 
 سباق بين الشركات لإطلاق حبوب إنقاص الوزن بدلاً من الحقن
وسرعان ما بدأت شركات الأدوية ببيع DNP، وهو اختصار لمادة ((دينيتروفينول)) على شكل حبوب، وكان الطلب على أدوية إنقاص الوزن كبيراً لدرجة أن مبيعاتها ازدهرت على الرغم من أن تناول جرعات عالية من هذه الحبوب كان يسبب إعتام عدسة العين، وآفات جلدية، وحتى الوفاة.
ومن مستخلصات الغدة الدرقية الحيوانية في أواخر القرن التاسع عشر إلى مثبطات الشهية ((فين-فين)) في التسعينيات، دفعت رغبة الناس الشديدة في إنقاص وزنهم إلى تجربة العديد من الأدوية غير الموصى بها.
وأخذ العلماء يسعون جاهدين لابتكار أدوية آمنة لعلاج السمنة، وازداد الطلب على هذه الأدوية بشكل حاد مع ارتفاع معدل انتشار السمنة بين البالغين، حيث تضاعف منذ عام 1990، مسبباً أضراراً جسيمة بصحة الناس وارتفاعاً هائلاً في تكاليف أنظمة الرعاية الصحية.
وأخيراً، حقق العلماء تقدماً ملحوظاً مع دوائي إنقاص الوزن ((ويغوفي)) و((زيباوند))، وهما دواءان يحقنان، وقد تمت الموافقة عليهما في الولايات المتحدة عامي 2021 و2023، إلا أن الباحثين بدؤوا يبحثون عن حبوب، لطالما اعتبرت الحل الأمثل لإنقاص الوزن، نظراً لسهولة تناولها عن طريق الفم، ولأن الكثيرين يجدون صعوبة في التعامل مع الحقن.
التحدي أصعب بكثير مما يبدو، فقد أمضى الباحثون عقوداً في البحث عن طرق لتجنب رغبة الأمعاء في تفكيك الأدوية وإيقافها قبل أن تجدي نفعاً. وفي العامين الماضيين فقط ألغت شركات الأدوية الكبرى، بما في ذلك فايزر وأمجين وروتش، حبوب السمنة المحتملة بعد أن خيبت آمالها في التجارب، لكن ربما بدأ حل المشكلة هذا العام.
فقد أعلنت كل من شركة الأدوية الدنماركية نوفو نورديسك وشركة الأدوية الأمريكية إيلي ليلي، وهما صانعتا دواءي ويغوفي وزيببوند على التوالي، عن نتائج تجارب إيجابية لحبوبهما، وهما تتوقعان الحصول على الموافقة عليها خلال العام المقبل.
ويقول سام أولين، الشريك في شركة استشارات علوم الحياة كلير فيو هيلث كير بارتنرز، إن هذه الحبوب تمثل ((خطوة حاسمة إلى الأمام، وبعد أن أصبحت الحقن هي الطريقة المعتادة لإنقاص الوزن بوصفة طبية، الآن يمكن للأدوية الفموية أن تجعلها أمراً شائعاً وروتينياً)).
ومن المتوقع أن تحقق حبوب إنقاص الوزن نجاحاً كبيراً، حيث تتراوح التقديرات بين خُمس وثلث المبلغ المتوقع إنفاقه على أدوية السمنة سنوياً، والذي يتجاوز 100 مليار دولار بدءاً من عام 2030، كما يمكن أن توفر هذه الحبوب وسيلة لشركات أخرى لكسر احتكار نوفو وليلي، المسيطرتين على السوق.
ولكن يبقى الجدل قائماً حول ما إذا كانت هذه الحبوب ستكون ثورية أم أنها ستكون بديلاً متخصصاً. وقد أبدى الكثير من المرضى بالفعل ارتياحاً للحقن، وفي غضون بضع سنوات، ستضطر هذه الأقراص إلى منافسة إصدارات أرخص من الأدوية الحالية غير المحمية ببراءات اختراع.
وكما شعر المستثمرون بالقلق من أن سوق إنقاص الوزن الحالي قد لا يكون واعداً كما توقعوا في البداية - ما أدى إلى انخفاض أسهم نوفو العام الماضي - يخشى البعض من أن طرح الأقراص الأولى قد لا يحدث تحولاً جذرياً.
في المقابل قد تثبت الحبوب قدرة مفيدة على التكيف تفتقر إليها الحقن. ويستثمر كبار المنافسين لشركتي نوفو وليلي في أدوية السمنة الفموية لاعتقادهم بإمكانية دمجها مع أدوية الأمراض الشائعة في المجالات التي يبيعون فيها الأدوية بالفعل، مثل أمراض القلب أو الكلى.
وتقول شارون بار، نائبة الرئيس التنفيذي لأبحاث وتطوير المستحضرات الصيدلانية الحيوية في شركة ((أسترازينيكا))، إن حبوب إنقاص الوزن ((لديها القدرة على تغيير طريقة استخدامنا لعلاجات السمنة جذرياً)).
وتضيف: ((إذا نظرنا إلى هذه العلاجات على أنها مخصصة للسمنة فقط فإننا نغفل عن الطبيعة المترابطة لهذا المرض. إنها ستكون أكثر ملاءمة، ولكن الأهم من ذلك أنها تفتح المجال أمام تركيبات جديدة ذات جرعات ثابتة يمكنها معالجة العديد من أمراض التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى)).
لقد كانت الرحلة طويلة للوصول إلى هذه الرؤية، رحلة بدأت في التسعينيات. في ذلك الوقت ركز العلماء على إيجاد علاجات لمرض السكري، وبدؤوا بتجربة هرمون GLP-1، الذي يحفز إفراز الأنسولين وينظم تقلبات مستويات السكر في الدم. وعندما بدأت الفئران بفقدان الوزن اكتشفوا أن GLP-1 يكبح الشهية.
وتغلبت أدوية GLP-1 على مشاكل الأجيال السابقة من أدوية إنقاص الوزن، وقد نجحت بالفعل - إذ يفقد المرضى عادةً ما بين 15 و20% من وزن الجسم - كما كانت آثارها الجانبية أقل خطورة، مع فقدان العضلات والغثيان والقيء لدى بعض المرضى، لكن عندما حاول العلماء إنتاجها على شكل حبوب واجهوا عقبة، فالنسخة الاصطناعية من الهرمون، وهي بروتين صغير يسمى الببتيد، توقفت عن العمل عندما اختلطت مع حمض المعدة.
وبدأت شركة نوفو نورديسك العمل على حبوب علاج السمنة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتوصلت إلى حل محتمل في عام 2007. في ذلك العام بدأت العمل مع شركة إميسفير، وهي شركة مقرها نيوجيرسي استحوذت عليها في نهاية المطاف عام 2020، وطورت إميسفير حاجزاً يسمى SNAC، يحمي الببتيد من أنزيمات المعدة، ويساعد على امتصاصه بسهولة أكبر في الأمعاء.
وساعد دمجه مع السيماجلوتيد، وهو نسخة اصطناعية من GLP-1 والمكون النشط في دواء ويجوفي، شركة نوفو على إنتاج ((ريبيلسوس))، وهو قرص لمرضى السكري تمت الموافقة عليه في عام 2019.
أظهر قرص مضاد للسمنة يستخدم الآلية نفسها في تجربة في مرحلة متأخرة هذا العام فقداناً للوزن بنسبة 16.6% على مدى 64 أسبوعاً، وهو معدل فقدان الوزن نفسه تقريباً مقارنة بالحقن.
ومن مزايا استخدام المكون النشط نفسه بدلاً من تحضير حبة دواء من الصفر، أن نوفو نورديسك استثمرت بالفعل في إثبات أن ((سيماجلوتيد)) يحسن الصحة بما يتجاوز السمنة، مثل الوقاية من النوبات القلبية وتقليل خطر الفشل الكلوي.
وتأمل نوفو أن توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأن هذا الدواء يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة، بناءً على بيانات من تجربة على الحقن، ما سيجعله أكثر جاذبية للأطباء.
يوضح براشانت ياداف، الزميل الأول للصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية، أن الشركة وجدت في SNAC ((تقنية مجربة ومختبرة))، حيث استخدمت في الفيتامينات لسنوات عديدة. وتستخدم نوفو أيضاً SNAC في حبة دواء أخرى قيد التطوير، وهي ((أميكريتين)) التي تحاكي كلاً من GLP-1 وهرمون آخر، وهو ((أميلين)) الذي يعزز الشعور بالشبع.
ويقول مارتن لانج، كبير مسؤولي العلوم في شركة نوفو، إن الشركة تعتقد أن هذه الحبوب يمكن أن توفر القدر نفسه من فقدان الوزن مثل حقنة أخرى تعمل الشركة على تطويرها، والتي تستخدم أيضاً ((أميكريتين)) والتي أظهرت إمكانية فقدان الوزن بنسبة 24.3 في المئة بعد 36 أسبوعاً في التجربة.
 إخلاء المسؤولية القانونية:
 تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
              وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
              تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
              من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
              يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
              مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
 
  
  
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                       
الأخبار الأكثر تداولاً
ما أسهل الطرق وأفضلها لنقل الملفات بين الكمبيوتر والهاتف المحمول؟...
مقاومة الجدار والاستيطان: الاحتلال سيدرس بناء 2006 وحدات استعمارية جدي...
أهم تقاليد الكرة الإنجليزية أكبر ضحايا النظام الجديد لدوري الأبطال...
غزة: إسرائيل تواصل خروقاتها وتستلم بقايا 3 جثث ومحادثات القوة الدولي...
جيدكو: تمديد استقبال طلبات الاستفادة من كليك بيزنس لنهاية الشهر...
الأرصاد طقس مائل للحرارة نهارا ومعتدل إلى مائل للبرودة ليلا والعظم...