المثلثات الدائرية عمل فلسفي يستحق المشاهدة

(MENAFN- Al-Anbaa)

ياسر العيلة
‏ضمن العروض التجريبية المشاركة في الدورة الثانية من مهرجان «باك ستيج المسرحي»، قُدم مساء أمس الأول على مسرح نادي السالمية عرض بعنوان «المثلثات الدائرية»، تأليف أحمد محمدي، إخراج علي الششتري، وتعتمد فكرته على أن الحضارة تقوم على مجموعة فلسفات منها «النسبية» القائمة على الشك المطلق، ويعود تاريخها إلى العصور اليونانية القديمة، حيث نبعت من الاعتقاد بأن العقل البشري عاجز تماما عن الوصول إلى الحقيقة المطلقة.
تدور قصة المسرحية حول رائد الفضاء «محمد الشايجي» الذي يسقط إلى الأرض ويقع في «مملكة القرود» فاقدا للذاكرة ليجد نفسه مستعبدا بين مجموعة من القرود، وزعيم هذه المملكة «أحمد الصالح» كان يعلم حقيقته ويعلم بوجود شريحة في رأسه بها أعظم شفرة وخوارزمية في العالم تحمل كل البيانات الخاصة بالبشرية، فزعيم القرود سبق أن أجرى البشر عليه من قبل العديد من الأبحاث وزرعوا في رأسه شريحة مماثلة لكن عليها نسبة 10% فقط من المعلومات التي يملكها رائد الفضاء.
يسعى زعيم القرود إلى إصلاح المولدات الكهربائية الخاصة بالمملكة والتي توقفت عن العمل عن طريق رائد الفضاء، والذي بدوره يوافق على إصلاحها بشرط أن يحكم الزعيم مملكته بالمنطق والعقل بدلا من استخدام القوة والعنف والدم.
تنتمي «المثلثات الدائرية» إلى «مسرح الغرف» وهو نوع من المسرح يقدم عروضا في أماكن غير تقليدية كالغرف، ويلغي المسافة بين الجمهور الذي يشاهد العمل من أكثر من زاوية والممثل لخلق تجربة مباشرة، ويعتمد على تكييف الأعمال الأدبية بنص أصلي وقليل من الديكورات البسيطة، حيث يمكن للممثلين أداء دور الراوي والشخصية في نفس الوقت، وهذا ما قام به مخرج العمل الموهوب علي الششتري - الذي جسد دور الراوي أيضا- فقدم الحكاية من خلال ثلاث غرف كل غرفة منها تشهد فترة من تاريخ الفلسفة، فالأولى تشهد حقبة الحضارة اليونانية وظهور «الشكوكية»، والغرفة الثانية تشهد حقبة الحداثة وعبثية الإنسان، والغرفة الثالثة تشهد فترة ما بعد الحداثة، لتنتهي المسرحية بقيام رائد الفضاء بإصلاح المولدات وقيام زعيم القرود بقتله وانتزاع الشريحة من رأسه ويقيم حفلا ويرقص هو والقرود على جثته لينتصر الشر في النهاية.
العمل ممتع وجديد بالنسبة للكثير من الجمهور، وأداء الفنانين أحمد الصالح وعلي المسري ومحمد الشايجي ومحمد العطار وعلي أبل كان متميزا، كذلك الأزياء لأحمد السلمان كانت معبرة عن العمل بشكل كبير، وموسيقى محمد التركماني وعبدالعزيز البكر بالإضافة إلى تصميم الاستعراضات ليوسف العنزي كانا من أبطال العرض، إلى جانب مكياج علي الفهد والذي جاء رائعا.
باختصار مسرحية «المثلثات الدائرية» عمل فلسفي ممتع يستحق المشاهدة، وأكد أن اليقين يتلاشى بين ألف رأي ورأي! وأن الإنسان ليس مهماً بل الآلة، وأن المال أهم من حياة الإنسان لذلك انهارت الحضارات.

MENAFN06112025000130011022ID1110302835

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار