المناخ في صناديق الاقتراع: كيف تغيّرت السياسة المناخية في سويسرا بعد عقد من اتفاق باريس؟
كعضو في فريق "الديمقراطية"، أنا مهتم بالعلاقة الديناميكية بين المواطنين.ات ومؤسساتهم.ن في سويسرا وخارجها. ولدت في أيرلندا، وحصلت على بكالوريوس في الدراسات الأوروبية وماجستير في العلاقات الدولية. أعمل في سويس إنفو منذ عام 2017.
-
مقالات أخرى للكاتب
القسم الإنجل
-
Русский
ru
Прямая демократия в Швейцарии, климат и энергетика
طالع المزيدПрямая демократия в Швейцарии, климат и энерг
أثبت العقد اللاحق لاتفاق باريس أنَّ رسم استراتيجية المناخ مسألة سياسيَّة بامتياز. ولا تزال الدول مختلفة حول توزيع المسؤوليات، وتقاسم أعباء خفض الانبعاثات. وفي خضمَّ هذا الخلاف، انسحبت الولايات المتحدة رسميًّا من الاتفاق.
أمَّا في سويسرا، حيث ينبني النظام السياسي على آليات الديمقراطية المباشرة، فلا يقتصر صنع القرار على المفاوضات داخل البرلمان؛ بل يشارك فيه الشعب، سواء عبر الاستفتاء أو المبادرات الشعبية.
اقرأ.ي هذا المقال، لمعرفة المزيد عن نظام التصويت الشعبي في سويسرا:
المزيد المزيد الديمقراطية السويسرية من الفكرة إلى الاقتراع: كيف يضع الشعب السويسري قوانينه؟تم نشر هذا المحتوى على 02 أبريل 2025 ترغب الكثير من الشعوب في رؤية بلدانها تنظم اقتراعات شعبية مثل تلك الموجودة في سويسرا. ولكن ما هي آليات الديمقراطية المباشرة في هذا البلد؟
طالع المزيدمن الفكرة إلى الاقتراع: كيف يضع الشعب السويسري قواوخلال العقد الماضي، صوَّت الشعب السويسري على مجموعة واسعة من القضايا المرتبطة بالمناخ. أما اتفاق باريس نفسهرابط خارجي ، المُبرم في 12 ديسمبر 2015، وصادق عليه البرلمان السويسري عام 2017، فلم يُطرَح للتصويت.
في المقابل، طُرحت قضايا أخرى ذات صلة، تناول بعضها سياسة خفض الانبعاثات، فيما تناول البعض الآخر قضايا بيئية أوسع نطاقًا. وفيما يلي عرض لأبرز هذه الجولات.
سبتمبر 2016: لا لتقليص“البصمة البيئية”وفقًا لتقديرات سنوية صادرة عن شبكة البصمة البيئية العالمية ، منظمة غير حكومية معنية بالاستدامة، يحتاج العالم نحو ثلاثة كواكب، ككوكبنا، لو اعتمد جميع سكَّان الأرض نمط الاستهلاك السويسري. ولذلك، رأى حزب الخضر الوضعَ القائم غير مستدام، وجمع 100 ألف توقيع لطرح مبادرة شعبية تدعو إلى الاقتصاد في استخدام الموارد. ووفقًا للمبادرة، كان ينبغي لسويسرا تخفيض استهلاكها النسبي للموارد، بحلول 2050، بحيث لا يتجاوز الموارد، التي يستطيع الكوكب تجديدها سنويًا.
ولكن، لم توضِّح المبادرة السبيل العملي لتحقيق الهدف. فمن ناحية، ركَّزت الجبهة المؤِّيدة على البحث والابتكار أكثر من تركيزها على وضع قواعد ملزمة لخفض الاستهلاك. في المقابل، حذّرترابط خارجي المعارضة، وتشمل الحكومة، من اقتضاء المبادرة لتدابير اقتصادية“جذرية”، من شأنها أن تضر بالقدرة التنافسية السويسرية، والنمو، وفرص العمل. وفي النهاية، رفض 63،6% من الشعب السويسري المبادرة، ولم تحظَ بالموافقة سوى في كانتون جنيف.
مايو 2017: تعزيز الطاقة المتجدّدة، والاستغناء عن النوويلم ينقض عام على رفض مبادرة حزب الخضر الداعية إلى إنهاء الطاقة النووية، حتَّى صوَّت الشعب السويسري لصالح حزمة تدابير جديدة – بدعم من الحكومة والبرلمان- تهدف إلى إحداث الأثر نفسه. وتعهدت الحزمة التي سميت“استراتيجية الطاقة 2050′′، وبدأ إعدادها بعد كارثة فوكوشيما في اليابان، عام 2011، بخفض استخدام الوقود الأحفوري، وزيادة حصة الطاقة المتجددة، والاستغناء تدريجيًا عن الطاقة النووية عبر منع بناء مفاعلات جديدة.
حظيت الاستراتيجية بتأييد واسع، إذ صوَّت لصالحها 58% من الناخبين والناخبات، وأيدتها معظم الأحزاب السياسية. مع ذلك، فإنَّ مجرد طرحها للاستفتاء الشعبي يكشف أن التحولات في سياسات الطاقة تبقى مسألة خلافية. فآنذاك، حذَّر حزب الشعب السويسري اليميني، الذي أطلق الاستفتاء لرفض الاستراتيجية، من ازدياد البيروقراطية، وارتفاع أسعار الكهرباء. لكن، لم تنه الاستراتيجية النقاش حول الطاقة النووية، فقد ظلَّت موضوعًا متكرّرًا في جولات التصويت السويسرية. وبعد عقد من الاستفتاء، تدرس الحكومة حاليا إمكانية رفع الحظر عن بناء مفاعلات جديدةرابط خارجي. وترى أطراف، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذريةرابط خارجي ، أن الطاقة النووية قد تكون عنصرًا فعّالًا في الحد من تغيّر المناخ.
محطة الطاقة النووية غوسغِن في كانتون سولوتورن. Keystone / Gaetan Bally يونيو 2021: انتكاسة في خطة الحكومة لتحقيق أهداف باريس
بعد أربع سنوات من مصادقة البرلمان على اتفاق باريس، طُرح مشروع الخطة المناخية للتصويت الشعبي، لكنه لاقى الرفض، بفارق ضئيل. وكان قانون ثاني أكسيد الكربون المُعدّل، الركيزة الأساسية للخطة، يهدف إلى خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول 2030 مقارنة بمستويات 1990. واعتمد حزمة تدابير تشمل حوافز لاستبدال أنظمة التدفئة العاملة بالوقود الأحفوري، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية للسيارات الكهربائية، وفرض رسوم على تذاكر الطيران.
ورغم تأييد سياسي واسع للقانون، رفضه 51.6% من الناخبين والناخبات. وأظهرت التحليلات اللاحقة للتصويت أن نسبة كبيرة خشيت من ارتفاع التكاليف على الأسر والشركات. بالنسبة إلى سيمونيتا سوماروغا، وزيرة الطاقة آنذاك، كان ذلك بمثابة العودة إلى نقطة البداية. وقالت بعد التصويت إن سويسرا لن تنسحب من اتفاق باريس، لكنها أقرّت بأنَّ“تحقيق الأهداف المناخية سيصبح الآن أصعب”.
محتويات خارجية يونيو 2023: تأييد المسار نحو الحياد المناخي طويل الأمدبعد عامين من رفض قانون خفض الانبعاثات، صوّت 59،1% من الشعب لصالح هدف الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول 2050. وجاء القرار عبر“قانون المناخ والابتكار“، وهو مقترح مضاد غير مباشر لـمبادرة“الأنهار الجليدية”. وحدّد أهدافًا واضحة للانبعاثات تتوافق مع التزامات اتفاق باريس. وسعى في الوقت نفسه إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، عبر تعزيز مصادر الطاقة المتجددة المحلية.
لكن، لماذا التأييد هذه المرة؟ أشارت الاستطلاعات اللاحقة للتصويت إلى دعم واسع للرؤية الطويلة الأمد للاستدامة. إذ ركَّز القانون، والحملة المؤيدة له، على الحوافز بدل الضرائب، مثل مساعدات مالية للمنازل والشركات عند اعتماد مصادر الطاقة المتجدِّدة. كما حظي القانون بدعم ائتلاف واسع من قوى سياسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاع الأعمال. أمَّا المعارضة، فكان أغلبها من حزب الشعب السويسري اليميني، الذي حذّر من ارتفاع محتمل في تكاليف الطاقة.
ما المطلوب لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050؟ سؤال وجّهناه لخبير في مجال الطاقة، بعد تصويت 2023.
المزيد المزيد السياسة السويسرية هذا ما يجب أن تبدو عليه سويسرا خالية من الكربون في عام 2050تم نشر هذا المحتوى على 29 يونيو 2023 وفقًا للعديد من الدراسات، من الممكن ضمان أمن إمدادات الطاقة للبلد، حتى بدون استخدام الطاقة الأحفورية.
طالع المزيدهذا ما يجب أن تبدو عليه سويسرا خالية من الكربون في عام يونيو 2024: تأمين إمدادات الكهرباءبعد عام واحد، صوّت الناخبون والناخبات لصالح قانون الكهرباء الجديد، الذي اعتمده البرلمان عام 2023. ويهدف القانون إلى تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة، وضمان إمدادات مستقرة، خصوصًا في فصل الشتاء. ونصّ القانون على تخفيف القيود على بناء محطات كبرى تعمل بالطاقة الكهرومائية، والشمسية، وطاقة الرياح، مع السعي لرفع إنتاج الكهرباء المتجددة إلى 35 تيراواط/ساعة بحلول 2035.
لكن، لم تقتصر المعارضة على اليمين السياسي. فقد انتقدت مؤسسة فرانس فيبر، المهتمة بحماية المناظر الطبيعية، تأثيرات مشاريع الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، على الأنظمة البيئية في جبال الألب. وفي نهاية المطاف، أيَّد 68،7% من الناخبين والناخبات القانون. ومع ذلك، يستمر الجدل البيئي؛ ففي يوليو من العام نفسه، قُدمت مبادرتان شعبيتان جديدتان للمطالبة بتقييد بناء توربينات الرياح.
مراحل أولية لإنشاء محطة طاقة شمسية في سيدرون، بكانتون غراوبوندن (أغسطس 2024). ومن المقرر أن يضم الموقع نحو 5،700 لوح بحلول عام 2028. Keystone / Gian Ehrenzeller فبراير 2025: مبادرة طموحة، لكن مبهمة
في عام 2025، دعا الجناح الشبابي لحزب الخضر إلى التصويت على تعديل دستوري، يهدف إلى مواءمة الاقتصاد الوطني مع“حدود إمكانيات الكوكب”؛ أي العتبات التي لا يمكن للبيئة تجاوزها دون فقدان قدرتها على التجدد. ولتحقيق ذلك، ينبغي خفض الانبعاثات، والحد من فقدان التنوع البيولوجي، وتقليل استهلاك المياه. ووفقًا لتقديرات منظمة غرين بيس (Greenpeace)، يتطلب الأمر خفض البصمة الكربونية للفرد بنسبة 90%.
ورغم وضوح الهدف البيئي، لم تتضمّن المبادرة خارطة طريق مفصّلة، لكنها اشترطت التنفيذ بطريقة“مقبولة اجتماعيًّا”، وفي غضون عشر سنوات. وقالت المعارضة إن الخطة غير قابلة للتطبيق، وقد تُلحق ضررًا بالاقتصاد. وفي النهاية، رفض نحو 70% من الناخبين والناخبات المبادرة. وبعد إعلان النتيجة، صرّح وزير الطاقة، ألبرت روشتي، لموقع nauرابط خارجي أنَّ النتيجة لا تعني رفض حماية البيئة، ولا التخلي عن اتفاق باريس. وأشار إلى أنَّ أهداف الحياد المناخي حظيت بتأييد واضح في تصويت قانون المناخ عام 2023.
قضايا أخرى: الطرق، والحيوانات، والمواد الغذائية، وغيرهاشهدت سويسرا أكثر من 80 تصويتًا وطنيًا منذ ديسمبر 2016، وتضمّن عدد منها عناصر مرتبطة بالمناخ والبيئة. ففي عام 2024، لاقت خطة لتوسيع شبكة الطرق السريعة الرفض ، بعد حملة ركّزت بقوة على الانبعاثات وحماية البيئة. وفي العام نفسه، رفض الشعب السويسري مبادرة لحماية التنوع البيولوجي. كما رفض، عام 2023، مبادرة تهدف إلى حظر الزراعة الصناعية. وشملت المخاوف البيئية أيضًا اقتراعًا يتعلق بالأمن الغذائي (لاقى القبول من الحكومة عام 2017)، إضافةً إلى مبادرتين بشأن المواد الغذائية الأخلاقية ، تم رفضهما عام 2018.
في عام 2022، طُرحت مبادرة ضد الزراعة الصناعية، بحجّة أن المنتجات الحيوانية تسهم بنحو 85% من إجمالي الانبعاثات الزراعية. Keystone / Ennio Leanza الاقتراعات المستقبلية: الطاقة النووية، توربينات الرياح، وصندوق المناخ
في المستقبل، ستطرح للتصويت قضايا إضافية متعلقة بالمناخ. ففي نوفمبر، سيُطرح مقترح يساري لفرض ضرائب على ميراث الأثرياء، واستخدام الأموال في تمويل العمل المناخي. وفي الوقت نفسه، يناقش البرلمان مبادرة“انقطاع الكهرباء“، التي أعادت النقاش حول الطاقة النووية. كما تستعد الحكومة لإبداء موقفها من مبادرتين تطالبان بفرض قيود على أماكن بناء توربينات الرياح، ومواعيدها. في الأثناء، باتت جاهزة للتصويت مبادرة“صندوق المناخ”، الهادفة إلى تخصيص 1% من الناتج المحلي السويسري السنوي لتمويل حماية البيئة. ومع ذلك، أبدت الحكومة والبرلمان معارضتهما للمبادرة.
تحرير: بنجامين فون فيل
ترجمة: ريم حسونة
مراجعة: عبد الحفيظ العبدلّي
التدقيق اللغوي:
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
فرض حظر إلزامي على نقل الطيور في إيرلندا بعد تفشي إنفلونزا الطيور...
السعوديون من الأقل استخداما للمضادات الحيوية عالميا...
الإمارات في مواجهة حملة التشويه...
نقلة نوعية في تصنيف التايكواندو الأردني الأولمبي والعالمي...
شرط وحيد يحسم بقاء راشفورد مع برشلونة...
سوزا: تنتظر شباب الأهلي مواجهة صعبة أمام الدحيل...