متحف زايد الوطني.. إرث المؤسس

(MENAFN- Al-Bayan) انطلاقاً من الإرث الاستراتيجي لرؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: ((يجب على الشباب أن يتتبعوا ويسألوا عن التاريخ، ويراجعوه سواء كان التاريخ القريب أو المتوسط أو البعيد؛ حتى يعلموا ماذا مر بهذا الوطن.

وكيف عاصرته الأجيال التي مضت؛ لأنني أؤمن بأن من لا يعرف ماضيه فهو لا يعرف حاضره، أما إذا عرف المرء ماضيه فلا بد أن يعرف حاضره.

ويعرف ما يجب أن يحسبه من حساب للمستقبل))، يُفتتح ((متحف زايد الوطني)) في شهر الاتحاد الإماراتي بالعاصمة أبوظبي، ما يُعمّق رمزية الحدث ورمزية القائد المؤسس. وبهذا، يكون علامة فارقة في مسيرة الثقافة الوطنية، وعنواناً لاستذكار إرث زايد واحتفاء بالهوية الوطنية.

هذا الصرح الثقافي ليس مجرد قاعة عرض، بل هو مفخرة تستلهم قيم الاتحاد الإماراتي في تعزيز اللحمة بين أبناء الوطن، ومساحة وطنية لتخليد نموذج فكر الشيخ زايد الاستراتيجي وممارساته، وتوثيقها للأجيال القادمة.

إنه مشروع وطني بامتياز، يسعى لبناء الجسور بين الماضي والحاضر، عبر إبراز قصة الإمارات الممتدة إلى نحو 300 000 سنة، من أعماق التاريخ حتى آفاق المستقبل حتى يقدم للعالم نموذجاً حضارياً للقيادة المتجذرة في قيم الوحدة والإنسانية والتقدم.

تحتضن صالات المتحف معروضات مادية فريدة مثل أقدم اللآلئ الطبيعية في العالم المعروفة بـ((لؤلؤة أبوظبي))، ومخطوط من القرآن الأزرق، وقارب ((مَغَن)) الحجري التمثيلي، في دلالة على التراث البحري والتجارة القديمة، وسنوات الكفاح التي سبقت الطفرة الحديثة. لكن الأهم هو ما يتجاوز المادة:

لقيم التي أرساها زايد مثل التعليم، العدل، التعاون، التواضع، الحوكمة، والبناء المتدرج للمجتمع. المعاني التي تجسدت دائماً في أقواله مثل: ((نحن لسنا أفضل من آبائنا وأجدادنا ولكن فعلنا الشيء الكثير؛ لأنه أتيحت لنا الإمكانيات والحمد لله ولو لم نفعل ما فعلناه لما عذرنا ولأصابنا اللوم)).

في تصميم المعمار للمتحف دمج لتكنولوجيا مستدامة، تشكلت في خمسة أبراج فولاذية على هيئة أجنحة الصقر، لتحمل في طياتها إشادة قوية بتقاليد الصقارة الإماراتية، أجنحة حلق بها رائد الصقارة الوالد زايد بدولة الإمارات من الصحراء إلى الريادة العالمية. فالمتحف ليس فقط تحفة معمارية، بل أيقونة وطنية ترمز إلى ارتفاع الطموح الإماراتي، وإلى حرّية الفكر والارتقاء.

لتروي للزوار من مختلف أنحاء العالم قصة وطنية متكاملة، تربط بين الفرد والمجتمع، وبين الإماراتي والعالم. تؤكد على رسالة الوحدة والتضامن، وتعكس الوفاء للتقاليد الأصيلة.

الهدف الأسمى من المتحف لا يقتصر على الحفظ، بل يمتد إلى التفعيل؛ ليكون منصة تعليمية وثقافية، تولِّد معرفة، وتبني جسوراً بين الأجيال، وتعزز انتماء الشباب لهويتهم.

وقد عبّر المؤسس عن أهمية ذلك حين قال: ((يجب على كل واحد منا أن يعرف ويتساءل عن ماضيه كيف عاش آباؤه وأسلافه السابقون حتى يعرف كيف يعيش، ويتماشى مع ظروف الزمن على مرور السنوات وظروف الحياة الحاضرة)).

وبذلك يكون المتحف مرآة هوية شاملة، وأداة استراتيجية لنشر الفكر الوطني وتحفيز التفكير في المستقبل، ومنصة عالمية تعليمية وبحثية تفتح أبوابها للتبادل الثقافي، والفكر الاستراتيجي للشيخ زايد بشكل خاص، والمجتمع المحلي والدولي. وهو ما يعزز استدامة الاقتصاد الثقافي، ويرسّخ حضور الإمارات في المشهد الثقافي العالمي.

في النهاية، يشكل المتحف وصية بصرية نابضة لروح القائد، ويجسد فكره الاستراتيجي في البناء والتخطيط، حيث تتلاقى الثقافة مع القيادة، ويتحول الإرث إلى قوة ناعمة تدفع عجلة الدولة، بكل جدارة، نحو مستقبل أكثر إشراقاً، تماشياً مع قوله: ((إن الإنسان الذي لا يعرف ماضيه وكيف عاش وتعب أهله، لا يعرف الطريق إلى حاضره، أما إذا عرف ماضيه فإنه يستطيع أن يسلك الطريق والاتجاه السليم)).

MENAFN07112025000110011019ID1110312379

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.