ذكرى تدشين تمثال الحرية.. قصة التمثال الحائر بين ثلاث قارات
في مثل هذا اليوم من عام 1886، أُزيح الستار رسميًا عن تمثال الحرية في ميناء نيويورك، ليصبح أحد أشهر رموز العالم الحديث، وأيقونة الحرية كما تخيّلها الفنان الفرنسي فريدريك أوجست بارتولدي.
لكن خلف هذا التمثال النحاسي الشاهق قصة مدهشة لا يعرفها كثيرون، قصة بدأت على ضفاف النيل، ومرت بـ باريس، قبل أن ترسو أخيرًا على شواطئ أمريكا.
البداية في مصر.. "منارة الشرق"قبل أكثر من 150 عامًا، وتحديدًا عام 1869، كان الخديو إسماعيل يستعد لافتتاح قناة السويس، المشروع الذي غير وجه الملاحة في العالم. في ذلك الوقت، عرض بارتولدي على الخديوي فكرة تمثال ضخم يحمل اسم "مصر منارة الشرق"، يجسد فلاحة مصرية تحمل شعلة من نور، توضع عند المدخل الجنوبي للقناة، لتكون منارة ترشد السفن القادمة من كل أنحاء العالم.
كان التمثال المقترح يجسّد مصر المتقدمة والمستنيرة، ويُبرزها للعالم بصورتها الحديثة، غير أن الأزمة المالية التي مرّت بها البلاد حالت دون تنفيذ المشروع، فتوقف الحلم عند حدود الرمال المصرية.
من ضفاف النيل إلى ضفاف السين
لم ينسَ بارتولدي حلمه. وبعد أعوام قليلة، وأثناء حديث المفكرين الفرنسيين عن فكرة هدية فرنسية للولايات المتحدة بمناسبة مئة عام على استقلالها، أعاد بارتولدي إحياء مشروعه القديم، ولكن برؤية جديدة.
حوّل الفلاحة المصرية إلى امرأة ترتدي ثوبًا يونانيًا، وعدّل الشعلة لتشعّ من يدها بدلًا من رأسها، وأطلق عليها اسم "الحرية تنير العالم".
بدأت صناعة التمثال في باريس، بمساعدة المهندس الشهير جوستاف إيفل الذي صمم هيكله الداخلي، حتى اكتمل عام 1884، قبل أن يُشحن مفككًا إلى الولايات المتحدة ليُعاد تركيبه هناك.
الوصول إلى نيويورك.. ميلاد الأسطورة
في 28 أكتوبر 1886، وقف الرئيس الأمريكي جروفر كليفيلاند ليعلن تدشين تمثال الحرية رسميًا كهدية من فرنسا إلى الشعب الأمريكي.
كان التمثال رمزًا مزدوجًا: شكر من فرنسا لأمريكا على دعمها في حرب الاستقلال، وتجسيدًا لفكرة النور والتحرر التي حلم بها بارتولدي أول مرة في مصر.
يبلغ ارتفاع التمثال 46 مترًا، ويستند إلى قاعدة حجرية بارتفاع 27 مترًا، بينما تزين تاجه سبعة أشعة ترمز إلى القارات والبحار السبع، أما السلاسل المفككة عند قدميه فتعبّر عن التحرر من الطغيان.
تمثال بين الشرق والغرب
المفارقة أن هذا الرمز الأمريكي الأشهر في التاريخ كان يمكن أن يكون مصريًا، يقف على ضفاف قناة السويس بدلًا من ميناء نيويورك.
تمثال واحد، لكنه تاه بين ثلاث قارات وُلدت فكرته في أفريقيا، وصُنِع في أوروبا، واستقر في أمريكا، ومنذ ذلك اليوم، لم يعد تمثال الحرية مجرد هيكل نحاسي، بل قصة رمزية لعالم يحلم بالحرية، مهما تغيّرت الجغرافيا والوجوه.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
سعر برميل النفط الكويتي ينخفض ليبلغ 68 80 دولارا...
مستعمرون يمنعون المواطنين من قطف الزيتون في سنجل وترمسعيا وآخرون يرعو...
مستعمرون يهاجمون المواطنين ويسرقون ثمار الزيتون جنوب بيت لحم...
غزة تواجه كارثة بيئية وصحية: 70 ألف إصابة بالكبد الوبائي...
الاحتلال يواصل حملات الدهم واعتقال المواطنين بالضفة...
الفردان للصرافة تتعاون مع "أبهي" لتعزيز الوصول المالي للعملاء من خلال ...