تقنية جديدة تلغي قدرة الغواصات على التخفي
كانت الكابلات البحرية تُعتبر بنية تحتية مدنية وحيوية. لكن تقنية (DAS) أتاحت تحويلها إلى أصول مزدوجة الاستخدام ذات قيمة استخباراتية وعسكرية هائلة. وعندما تمر موجة صوتية، سواء كانت ناتجة عن محركات غواصة أو مروحة سفينة أو حتى زلزال بحري، فإنها تُحدث اهتزازات دقيقة وضغطاً على الألياف الزجاجية داخل الكابل. ويقوم نظام (DAS) بتحليل التغيرات الدقيقة في إشارة ضوء الليزر المرتدة نتيجة لهذه الاهتزازات. وباستخدام خوارزميات متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن تحديد مصدر هذه الاهتزازات وتصنيفه بدقة، مما يُمكن من تتبع السفن والغواصات آنياً عبر مسافات تصل إلى آلاف الأميال.
إن هذا الابتكار يفتح الباب أمام إنشاء ((مصفوفات هيدروفون افتراضية)) تكتسح مساحات شاسعة من المحيط بتكلفة زهيدة مقارنةً بنشر أنظمة السونار التقليدية المعقدة والمكلفة.
يُعيد هذا التحول تعريف قواعد اللعبة في الحرب ضد الغواصات (ASW)، التي كانت تعتمد تقليدياً على تكنولوجيا السونار النشط والسلبي التي يتم نشرها من السفن والطائرات أو السلاسل الثابتة ويتيح نظام (DAS) مراقبة مستمرة ولحظية لمناطق استراتيجية حيوية، خاصة في الممرات المائية المزدحمة بالكابلات. يمكن للمحللين ربط القراءات الصوتية ببيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو نظام تحديد الهوية التلقائي (AIS) لتوفير صورة بحرية استخباراتية متكاملة.
يتم تغذية الكم الهائل من البيانات الصوتية المولدة من الكابلات إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليلها وتصفيتها، ما يتيح التمييز الفوري بين ضوضاء الخلفية وصوت غواصة معادية.
سباق تسلح صامتانتقلت العديد من القوى العسكرية الكبرى بالفعل من مرحلة البحث إلى الدمج العملياتي لتقنية (DAS) في شبكاتها الأمنية، حيث تعاونت البحرية الأمريكية مع شركاء بحثيين لدمج بيانات (DAS) في الشبكات التشغيلية، مع خطط لربطها ببيانات طائرات الدوريات البحرية والمسيرات تحت الماء، لا سيما لتعزيز قدرات الكشف عبر المحيط الهادئ الشاسع.
اختبرت وزارة الدفاع البريطانية نظام (DAS) بالتعاون مع شركات اتصالات كبرى في شمال الأطلسي وبحر الشمال، بهدف مراقبة البنية التحتية البحرية الحساسة وتتبع الغواصات، ما يجعلها عنصراً أساسياً في استراتيجية الدفاع الوطني.
فيما تتقدم دول مثل هولندا والنرويج وألمانيا في هذا المجال. وتستكشف الشركات النرويجية أنظمة استشعار طويلة المدى على طول مسارات القطب الشمالي الحيوية، بينما يُمول الاتحاد الأوروبي مشاريع متعددة الأطراف لتعزيز الأمن البحري باستخدام هذه التقنية.
في المقابل، يُعتقد أن القوى المنافسة مثل الصين وروسيا تستكشف أيضاً قدرات (DAS) وتداعياتها الاستراتيجية، ومن المرجح أن تختبر الصين هذه التقنية لأغراض المراقبة ومكافحة التلاعب عبر شبكتها الإقليمية الواسعة من الكابلات، ما يعزز هيمنتها في بحار المنطقة.
فيما يثير هذا التطور قلقاً روسياً عميقاً بشأن قدرات المراقبة الغربية، لا سيما في المناطق الحساسة مثل القطب الشمالي وبحر البلطيق، مما قد يدفعها للاستثمار في إجراءات مضادة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
فوز 3 باحثين من الجامعة الهاشمية بجوائز صندوق الحسين للأبحاث...
وداعاً للأسمنت.. جدران من التراب والكرتون أقوى وأرخص من الخرسانة...
أحمد الفلاسي: "عام الأسرة" فرصة لترسيخ قيم العطاء والتلاحم في المجتم...
نوفو نورديسك الإمارات تُطلق حملتها "أنت البطل الجديد" لمكافحة السمنة خ...
فتح مراكز الاقتراع للانتخابات التشريعية العراقية...
بنفت تعقد شراكة استراتيجية مع "إن بي سي آي الدولية المحدودة...