شهر على اتفاق غزة.. هل توقفت الحرب؟

(MENAFN- Al-Bayan) هل تنجح غزة في احتواء موجات التصعيد العاتية التي تراكمت مؤشراتها بعد مرور شهر على اتفاق شرم الشيخ الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار؟ وهل فقدت الأطراف الراعية للاتفاق السيطرة والتحكم، ما يشي بترجيح كفة الحاجة إلى الكي، كآخر علاج لتداعيات الحرب؟

هذه الأسئلة فرضت نفسها بقوة، مع استمرار التراشق الإعلامي بين حركة حماس وإسرائيل، وسردية خرق وقف إطلاق النار، تارة باتهام حركة حماس بالمماطلة في تسليم جثامين الرهائن، وأخرى بتنامي الغارات الإسرائيلية على المنازل المدمرة لتصعيب العيش فيها.

ووفق مراقبين، تخفي إسرائيل نوايا مبيتة لتسديد ضربات قاسية تفضي إلى شلل في وضعية حركة حماس في حال رفضت تسليم سلاحها، ولكي لا تستعيد تعافيها على مستوى إعادة التسلح وبناء القدرات العسكرية.

لكن أصداء تلك النوايا ترددت في أرجاء غزة، التي ما زالت تشهد تسخيناً متدرجاً، كما لو أنه مناورة بالنار، ما يجعل الاتفاق يهتز، لكن من دون أن يسقط.

((لم نلمس من الهدنة سوى الاسم، وها قد مر شهر على إعلان وقف الحرب، لكنها لم تتوقف، ولا يكاد يمضي يوم من دون أن يسقط ضحايا في صفوف المدنيين، القصف المدفعي مستمر، والغارات تتواصل))، يقول سلمان المصري من بلدة بيت لاهيا، مبيناً أن أكثر من نصف مساحة قطاع غزة ما زالت تخضع للسيطرة الإسرائيلية، ويمنع الفلسطينيون من الوصول إليها، والعودة إلى منازلهم.

ويضيف لـ((البيان)): ((حتى البروتوكول الإنساني لم يطبق منه شيء، وما يدخل من مساعدات لا يلبي الحد الأدنى من حاجة السكان، وما زالت المعابر تخضع لقيود عسكرية إسرائيلية مشددة)).

وثمة حالة من الغضب الممزوج بالحزن في قطاع غزة بعد مرور شهر على اتفاق وقف إطلاق النار، إذ وداع الضحايا مستمر، ولا يلوح في الأفق نهاية لنزف الدم. ((ألم تتوقف الحرب؟ لماذا قتلوك؟)) يتساءل عيسى أبوعزام من مدينة غزة، بينما كان يمسك بجثمان أحد أبنائه قبل تشييعه، في مشهد قاسٍ هز أركان الحاضرين في ساحة مستشفى الشفاء، لدرجة لم يتمالك بعضهم أنفسهم، فانفجرت دموعهم من مآقيها.

إعادة تدوير

ويروي أحمد حلس، الذي كان يشارك صديقه أبوعزام في وداع ابنه، أن أهالي قطاع غزة لم يشعروا حتى بعد مرور شهر على وقف الحرب بأن هنالك هدنة، وطالما أن الطائرات الحربية ما زالت تحوم في سماء القطاع، ومسلسل القتل اليومي لم يتوقف.

فليس هنالك تهدئة، والاتفاق لم يطبق، على حد تعبيره. والغارات المستمرة على قطاع غزة، والتي يتخللها نسف مبانٍ قائمة أو مدمرة، هي الاسم الحركي للحرب كما يقول مراقبون، واصفين ما يجري بأنه إعادة تدوير للحرب بصور وأشكال مختلفة.

استمرار حرب

ولم يتوانَ الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، عن القول إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تتوقف، مبيناً أن من يعتقد ذلك فهو واهم، فما جاء بعد الحرب يؤشر على أنها ما زالت مستمرة وإن كانت بوتيرة منخفضة، وأهداف لا تبتعد كثيراً عن تلك التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في بداية الحرب، دون أن ينجح في تحقيقها.

ويضيف: ((ما يجري إدارة للحرب، فأهل غزة لا يزالون في خيام بالية، وبعضهم يبيتون في العراء، وصحيح أن واشنطن تراجعت عن هدف تهجير الفلسطينيين، لكن ما يعانيه أهل غزة بعد الحرب هدفه دفعهم إلى الرحيل)).

MENAFN07112025000110011019ID1110313248

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.