والدا طفل المركبة والروح الإنسانية العالية!
{ هذا المشهد لا بد أن يترك تأثيره، في عالم يبدو وكأن غالبية سكانه قد جرفتهم مياه الحياة العميقة نحو قيم مادية لا أخلاقية تتجاهل أصالة وفطرية القيم الإنسانية والقيم الأخلاقية والدينية! ورغم ذلك لا تخلو الحياة من أناس في كل مكان في العالم، يحتفظون بتلك القيم وبالأخلاقيات العالية وأهمها «العفو عند المقدرة» والرحمة التي تدعو إلى تأمل تبعات الإصرار على الانتقام وفي هذا المثال على أطفال أمهم متهمة بالقتل غير المقصود كما في حادث طفل المركبة!
{ ولعل قيمة هذا النموذج الإنساني تنبع من كثرة الشرور التي تحاصر الإنسان في كل مكان، مثلما تنبع من انجراف النفوس الضعيفة ليس بالإضرار بشخص أو عائلة وإنما بوطن وشعب بأكمله، بسبب الأنانيات والمصالح المادية أو غلبة روح الكراهية والأحقاد! وهو ما نراه يومياً في أكثر من بلد، يضيع شعبه بسبب التناحرات إما على السلطة أو على النفوذ أو بسبب التنامرات العرقية والمذهبية! فتدفع مئات كثيرة وبأعداد مليونية الثمن الباهظ بحياتها وتشردها وجوعها، لأن مثلاً هناك صراعا سياسيا بين طرفين، ولا يهم بعدها ما يدفعه شعبهما من مكابدات وآلام! ألم يحدث ذلك في عديد من البلدان العربية؟! ألا يحدث هذا حتى الآن في السودان بكل ما فيه من مشهدية مؤلمة ومجازر عبثية؟! أليست النفوس المريضة بالسلطة والأنانية خلف ما يحدث لشعوب بأكملها؟!
{ ماذا لو كانت الرحمة تسود بين الناس؟! وماذا لو كانت القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية هي التي تحرك النفوس والمواقف؟! وماذا لو كان البشر قادرين على مقاومة شرور المطامع والأحقاد والحسد؟! وماذا لو كان الإنسان يفكر في عواقب قراراته ومواقفه على الآخرين بدافع حس إنساني عال وراق؟! وماذا لو كان البشر يدركون أن المصالح مهما تعالت، والثروات مهما تزايدت، والماديات مهما أغوت، هي في النهاية زائلة! وما يتم حفره في الروح من مواقف إنسانية وقيم نبيلة هي المصلحة الأعلى وهي الثروة الأكثر قيمة، وهي التي تحفظها الروح بداخلها حين ترحل إلى عالم أخروي، الميزان فيه لغلبة الخير والإنسانية والعمل الصالح، وهي معاً من موجبات الإنسانية والإيمان الحقيقي، حيث المخبر لا المظهر!
{ لو كان البشر يتأملون هذه الحياة بعمق إيماني وإنساني، لكانت الحياة أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، وحيث الإنسان وحده من يعطي السلطة والسطوة للشيطان وشروره وإغواءاته، لتندلع حروب الأطماع، وصراعات التناحر على الماديات، وأزمات مفتعلة ليتغلب طرف على آخر، وأنانيات وكراهية وأحقاد! وهؤلاء من يقتلون الأكثرية لكي تتسيّد الأقلية، بينما دين الرحمة يدعو إلى أن من أحيا نفسا كمن أحيا الجميع! شكرا لوالدي الطفل «حسين» لأنهما أعادا الحياة إلى قيم إنسانية نبيلة يبدو أن كثيرين وكثيرين جداً قد نسوها! وهذا ما دفعنا إلى التأمل.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور الدولة الفلسطينية...
إشارة من جسم غامض تربك علماء الفلك...
المرور تطلق المرحلة التجريبية لتركيب 500 كاميرا ذكية لتعزيز السلامة ال...
رئيسا "النواب" و"الشورى" يستقبلان رئيس مجلس الشورى العُماني لدى وصول...
مملكة البحرين تدين التفجير الذي وقع وسط العاصمة الهندية نيودلهي...
2000 رياضي في مونديال الكيك بوكسينج للسنيرز والماسترز بأبوظبي...