الأخبار الأكثر تداولاً
مؤتمر كوب 30: العلماء يحذّرون من نقاط التحوّل المناخي الحاسمة
أنا صحفي متخصص في المناخ والعلوم/التكنولوجيا. مهتم بتأثيرات تغير المناخ على الحياة اليومية والحلول العلمية. من مواليد لندن، وأحمل الجنسيتين السويسرية والبريطانية. بعد دراسة اللغات الحديثة والترجمة، تدربت كصحفي والتحقت بموقع سويس إنفو في عام 2006. لغات عملي هي الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية.
-
مقالات أخرى للكاتب
القسم الإنجل
-
English
en
Scientists sound alarm over climate 'tipping points' ahead of COP30
الأصلي
طالع المزيدScientists sound alarm over climate 'tipping points' ahead of
Português
pt
Planeta já ultrapassou limiar crítico de aquecimento global
طالع المزيدPlaneta já ultrapassou limiar crítico de aquecimento g
وبينما تستعد الهيئات الدولية للدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف الذي تنظمه الأمم المتحدة حول المناخ“كوب 30” (COP30) في مدينة بيليم البرازيلية، تتجه الأنظار إلى نقاط“اللاعودة” هذه، وإلى السبل الممكنة لتفادي تفاقم آثارها والحدّ من أضرارها المستقبلية.
ما المقصود بنقاط التحوّل المناخي؟برز مصطلح“نقطة التحوّل المناخي” في الخطاب العلمي خلال العقدين الأخيرين. وتعرّفهارابط خارجي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC) بأنها“عتبة حرجة”، تطلق إذا ما تم تجاوزها، تغيّرات مفاجئة، وربما لا رجعة فيها، في النظام المناخي، بما يحمله ذلك من تداعيات جسيمة على مسار الحياة البشريةرابط خارجي.
ومنذ أعوام طويلة، نبّهت الأوساط العلمية إلى مضاعفة تجاوز ارتفاع الحرارة بمقدار 1،5 درجة مئوية (2،7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، احتمالات بلوغ نقاط التحوّل المناخيرابط خارجي. وتشير التقديراترابط خارجي الحديثة إلى تراوح متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية في السنوات الخمس الماضية بين 1،3 و1،4 درجة مئوية.
SWI swissinfo
ويركّزرابط خارجي العلماء على تسعة عناصر مناخية حاسمة، يُعتقد أنّها قادرة على إحداث تغييرات جذرية في توازن الأرض، إلى جانب عناصر إقليمية أخرى تشمل الصفائح الجليدية في غرينلاند، والقارة القطبية الجنوبية، وغابات الأمازون المطيرة، تلك الغابات الاستوائية الغنيّة برطوبتها الدائمة، وتربة الغابات الشمالية المتجمّدة (البيرمافروست)، والأنهار الجليدية الجبلية مثل الموجودة في سويسرا، إضافة إلى التيار الانقلابي الأطلسي (AMOC). وهو نظام بالغ الأهمية من التيارات البحرية المعيدة لتوزيع حرارة المحيطات، والمتحكّمة في أنماط الطقس حول العالم.
وللكشف عن بوادر الخطر المبكر في هذه المناطق، يعتمد الباحثون.ات على تآزرٍ من أدوات الرصد الحديثة: بيانات الأقمار الصناعية، ونماذج المناخ الرقمية الدقيقة، والمشاهدات الميدانية المباشرة، لتتبع التغيّرات الحاسمة.
الشعاب المرجانية: أول الحواجز المنهارةتحافظ النظم الإيكولوجية المرجانية على ثلث التنوع الحيوي البحريرابط خارجي المعروف، وتوفّر الغذاء ومصادر العيش لما يقارب مليار إنسان. وخلال العامين الماضيين، الأشدّ حرارة في تاريخ القياسات المناخيةرابط خارجي ، تعرّضت 84% من شعاب العالمرابط خارجي لموجات حرّ بحريّة مدمّرة. ويبدو أنّ الشعاب المدارية قد تجاوزت بالفعل قدرتها الطبيعية على الصمود. ويكشف التقرير الثاني حول نقاط التحوّل العالميةرابط خارجي ، الصادر عن جامعة إكستر بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) وبمشاركة 160 باحثًا وباحثة من 23 دولة، بَدْأَ انهيار الشعاب المرجانية فعليًا عند ارتفاع حراري قدره 1،2 درجة مئوية، وتجاوز احتمال اندثارها 99%، حتى لو استقرّ الاحترار عند 1،5 درجة.
SWI swissinfo
ويرى توماس فروهليخررابط خارجي ، من كبار علماء المناخ في جامعة برن أنّ نتائج التقرير حول الشعاب المرجانية تُثير القلق لما تنطوي عليه من خطورة، لكنها لم تكن خارج نطاق التوقّع.
وفي حديث له مع سويس إنفو (Swissinfo)، يعلّق قائلًا:“لقد عرفنا منذ زمن وقوع الحدّ الفاصل لتحمّل الشعاب المرجانية بين 1،2 و1،5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. والآن، يثبت التقرير أنّ هذا الحدّ قد تم تجاوزه بالفعل”.
لكن ترى أصواتٌ علمية أخرى عدم نهائيّة الصورة. إذ تشير واحدة من الدراساترابط خارجي إلى أنّ الشعاب، رغم تراجعها، ما زالت تملك قدرة على التكيّف مع درجات حرارة أعلى مما كان يُظنّ.
تتعرض غابات الأمازون بشكل متزايد لضغوط غير مسبوقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد وإزالة الأشجار والحرائق. Raphael Alves / Keystone غابات الأمازون تقترب من نقطة التحوّل
كما تفيد نتائج التقرير اقتراب غابات الأمازون المطيرة، التي أضعفها تغيّر المناخ واستنزاف الغطاء النباتي، من مرحلة انقلاب بيئي شامل. فقد شهدت المنطقة جفافًا استثنائيًا في عامي 2023–2024. ويحذّر التقرير من إمكانية بداية انهيار الحياة النباتية، والحيوانية عند ارتفاع حراري لا يتجاوز 1،5 إلى 2 درجة مئوية.
وتُظهر المؤشرات الميدانية بداية تجسُّد مظاهر هذا التغيّر فعليًا في المنطقة. إذ تزداد موجات الجفاف وحرائق الغابات، ما يؤدي إلى موت الأشجار، وانبعاث كميات هائلة من غازات الكربون، ما يخلق حلقة مفرغة تُضاعف الجفاف والحرارة. وإذا حدث وانهارت الأمازون، فسينهار معها نظام المطر في أمريكا الجنوبية، ما سيُفضي إلى اختلالات مناخية عالمية.
تراجع قوة التيارات في المحيطاتويحذّر التقرير من إمكانيّة انهيار نظام التيار الانقلابي الأطلسي، وهو بمثابة القلب النابض لدوران المحيطات والمنظّم الأساسي لمناخ أوروبا، إذا تجاوز الاحترار درجتين مئويتين. وسيؤدي ذلك إلى فصول شتاء قارسة في شمال غرب أوروبا، واختلال مواسم الأمطار في أفريقيا وآسيا، وبالتالي، تراجع إنتاج الغذاء.
وخلال الأعوام الأخيرة، كان تأثير احترار الكوكب في نظام التيار الانقلابي الأطلسي وتيار الخليج موضوعا لظهور العديد من الأبحاث المحذِّرة من ضعف هذا النظام الحيوي، أو احتمالية انهياره الكامل. لكن ما تزال النتائج متباينة. فلا يُجمِع العلماء والعالمات على أن انهيار التيار الانقلابي الأطلسيرابط خارجي أو الغابات المطيرةرابط خارجي بات وشيكًا. إذ خلصترابط خارجي دراسة سويسرية–أمريكية نُشرت هذا العام، إلى بقائه مستقرًّا نسبيًا طوال العقود الستة الماضية.
منظر نهر راسل الجليدي في بلدية كيكاتا في وسط غرب غرينلاند. Sebastian Steude / Keystone
الصفائح الجليدية في مهبّ الخطر
تخضع الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية، لمراقبة دقيقة من قبل العلماء والعالمات. إذ تُظهر مؤشرات متسارعة للذوبان، ما يهدد بارتفاع كارثي في مستويات البحار. ويحذّر التقرير من أنّ هذه الصفائح باتت على حافة نقطة اللّاعودة.
وتوضح كلوديا ر. بيندررابط خارجي من المعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان (EPFL)، في حديث لهارابط خارجي مع سويس إنفو:“نحن على يقين بأن الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب القارة القطبية على وشك الانهيار الذي لا رجعة فيه. وقد تشهد القارة القطبية الجنوبية تحوّلًا كبيرًا في المستقبل، وكذلك الأمازون إن استمرّ الاحترار عند 1،5 درجة أو أكثر”.
من جهته، يؤكد فروهليشر تصاعد المخاطر. لكن لا يزال مستوى الاحترار الواقعة عنده هذه التحوّلات غير محسوم علميًا، داعيًا إلى تحسين آليات الرصد وتعميق الفهم العلمي لهذه الأنظمة الدقيقة.
تجاوزت الطاقة الكهروضوئية الشمسية المركبة في الصين الآن 1000 جيجاواط لأول مرة، وهو ما يعادل نصف إجمالي الطاقة الشمسية المثبتة في العالم. Yuan Hongyan / Getty Images بوارق أمل: التحوّلات الإيجابية
ورغم سوداوية المشهد، لا يخلو التقرير من بصيص أمل. إذ يتحدث عن“نقاط تحوّل إيجابية”: تحوّلات اجتماعية وتكنولوجية كبرى، يمكنها دفع العالم نحو مسار أكثر نظافة واستقرارًا.
ويشير تيم لينتونرابط خارجي ، أستاذ علوم المناخ والنظام الأرضي بجامعة إكستر والمسؤول الرئيسي عن إعداد التقرير، إلى أن التحول نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمركبات الكهربائية وأنظمة تخزين البطاريات والمضخات الحرارية أصبح ظاهرة ذاتية الدفع، تتسارع بوتيرة مذهلة حول العالم. فقد شهدت النرويج، والصين انتشارًا واسعًا للسيارات الكهربائية، وتقدّمت الدنمارك في طاقة الرياح البحرية، فيما طوت المملكة المتحدة صفحة استخدام الفحم نهائيًا. وفي عام 2025، وللمرة الأولى، تفوقت، بحسب مركز إمبر (Ember)، مصادر الطاقة المتجددة ، على الفحم في توليد الكهرباء.
السكان الأصليون من منطقة الأمازون البرازيلية ونشطاء يشاركون في مظاهرة مناخية قبل انعقاد مؤتمر COP30 في برازيليا، البرازيل، في 14 أكتوبر 2025. Andre Borges / Keystone نداء إلى العمل في مؤتمر“كوب 30”
يؤكد لينتون أن تجنّب التفاعلات المناخية المتسلسلة المدمّرة واستثمار الفرص الإيجابية يستلزم تحرّكًا عالميًا عاجلًا ومنسقًا خلال مؤتمر الأمم المتحدة المقبل بشأن المناخ“كوب 30′′، لتسريع خفض الانبعاثات، وتقليص فترة تجاوز الحرارة لعتبة 1.5 درجة مئوية.
ويعمل الباحثون.ات المشاركون.ات في إعداد التقرير بالتعاون مع منظّمي.ات المؤتمر البرازيليين.ات، على ضمان أن تكون قضية نقاط التحوّل المناخي وحلول مواجهة تغيّر المناخ محورًا رئيسيًا على جدول أعمال المؤتمر في مدينة بيليم، وحظوتها بنقاش عمليّ بنّاء.
ويقول ستيف سميثرابط خارجي من جامعة إكستر لسويس إنفو:“نحن في نقاش مستمر مع فريق رئاسة مؤتمر“كوب30” لبحث كيفية دمج مفهوم نقاط التحوّل الإيجابية في تصميم ما يسميه“أجندة عمل” المؤتمر”.
وتهدف“أجندة العمل” إلى أن تكون الركيزة المحرّكة للقمة، عبر تسريع التحولات الوطنية في مجال المناخ وتوحيد المبادراترابط خارجي الطوعية العالمية من مختلف القطاعات، كالزراعة والطاقة والغابات والمدن، وذلك لإحداث تحوّل بنيوي شامل في مسار التنمية.
وترى بيندر:“لن يتحقّق التغيّر المنشود بجهد الحكومات وحدها، بل من خلال تعاون جميع القوى الفاعلة: مؤسسات، وقطاعات إنتاج، وباحثين.ات، ومستهلكين.ات واعين.ات بمسؤوليتهم.هنّ”، على حد قولها.
وتختتم قائلة:“ينبغي أن نتذكّر، ونحن نعلّق آمالنا على مؤتمر“كوب 30′′، أنّ الحكومات مهما بلغت قوتها لا تستطيع النهوض بالتغيير بمفردها. فالتغيير الحقيقي يبدأ حين يشارك كل فرد، بوعيه ومسؤوليته، في بناء مستقبل الأرض”.
المزيد نقاش يدير/ تدير الحوار: لويجي جوريو ما هو الدور الذي يجب على سويسرا أن تلعبه للإسهام في حل أزمة المناخ؟بالنسبة للبعض، هي أصغر من أن تتصرف، وبالنسبة لآخرين فهي غنية جدًا ولا تستطيع عدم القيام بأي شيء. ما الذي تتوقعه من سويسرا؟ شاركنا رأيك!
شارك في الح 22 أكتوبر 2021 57 تعليق عرض المتحرير: غابي بولارد
ترجمة: جيلان ندا
مراجعة: عبد الحفيظ العبدلّي
التدقيق اللغوي: لمياء الواد
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
Comments
No comment