زايد الخير.. إرث باقٍ وذكرى خالدة في وجدان الوطن

(MENAFN- Al-Bayan) في مثل هذه الأيام من كل عام، تقف دولة الإمارات العربية المتحدة وقفة وفاء وإجلال لقائد استثنائي، تستذكر فيها سيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي لم يكن مجرد مؤسس دولة، بل كان مؤسس نهج ومدرسة متكاملة، وصانع مجد خالد لدولة ولدت من قلب الصحراء لتصبح في مصاف الدول المتقدمة.

الرجل الذي بنى الاتحاد ووحّد القلوب قبل أن يوحد الأرض، غرس فينا قيم الإنسانية والتسامح والكرم، فبقيت سيرته خالدة في ذاكرة الوطن وقلوب الشعب.

منذ اللحظة الأولى لقيام الاتحاد عام 1971، أدرك الشيخ زايد أن بناء الإنسان هو الأساس لكل تنمية، وأن الوطن لا يبنى بالحجارة فقط، بل بالعقول النيرة والقلوب المخلصة، فدعا إلى التعليم باعتباره سلاح التقدم، واهتم بالرجل والمرأة على حد سواء، مؤمناً بقدرة أبناء الإمارات على حمل الأمانة.

فأسس المدارس والجامعات، ودعم الثقافة والفكر والفنون، وفتح آفاقاً رحبة أمام الشباب ليكونوا عماد المستقبل.

وقد استطاع، بفضل حكمته وبعد نظره، أن يحوّل التحديات إلى فرص، وأن يُقيم على أرض الإمارات نموذجاً فريداً في الإدارة والتنمية والوحدة الوطنية.

ولم يقتصر عطاؤه على حدود الوطن، بل امتدت أياديه البيضاء إلى معظم بقاع الأرض، فغدت الإمارات في عهده عنواناً للخير والعطاء الإنساني.

كان الشيخ زايد يؤمن بأن الخير مسؤولية أخلاقية وإنسانية، فأسّس مؤسسات للمساعدات الإنسانية، ودعم برامج الإغاثة والتعليم والصحة في الدول الفقيرة، وأعاد الأمل إلى ملايين البشر في أوقات الأزمات والكوارث.

ولذا استحق أن يُلقّب بـ((زايد الخير))، وأن تُخلِّد اسمه الأمم، بوصفه أحد أبرز القادة الداعمين للعمل الإنساني في العالم.

أما على الصعيد البيئي، فلم يكن حب الشيخ زايد للطبيعة حباً عابراً، بل كان مشروع حياة، فعمل على نشر الخضرة في كل ربوع الوطن، لتغدو الإمارات واحة خضراء نابضة بالحياة وجنة غنّاء في قلب الصحراء، وقد حرص على ترسيخ التنمية المتوازنة التي تراعي الإنسان والبيئة معاً.

ومن أقواله الخالدة: ((لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض، وتعايشوا مع بيئتها في البر والبحر، وأدركوا بالفطرة وبالحس المرهف الحاجة للمحافظة عليها.

وأن يأخذوا منها قدر احتياجهم فقط، ويتركوا فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء)).

وهي مقولة تجسّد رؤيته العميقة لمفهوم الاستدامة قبل أن يصبح شعاراً عالمياً.

واليوم، وبعد مرور أكثر من عقدين على رحيله، ما زال إرث الشيخ زايد حياً في وجدان أبناء الإمارات، وفي كل إنجازٍ تحققه الدولة على الصعيدين المحلي والعالمي.

فقد ترك نهجاً متكاملاً في القيادة والعمل والإنسانية، نهجاً تسير عليه الأجيال جيلاً بعد جيل.

إن القيم التي غرسها في شعبه، من حب الوطن، والإخلاص في العمل، والتمسك بالهوية العربية والإسلامية، هي البوصلة التي توجه مسيرة الإمارات نحو مستقبل مشرق وأكثر ازدهاراً. رحم الله الشيخ زايد، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن أمته وشعبه خير الجزاء.

سيبقى اسمه منقوشاً في ذاكرة التاريخ وقلوب الأجيال، رمزاً للخير والكرم والقيادة الحكيمة، وعلماً خالداً في سماء الإنسانية ما دامت الأرض تنبض بالحياة.

MENAFN03112025000110011019ID1110289854

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.