صدمة المناخ.. "السخام" الخفي يهدد العالم

(MENAFN- Al-Bayan) ">في تحذير علمي جديد يقلب موازين فهمنا للتغير المناخي والصحة العامة، كشفت دراسة عالمية نُشرت في مجلة ((Nature Communications)) عن فجوة هائلة ومقلقة: انبعاثات الكربون الأسود - السخام) في دول الجنوب العالمي هي أعلى بكثير مما تفترضه النماذج المناخية والبيئية العالمية الحالية.

هذا الاكتشاف لا يعني أن المشكلة أسوأ مما كنا نعتقد فحسب، بل إنه يسلط الضوء على أن الجهود الحالية للتخفيف من آثار التلوث قد تكون غير فعالة في المناطق الأكثر حاجة.
قارن باحثون من عدة مؤسسات عالمية، بما في ذلك علماء من جامعة خليفة، القياسات الفعلية للسخام في الهواء مع التنبؤات الناتجة عن النماذج الحاسوبية العالمية. وكانت النتائج صادمة كان هناك انحراف بنسبة 38%: في المتوسط، تقلل النماذج العالمية من تقدير مستويات الكربون الأسود في الجنوب العالمي بنسبة تصل إلى 38%. وفي مدن رئيسة مثل دكا (بنغلاديش)، وأديس أبابا (إثيوبيا)، وإلورين (نيجيريا)، ومكسيكو سيتي، وصلت التقديرات الخاطئة إلى مرتين إلى أربع مرات أقل من القياسات الحقيقية. بينما أظهرت النماذج دقة عالية في تمثيل الانبعاثات في دول ذات دخل مرتفع مثل الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، فشلت بشكل كبير في المناطق النامية.

مصادر التلوث المنتشرة

أكد الباحثون أن المشكلة لا تكمن في دقة القياسات، بل في جودة البيانات التي تعتمد عليها النماذج. حيث تتجاهل النماذج العالمية بشكل منهجي مصادر التلوث المنتشرة وغير المنظمة التي تسود في الجنوب العالمي حيث نجد الاستخدام واسع النطاق للكتلة الحيوية مثل الحطب وروث البقر، في الطهي والتدفئة المنزلية. ومحارق الطوب غير الفعالة في بنغلاديش. بجانب حرق النفايات المكشوف في المناطق الحضرية، وهو مصدر رئيس للسخام لا يُحسب ضمن الإحصائيات الرسمية.

الكارثة الصحية

الكربون الأسود هو مكون رئيس في الجسيمات الدقيقة الضارة (PM 2.5)، وهو ملوث فائق القوة يسهم في أكثر من 8 ملايين حالة وفاة مبكرة سنوياً على مستوى العالم بسبب أمراض القلب والجهاز التنفسي والسرطان، وتتركز هذه الوفيات بشكل كبير في المناطق الفقيرة.
على الرغم من أن السخام (الكربون الأسود) يبقى في الغلاف الجوي لأيام أو أسابيع فقط (مقارنة بثاني أكسيد الكربون الذي يستمر لقرون)، إلا أن تأثيره الاحتراري قصير المدى هائل. فعندما يستقر السخام على الجليد والثلج، فإنه يقلل من قدرتها على عكس الشمس، ما يسرّع بشكل كبير ذوبان الأنهار الجليدية في مناطق مثل الهيمالايا وقمم الأنديز.
يسهم السخام في التدفئة الإقليمية، ما يؤدي إلى اضطراب أنماط الأمطار الموسمية (المونسون) في آسيا وغربي إفريقيا، وهو ما يهدد الأمن الغذائي لملايين البشر.

نداء عاجل

تدعو فرق البحث إلى بذل جهود عاجلة لتحسين جرد الانبعاثات العالمية، من خلال توسيع شبكات مراقبة جودة الهواء واستخدام البيانات الإقليمية والمحلية المحددة بدلاً من الافتراضات المستندة إلى دول ذات دخل مرتفع. إن خفض انبعاثات السخام يمكن أن يحقق فوائد مناخية وصحية فورية، وخاصة في المناطق الأكثر تضرراً.

MENAFN04112025000110011019ID1110290724

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.