرًا، ما الرسالة التي تأمل أن يخرج بها الحضور من جلستكم في مؤتمر بيبان؟

عندما تبقى المعرفة حبيسة الجدران، تتحوّل إلى زينةٍ فكرية لا حياة فيها. أمّا حين ترتبط بالغاية، وتتفاعل مع الناس والتحديات الحقيقية، فإنها تتحوّل إلى قوةٍ تُحدث التغيير.

الجامعات اليوم ليست فقط مصدرًا للمعرفة، بل شريكًا في التغيير. دورها أن تتقدّم بخطى المجتمع لا خلفه، وتكون جسرًا بين الفكر والعمل، بين الطموح والإنجاز.

في كلية الامير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال (MBSC)، نُعدّ قادة المستقبل وصُنّاعه في آنٍ واحد، أشخاصًا يرون في الابتكار خدمةً للإنسان، وفي القيادة مسؤوليةً تجاه المجتمع.

وهذا هو جوهر مفهوم جسر المعرفة بالغاية: أن يستمر التعلم خارج قاعات الدراسة، و يتحوّل إلى ممارسةٍ حيّة تُحدث أثر في الواقع.

ففي نهاية المطاف، تكتسب المعرفة قوتها حين تنتمي إلى العالم.

MENAFN13112025005513012199ID1110337053

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث