القطاع الثالث مفتاح الاستدامة

(MENAFN- Al-Bayan) تحدثت خطبة الجمعة الأسبوع الماضي عن ثقافة التبرع، وأن العطاء هو ذروة الفضائل، لأن العطاء هو القيمة العظمى عند الإنسان والتي تعني تنازل الإنسان عن الأشياء المفضلة لديه، وهي أملاكه لصالح الآخرين.

وهذه القيمة أصيلة عند العرب الذين اشتهروا بالكرم وهو أعلى وأعظم القيم، وثقافة التبرع هي نوع من الكرم اللامحدود، الذي يقدم لمن لا نعرف من البشر، سواء في الزمن الذي نعيش فيه أو في الأزمان القادمة، وسواء للبشر الذين نعرفهم أو البشر الذين يوجدون في مجتمعات أخرى، لذلك كان التبرع ذروة الفضائل وقمة الأعمال الإيمانية وأعلاها.

والتبرع يقدم إلى مؤسسات خيرية، أو ما يسمونه المجتمع المدني في مجتمعات أخرى، أو ما كان يعرف في تاريخ المسلمين بالأوقاف، وأصبح في عصرنا يسمى القطاع الثالث لأنه ليس هو القطاع الخاص المملوك للأفراد والأسر، وليس هو القطاع الحكومي المملوك للدولة، وإنما هو القطاع الذي يملكه المجتمع، وينشئه المجتمع. هذا القطاع يبدأ ظهوره ويزدهر عندما تكون المجتمعات في حالة من الرخاء.

وقد تحققت احتياجاتها الأساسية وأصبح لديها قدرة على أن تعطي الآخرين، والتبرع يكون للمؤسسات الخيرية، ويكون كذلك بإنشاء الأوقاف، وكلاهما يقدم الخير للآخرين سواء في المجتمع الذي نعيش فيه، أو المجتمعات الأخرى.

هذا القطاع الثالث ينبغي أن ينال من المجتمع أهمية قصوى لأنه يمثل المساهمة والمشاركة في تنمية المجتمع، وفي تحقيق أهدافه، وفي معالجة القضايا والتحديات التي يعيشها، وفيه تحقيق التكافل الاجتماعي، وحماية أفراد المجتمع الذين لا يملكون من أن تصيبهم دوائر الزمن.

القطاع الثالث قطاع تنموي يحقق في جوهره الاستدامة، ويحقق التنمية الشاملة في المجتمع والتي تشمل كل أفراده بكل فئاتهم، وبكل مستوياتهم الاجتماعية، القطاع الثالث يعمل في كل المجالات:

في التعليم والصحة والخدمة الاجتماعية ورعاية الأيتام والفقراء والمسنين وفي معالجة قضايا الغارمين وأصحاب المشاكل والأزمات المالية ويعمل أيضاً في تأسيس الأوقاف.

وقد بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل على تحويل القطاع الثالث إلى أوقاف، وهنا تتحقق قيمة الاستدامة لأن الوقف هو عمل خيري باقٍ إلى آخر الزمان لأن من أهم شروط الوقف أن يكون دائماً، وألا يتم تغييره أو بيعه أو تحويله عن أهدافه.

لذلك فإن القطاع الثالث هو جوهر مفهوم التنمية المستدامة في المجتمعات، ولعل الناظر في المجتمعات الغربية في أوروبا وأمريكا يجد أنها في جوهرها تقوم على القطاع الثالث الذي يؤسس الجامعات ومراكز البحوث والمستشفيات وكل الخدمات المجتمعية.

MENAFN29102025000110011019ID1110267741

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار