عودة قوية للمصدرين الأمريكيين إلى الصين بعد الهدنة التجارية

(MENAFN- Al-Bayan) توماس هيل
كان انحسار التوترات التجارية الصينية الأمريكية خبراً ساراً هذا الأسبوع للكثير من الحاضرين في أكبر معرض للاستيراد في شنغهاي، لكن قلة منهم كانوا أكثر سعادة من ممثلي مجلس تصدير فول الصويا الأمريكي.

وقال جيم سوتر، الرئيس التنفيذي للمجلس، بعد الإعلان عن الهدنة التجارية لمدة عام التي اتفق عليها الرئيس دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ: ((أعتقد أن مزارعي فول الصويا البالغ عددهم 500 ألف (في الولايات المتحدة) يحق لهم أن يتنفسوا الصعداء)).

وأضاف سوتر، متحدثاً عن المعرض التجاري: ((إنه حقاً توقيت مناسب)). فقبل أسابيع، توقفت شحنات فول الصويا الأمريكية إلى البر الرئيسي للصين تماماً بينما كان المزارعون يبدأون حصادهم، وسط رسوم جمركية مرتفعة.

ويهدف معرض الصين الدولي للاستيراد، وهو معرض تجاري سنوي أطلقه شي في عام 2018، إلى إظهار أن أكبر دولة مصدرة في العالم منفتحة على شراء المزيد من السلع والخدمات من شركائها الدوليين.

يعد معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي اجتذب هذا العام 4108 عارضين من الخارج، دليلاً على ((التزام الصين الراسخ بالتعاون العالمي، ما يضخ اليقين والاستقرار اللذين تشتد الحاجة إليهما في الاقتصاد العالمي))، وفقاً لوكالة أنباء شينخوا الرسمية.

ومع ذلك، بينما كان العديد من المشاركين يأملون في تعزيز المبيعات في السوق الصينية، إلا أن هناك القليل من الدلائل على أي تحول جوهري في التجارة غير المتوازنة بشدة في البلاد.

في العام الماضي، كان الفائض التجاري الإجمالي للسلع في البلاد هو الأعلى على الإطلاق عند ما يقرب من تريليون دولار، وحتى الآن هذا العام بلغ بالفعل 965 مليار دولار، وفقاً لبيانات صدرت الجمعة.

ويبلغ فائض السلع الصيني مع الولايات المتحدة، وهو المحرك الأساسي لـ((حملة التعريفات الجمركية في يوم التحرير)) التي أطلقها ترامب في أبريل، 233 مليار دولار لهذا العام.

اعتمد الاقتصاد الصيني بشكل كبير على الصادرات لدعم النمو وسط أزمة عقارية أضرت كثيراً بثقة المستهلك.

وفي أكتوبر، انخفضت الصادرات بشكل غير متوقع بنسبة 1.1 % على أساس سنوي. ونمت الواردات بنسبة 1 %، وهو ما يقل أيضاً عن التوقعات، على الرغم من ارتفاع شحنات فول الصويا من أمريكا الجنوبية إلى مستويات قياسية في أكتوبر.

وصرح إريك تشنغ، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي، قائلاً: ((لا يزال العجز التجاري الإجمالي للولايات المتحدة على حاله تقريباً. إنها مشكلة هيكلية)).

وأضاف تشنغ: إنه يمكن خفض العجز الأمريكي مع الصين من خلال التركيز على مبيعات المنتجات الزراعية - التي وصفها بأنها ((أقل حساسية سياسية)) - وعلى مبيعات الخدمات في قطاعات مثل التمويل والتأمين.

ومع ذلك، قال: ((لن ترى أبداً انخفاضاً في اختلال التوازن التجاري بين هذين البلدين إلى الصفر. ذلك شبه مستحيل. لكن هل يمكننا تضييق ذلك إلى حد ما؟)).

وكان استمرار جاذبية سوق المستهلكين الصيني الشاسعة، وإن كانت ضعيفة نوعاً ما، واضحاً في مساحة المعرض التي تزيد على 430 ألف متر مربع في معرض شنغهاي.

وقال إريك بريسلينج، الرئيس التنفيذي لشركة ((دنمارك سبيشيالتي فودز))، التي تصنع البسكويت: ((أعتقد أن أوروبا لديها إمكانات جيدة لزيادة حجم التجارة مع الصين مقارنة بما تفعله أخيراً)).

وأضاف بريسلينج إن مبيعات شركته في الصين، والتي تبلغ حوالي ملياري يوان صيني (280 مليون دولار) سنوياً، كانت تتوسع بمعدل سنوي يبلغ حوالي 5 % في السنوات الأخيرة بعد ((نمو هائل)) في الماضي.

وكانت عروض أخرى، مثل جناح تسلا الذي يعرض روبوتاً بشرياً إلى جانب المركبات الكهربائية لشركة صناعة السيارات الأمريكية، بمثابة تذكير بأهمية الصين لبعض أشهر شركات العالم.

وقال جو نجوين، رئيس دائرة التجارة بولاية واشنطن في معرض شنغهاي: ((إن الناس في الصين يعترفون بالمخاوف الأمريكية بشأن العجز. ومهما كان سبب اختيارهم لإقامة معرض للواردات، فإن إقامتهم له دلالات كبيرة)).

وفي فعالية أقيمت ضمن فعاليات المعرض، ذكر نجوين أسماء شركات كبرى من ولايته، منها بوينغ ومايكروسوفت وستاربكس، والتي كشفت منذ أيام عن بيع حصةٍ في أعمالها في البر الرئيسي لمجموعة بويو كابيتال للاستثمار الخاص.

وبعد تأكيده على حرص ولاية واشنطن على الشراكة مع الصين، قال نجوين إنه ((لمس تغيراً طفيفاً في المزاج السائد)). وركز عدد قليل نسبياً من الأمريكيين الآخرين في المعرض على تاريخ علاقات بلادهم المتشابك مع الصين.

من جانبها، قدمت الأجنحة التي أقامتها الحكومات المحلية الصينية في المعرض مؤشرات واضحة للمصدرين الأجانب بالضغوط على أسعار المنتجات في سوق انكماشية شديدة التنافسية.

وفي أحدها، كان بائع صيني يعرض سترات جلدية مقابل 580 يواناً صينياً (81 دولاراً)، مضيفاً: إن لديه 1000 سترة متاحة.

وفي جناح مجلس تصدير فول الصويا، قال جيم سوتر: إن المزارعين الأمريكيين يمولون العمل في الصين منذ عام 1982 للمساعدة في تطوير مزارع الماشية التي ستكون بدورها مصدراً للطلب على فول الصويا.

وعلى الرغم من استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستويات التعريفات الجمركية، والتي لا تزال أعلى بالنسبة للمصدرين الأمريكيين مقارنة بالمنافسين في البرازيل والأرجنتين، فقد ((تغيرت الأمور للأفضل)) منذ اشتعال حرب التعريفات الجمركية الأخيرة التي شنها ترامب، على حد قوله.

وقال سوتر: ((قد يتساءل الناس عن الأسلوب وكيفية القيام بذلك، لكنني أعتقد أنه كان بمثابة جرس إنذار للعديد من البلدان))، مضيفاً: إن هذه البلدان قد تقول الآن: ((مرحباً، ربما نحتاج إلى شراء المزيد من الأشياء من الولايات المتحدة، ربما نحتاج إلى تغيير علاقتنا)).

MENAFN09112025000110011019ID1110317749

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.