 
 هل تنجح إسرائيل في رسم شرق أوسط جديد بالدم؟
إذا كان ثمة في إسرائيل وحلفائها من يعتقد أن دماء حرب الإبادة حبر لكتابة فصل جديد، فإن ملايين البشر حول الكرة الأرضية يواصلون التعبير بأشكال مختلفة عن رأي آخر.
خلال أكثر من عامين من الحرب على جبهات متعددة، ظل نتانياهو يردد بأنه ((غيّر الشرق الأوسط)). لكن هل تغيّر الشرق الأوسط باتجاه واحد؟ وهل القضية محصورة بالشرق الأوسط، أم أن هذا الشرق جزء من العالم؟
ماذا تقول خريطة الشرق الأوسط الراهنة؟ بعد مرور أكثر من عامين على هجوم ((7 أكتوبر))، نجحت إسرائيل في تدمير ثلاثة أرباع غزة وإعادة احتلال أكثر من نصف مساحتها، وتمكنت من اختراق ((حزب الله)) في لبنان وإضعافه، واستفادت من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتوجيه ضربة قاسية لإيران، ما بدا أنه تفكيك لـ((المحور)).
فالأسد لم يكن مجرد ((حليف)) لإيران، بل حجر الزاوية في تواجدها غرباً، وممرها الاستراتيجي إلى لبنان والبحر المتوسط. سقوطه مثّل هزة استراتيجية لطهران، لأنه حرمها من أحد أبرز حلفائها الذين صمدوا معها خلال العقود الماضية.
بذلك خسر ((المحور)) ركيزة مركزية، ما جعلها أضعف حضوراً في معادلة الإقليم.
شعور بالارتياح
المعلق الإسرائيلي ناداف إيال يرى أن ((المحور)) لم يعد موجوداً، وأن نتانياهو، الذي شهد تراجع حظوظه السياسية عند وقوع ((7 أكتوبر))، يشعر بالارتياح نتيجة هذه التحولات في المنطقة، على الرغم من أن بعضها ((كان نتاجاً للصدفة)).
ويعتقد ديفيد ماكوفسكي، مدير برنامج العلاقات العربية – الإسرائيلية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أنه لولا هجوم 7 أكتوبر ورد الفعل المتسلسل الذي أشعله نتانياهو، لما نجحت إسرائيل في تفكيك ((المحور)) إطلاقاً.
أما مئير ليتفاك، الباحث المشارك في مركز التحالف للدراسات الإيرانية في تل أبيب فيرى أن ((هذه التغييرات تمثل ضربة موجعة للمحور الإيراني)). ويطرح سؤالاً: لكن هل تُغير الشرق الأوسط كلياً؟ ويجيب: لا..((لأن هناك العديد من المشكلات التي لم تُحل ولن تُحل بهذا التغيير)).
عزلة دولية
لقد عانت إسرائيل من الهجوم الأعنف في تاريخها في 7 أكتوبر، وتواجه عزلة دولية عميقة بسبب ((ردّها)) الذي أخذ شكل حرب الإبادة، وأودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين وجعل غزة غير صالحة للعيش، فيما أصبح عدد من قادتها مطلوبين للمحاكم الدولية. وإن بدا ما تحقق على الأرض ((نجاحاً))، إلا أنه يطرح العديد من التساؤلات حول المستقبل. ويقول ليتفاك: لا شك أن هناك تغييراً جذرياً هنا، لكن المشكلة لا تزال قائمة.
ويرى تقرير لموقع ((المونيتور)) أن نتانياهو حين ظل يردد أنه ((غيّر الشرق الأوسط))، فإنه يشير إلى أهداف سياسية وعسكرية تتعلق بتعزيز مكانة إسرائيل الإقليمية وتغيير ميزان القوى في المنطقة بما يخدم مصالحها. ووفق التقرير، فإن نتانياهو يسعى إلى ترسيخ مكانة إسرائيل كقوة إقليمية مهيمنة من خلال إضعاف أعدائها، سواء أكانت دولاً كإيران أم منظمات كـ((حماس)) و((حزب الله))، مع تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية، وضمان تفوق إسرائيل العسكري لعقود قادمة. لكن ((المونيتور)) يستدرك أن هذه التحولات قد تأتي بنتائج عكسية.
كما أن خبراء إسرائيليين يرون أن التغيير الذي يتحدث عنه نتانياهو جاء بتكلفة باهظة على إسرائيل أيضاً، إذ تعزز القلق الوجودي لدى المجتمع الإسرائيلي، وتضررت مكانة إسرائيل الدولية بشدة وعلى نطاق غير مسبوق، وربما بشكل لا يمكن إصلاحه. ولا تزال القضية الأساسية، الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني، أبعد من أي وقت مضى عن الحل.
 إخلاء المسؤولية القانونية:
 تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
              وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
              تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
              من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
              يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
              مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
 
  
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                        
                       
الأخبار الأكثر تداولاً
شركة Healthy Minds Club تطلق أعمالها في دولة الإمارات لدعم مفاهيم الع...
حدث وتاريخ.. 31 أكتوبر...
ترامب يصف اجتماعه بنظيره الصيني بـالنجاح الكبير الرسوم الجمركية على بك...
المصائب لا تأتي فرادى.. برشلونة يعلن إصابة بيدري...
ترامب يعلن انتصاره على خدعة تغير المناخ بعد تصريحات بيل غيتس...
ترامب يمنح كوريا الجنوبية الموافقة على بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية...