عندما يشيد ترامب بدور الشيخ محمد بن زايد

(MENAFN- Al-Bayan) أشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صراحة بأهمية دور القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في انعقاد قمة شرم الشيخ من أجل إنهاء حرب غزة الممتدة لعامين كاملين.

وذلك من خلال تكثيف الجهود الدبلوماسية الإماراتية لتليين مواقف أطراف الصراع، وكذلك بدور سموه في بلورة تصورات عملية لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.

وهذه الإشادة تعكس صورتين اثنتين عن دولة الإمارات، الصورة الأولى: الجانب المضيء والريادي للسياسة الخارجية الإماراتية كفاعل رئيسي لاستقرار المنطقة، وبالتالي تحقيق السلام في العالم وهي المعضلة التي تعاني منها كل الدول منذ نهاية الحرب الباردة في التسعينيات بعد انهيار المعسكر الشرقي.

الصورة الثانية: تبين أن الدور المؤثر للدول إنما يُقاس بقدرتها على التوازن في مواقفها أثناء اللحظات الحرجة وفي نجاحها في تغيير اتجاهات الأزمات الدولية لصالح السلام العالمي.

عملياً الإمارات جُربت واختبرت أكثر من مرة على التأثير في الأزمات والقضايا الحساسة أو الحرجة ونجحت في تغيير العديد من الاتجاهات، وربما أغلبنا لا يزال يتذكر موقفها من نوايا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، ضم الضفة الغربية في سبتمبر الماضي عندما أعلنت أن ذلك خط أحمر إماراتي.

واستطاعت أن تغير القرار الإسرائيلي وقتها. وقبل ذلك كلنا يتذكر توازنها في موقفها عندما نشبت الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، وحينها كانت تترأس مجلس الأمن الدولي.

دونالد ترامب ليس أول رئيس أمريكي يُشيد بدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مساعي استقرار العالم، فالرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كان قد شكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في قمة العشرين في الهند عام 2023 لمساعيه في عقد القمة، وحتى الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، كان قد وصف سموه بأنه أذكى قائد في المنطقة.

في الحقيقة اكتسبت السياسة الإماراتية مصداقية دولية في أن سلوكها الخارجي يصب في ترسيخ الأمن والاستقرار، وأن مساعيها الدولية تبذل نحو إنهاء الصراعات بين دول العالم، وأن تركيزها على الجوانب التنموية بمفهومها الشامل داخلياً وخارجياً هو مؤشر مهم في قراءة نواياها المستقبلية، لهذا علينا ألا نستغرب الشبكة الواسعة من الأصدقاء والشركاء الاستراتيجيين للإمارات.

ولعل خير مثال على ما نقول حفل الاستقبال الذي نظمته وزارة الخارجية على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر الماضي والذي حضره عدد من ممثلي حكومات العالم.

المصداقية في العلاقات الدولية مسألة تراكمية كما هو معروف وتبنى على الإيفاء بالتزامات تجاه المجتمع الدولي، بمعنى أن المصداقية السياسية تحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة حتى يؤمن الآخرون بحقيقة ما تفعله الدولة، بل ويتم اختبارها من خلال قراءة سلوكيات الدول.

وهذا معناه بالنسبة للسياسة الخارجية لدولة الإمارات أنها ثابتة ومستقرة في مواقفها تجاه ما يخدم السلام، وبما أن الحديث عن استقرار المنطقة فإن موقفها الدبلوماسي ثابت في حصول الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة.

الإمارات نجحت في الحصول على الموثوقية لدى الآخرين، وهي مرحلة تعتبر متقدمة جداً من المصداقية في العلاقات الدولية، بحيث يرتبط نجاح أي مبادرة أو فكرة تعاون دولي بمجرد وجود اسم دولة الإمارات، ويقل عامل الشك والقلق من الفشل أو التراجع عن الالتزام.

وينطبق هذا الأمر على الدول الكبرى قبل الصغرى والمتوسطة. بهذا العمل السياسي تتحقق المكاسب السياسية للدول ويزداد تأثيرها في دوائر صنع القرار العالمي وفق منطق القوة الذكية التي تجمع بين القوة الخشنة والقوة الناعمة.

وعلى المدى البعيد تعزز مكانتها في الساحة الدولية التي تصب في النهاية في خدمة مصالحها الوطنية وفي مصالح الدول الأخرى وفق منطق الكل رابح بفعل التركيز على التنمية والاستقرار.

تقوم نظرية دولة الإمارات على أن التعاون بين الدول وتقليل الصراعات يحقق مكاسب تنموية للجميع وعلى المدى البعيد، وهذا الفكر هو ما يجعل بقية دول العالم تثق في دورها وتسعى للتعاون معها لتحقيق مصالحها الوطنية.

MENAFN24102025000110011019ID1110245332

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.