الأخبار الأكثر تداولاً
نتائج انتخابات العراق الأولية.. هل يسقط حجر الدومينو الأخير في محور إيران؟
ورغم دعوات المقاطعة التي أطلقتها بعض القوى السياسية، جاءت نسبة المشاركة أعلى من المتوقع، حيث تجاوزت 55 في المئة من إجمالي الناخبين المسجلين، وهذا الإقبال أعاد الأمل في إمكانية إحداث تغيير حقيقي، بعد أن أظهرت صناديق الاقتراع رغبة العراقيين في دعم وجوه جديدة ومشاريع إصلاحية أكثر واقعية، وبهذا تزيد نسبة المشاركة كثيراً على نسبة 41% المسجلة في الانتخابات الأخيرة عام 2021، رغم مقاطعة مقتدى الصدر للانتخابات هذه السنة.
وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدم ائتلاف ((الإعمار والتنمية))، بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في عدد من المحافظات، ولا سيما بغداد، النجف، كربلاء، وبابل، ما يمنحه موقعاً متقدماً في التشكيلة البرلمانية المقبلة.
ففي العاصمة بغداد، حصد الائتلاف أكثر من 250 ألف صوت، ما يؤهله لـ15 مقعداً نيابياً، متقدماً على ((ائتلاف دولة القانون)) الذي حصل على 200 ألف صوت (10 مقاعد)، تليه كتلة صادقون بخمسة مقاعد، فيما نالت تحالفات ((قوى الدولة))، ((الأساس))، ((بدر))، و((حقوق)) ما بين مقعدين وأربعة مقاعد لكل منها.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن البرلمان المقبل سيتكون من خريطة سياسية أكثر تنوعاً، تتقاسم فيها القوى التقليدية المقاعد مع تحالفات جديدة وشخصيات مستقلة، في ظل غياب واضح للأغلبية المطلقة لأي طرف. ويرى مراقبون أن التوازن الجديد في النتائج ((قد يدفع نحو مفاوضات معقدة لتشكيل الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة)).
ومع أن بعض الاتجاهات لا تستبعد بقاء الدور الفاعل الإيراني، تميل اتجاهات أخرى إلى ترجيح تراجع تلك الفاعلية لصالح ((الدور الحاسم)) الذي ستلعبه واشنطن هذه المرة في مسارات تشكيل الحكومة واختيار الكابينة الوزارية. مع تغير الاستراتيجية الأمريكية وعودتها بقوة إلى المنطقة ومحاولتها إعادة التموضع في الشرق الأوسط - والعراق جزء أساسي، وتهدف واشنطن في استراتيجية حصار إيران في العراق إبقاء الجيش العراقي تحت مظلة التدريب والتسليح الأمريكي، وخلق طبقة عسكرية ممتدة في الأجيال الجديدة تقوم على عقيدة مفادها أن نفوذ إيران يهدد السيادة العراقية سيما وأن التطورات الإقليمية تدفع إيران إلى تقليص نفوذها، وقد أحست بذلك حينما وجهت رسالة مبطنة إلى السلطات العراقية بالحديث عن تدخل أمريكي في العملية الانتخابية، ردت وزارة الخارجية العراقية بقوة على تصريحات إيران الأخيرة، حيث أعربت عن رفضها واستغرابها من التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بشأن الانتخابات العراقية، ووصفتها بأنها ((تدخل واضح ومرفوض)) في الشأن الداخلي للبلاد.
وتقول مجلة ((فورين أفيرز)) الأمريكية: إن إيران تخشى أن يسقط حجر دومينو آخر، والعراق هو المكان الأكثر ترجيحاً لحدوث ذلك. ويعتقد سياسيون أن السوداني يريد التخلص من الجيل الأول من قادة ((الإطار التنسيقي))،، لكن المصادر تقول إن رئيس الحكومة يدرك الألغام فيجذب إليه مسؤولين في واشنطن، حيث بدا العراق وكأنه يتحرك نحو واشنطن ومحيطه العربي من جديد، متجاوزاً بذلك خطط القوى السياسية الموالية لإيران. وأشرف السوداني على إنجازات سياسية رئيسية. فقد تفاوض على الانسحاب النهائي للقوات القتالية الأمريكية وأبقى العراق بعيداً عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية. ولكن محللين سياسيين يرون أن السوداني يواجه مهمة شاقة.
وقال السوداني في مقابلة مع صحيفة ((وول ستريت جورنال)): ((يسود الأمن والاستقرار والوئام المجتمعي الآن))، وهو تغيير جذري في بلد ظل لعقدين من الزمان ساحة صراع مع قوى خارجية وقوى داخلية متصارعة.
نفوذ كبيروتتمتع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفوذ كبير على العراق، مع احتمال فرض عقوبات مالية على الميليشيات المسلحة المتحالفة مع إيران. وقد صنفت الولايات المتحدة بالفعل العديد من هذه الجماعات منظمات إرهابية. كما أن واشنطن تنتهج سياسة ليّ الذراع بفرض عقوبات مالية تستهدف شبكات تهريب النفط التي تمول الفصائل، وقيود على التحويلات المصرفية التي تستخدم لشراء الأسلحة، فضلاً عن ضربات دقيقة وموجعة لقادة الصف الأول في الميليشيات.
في المقابل، تشكل الميليشيات المدعومة من طهران العمود الفقري للوجود الإيراني هناك، والقوة السياسية المهيمنة هي نوري المالكي، السياسي المتحالف مع إيران والذي كان أول رئيس وزراء عراقي منتخب عام 2006.. لكن أمريكا باتت أمام فرصة حقيقية لتغيير الأوضاع السياسية في العراق وتعزيز نفوذها.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment