الوقت بدل الضائع.. دقائق تصنع المجد في الدوري الكويتي
التوقفات
الوقت بدل الضائع ليس مجرد إضافة زمنية من الحكم لتعويض التوقفات، بل هو فترة مشحونة بالعاطفة، والإصرار، والإيمان بالنصر حتى اللحظة الأخيرة، خلال هذه الدقائق، تتغير ملامح المباراة كلياً، وتتحول الفرق من الخسارة إلى الفوز أو العكس، في مشهد درامي يعكس روح اللعبة ومتعتها وهذا ما شهدته الجولة الثامنة من منافسات الدوري الكويتي لكرة القدم وخاصة في مواجهتي طرفي المنافسة على قمة جدول الترتيب بعدما تعرض العربي صاحب الوصافة بفارق نقطتين عن منافسة الكويت إلى الهزيمة غير المتوقعة من النصر متذيل جدول الترتيب بدون نقاط وتلقي 7 هزائم لتكون الدقيقة 90 هي دقيقة تحقيق أول نصر لفريق النصر، وتكرر نفس الأمر في مواجهة الكويت أمام كاظمة والتي شهدت إحراز المصري عمرو عبدالفتاح ((عموري)) هدف الفوز لفريقه الكويت في الدقيقة 90+7 بعد أن فرض التعادل الإيجابي بهدف لكل منهما نفسه حتى نهاية الوقت الأصلي للمباراة ليتسع الفارق بينهما إلى 5 نقاط ليتراجع إلى الترتيب الثالث بفارق مباراة عن القادسية الذي يمتلك نفس الرصيد 14 نقطة، بينما يتربع الكويت على القمة بـ 19 نقطة محققاً 6 انتصارات، وتعادل واحد وبدون هزيمة.
+90
مع الإثارة والندية نستطيع أن نقول كم من بطولة حُسمت في الدقيقة +90، وكم من نادٍ كتب تاريخه بهدف قاتل بعد أن ظن الجميع أن المباراة انتهت! من هدف سيرجيو راموس التاريخي لريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، إلى لحظات الحسم في الدوريات العربية والعالمية، أثبتت تلك الدقائق أن كرة القدم لا تعرف الاستسلام.
لم يكن هذا الموسم الذي يشهد الحسم في الوقت بدل الضائع وتغير النتيجة، ولكن هناك مباراة القادسية ضد الكويت موسم 2022-2023 التي شهدت هدفاً في الدقيقة 90+3 حسم الفوز بهدفين مقابل هدف للقادسية، ما ساعدها في المنافسة على اللقب، وفي نفس الموسم عاد الكويت للمنافسة بعدما أحرز هدف التعادل في مباراته أمام اليرموك في الدقيقة 90+2 حسم التعادل 2-2، وأدت إلى نقطة حاسمة في المنافسة. وأيضاً مباراة العربي ضد السالمية موسم 2023-2024 وجاء هدف متأخر في الدقيقة 88 قلب النتيجة من هدف مقابل لا شيء لهدفين مقابل هدف للعربي، محافظاً على صدارته، وفي نفس الموسم شهدت مباراة النصر ضد الجهراء هدف في الوقت الإضافي (90+5) منح النصر الفوز مما أنقذه من الهبوط.
سر النجاح
أكد الخبراء والمتابعون للدوري الكويتي أن السر في النجاح خلال الوقت بدل الضائع يعود إلى العقلية القتالية والانضباط النفسي، فالفريق الذي يؤمن بقدرته حتى النهاية هو من يفرض كلمته في آخر اللحظات، بجانب أن المدربين الذين يمتلكون حساً تكتيكياً عالياً يدركون أهمية التغييرات المتأخرة وتنشيط الهجوم في تلك الفترة الحرجة، وفي المقابل، كثير من الفرق تدفع ثمن التراخي أو الثقة الزائدة في الثواني الأخيرة، فتخسر نقاطاً كانت في متناول اليد لذلك أصبح الوقت بدل الضائع اختباراً حقيقياً للتركيز والشخصية الجماعية داخل أرض الملعب.
اختبار ثقة
يشير خبراء علم النفس الرياضي إلى أن الوقت بدل الضائع يمثل اختباراً للثقة والهدوء تحت الضغط، فاللاعب الذي يحتفظ بتركيزه رغم توتر اللحظة هو الأقدر على اتخاذ القرار الصحيح، كما تلعب الجماهير دوراً تحفيزياً حاسماً، إذ تتحول أصواتها إلى طاقة تدفع اللاعبين نحو الهجوم وتحقيق الحسم.
وأشار وليد نصار المدرب الوطني واللاعب الدولي السابق، إلى أن اللياقة العالية عنصر أساسي للثبات في الدقائق الأخيرة أما تكتيكياً، فيلجأ بعض المدربين إلى إجراء تغييرات هجومية مفاجئة أو الاعتماد على الكرات الثابتة في تلك اللحظات التي لا تحتمل الأخطاء، وبين نصار الوقت أن بدل الضائع لم يعد مجرد زمن إضافي لتعويض التوقفات، بل أصبح جزءاً استراتيجياً من المباراة يمكن أن يغيّر مصير فريق بأكمله، فالمباراة لم تنتهِ إلا عندما يُطلق الحكم صافرة النهاية.
وأخيراً الوقت بدل الضائع هو مرآة الروح القتالية، وملعب للدراما الكروية التي تجعل من اللعبة الأكثر شعبية في العالم عرضاً لا يُنسى حتى آخر ثانية فلم يعد مجرد زمن تعويضي، بل هو جزء استراتيجي من المباراة يحمل بين ثوانيه فرص الفوز والخسارة، إنه اختبار للشخصية والانضباط والتركيز، يثبت أن كرة القدم لا تُحسم إلا مع صافرة النهاية، ففي عالم المستديرة، تبقى الدقائق الأخيرة مساحة الإصرار والأمل، حيث يمكن للحلم أن يتحقق في لحظة واحدة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
عودة حملة "شارك كوكاكولا" إلى دولة الإمارات بنسخة جديدة تلهم الجيل الج...
منتخب السلة يعلن جاهزيته لمواجهتي سوريا...
محاكمة نتنياهو.. هل هي محاولة لكسب الوقت؟...
سوريا تحبط مؤامرتين لاغتيال الرئيس أحمد الشرع...
13.11 مليار درهم إيرادات الغرف الفندقية في دبي خلال 9 أشهر...
27.7 مليون دولار لمشاريع صرف صحي جديدة غربي إربد وجنوب غربي عمّان...