
المريخ يهبط إلى الأرض.. كيف تُجهّز ناسا رواد الفضاء قبل الانطلاق إلى الفضاء؟
تسعى وكالة ناسا بشكل مستمر لتحويل حلم استكشاف الفضاء إلى واقع ملموس، لكن إرسال البشر إلى القمر أو المريخ يتطلب أكثر من مجرد إطلاق مركبات فضائية إلى المدار، إذ يعتمد نجاح المهمات على التحضير المكثف للعنصر البشري، وهو ما دفع ناسا إلى تطوير برامج محاكاة معقدة على الأرض، تهدف إلى إعادة خلق بيئات الفضاء بدقة واقعية.
تشير دراسة نُشرت في The Conversation إلى أن المهام التناظرية، أو محاكاة ظروف الفضاء على الأرض، أصبحت أداة أساسية لفهم التحديات التي سيواجهها رواد الفضاء، تعتمد هذه المهام على محاكاة العزلة، والموارد المحدودة، والمساحات الضيقة، بالإضافة إلى الظروف القاسية التي قد يواجهها البشر على القمر أو المريخ، من خلال هذه المحاكاة، يكتسب الباحثون رؤى حيوية حول سلوك الفرق وأدائها تحت الضغط، مما يسهم في تصميم بعثات فضائية أكثر أمانًا وفعالية، وفقا لموقع dailygalaxy.
لا تقتصر هذه المحاكاة على اختبار المعدات أو البدل الفضائية، بل تتعمق في دراسة السلوك البشري والتحمل النفسي في بيئات قاسية. تُنفذ التجارب في مواقع على الأرض تحاكي تضاريس الكواكب الأخرى، مثل الحقول البركانية في هاواي أو المحطات النائية في القارة القطبية الجنوبية. على سبيل المثال، تضمنت مهمة Hi-SEAS المحاكاة القمرية 28 يوما في هاواي، حيث عمل المشاركون على استكشاف جيولوجي، وأداء مهام يومية مثل الطهي وتنظيف المسكن، مع الاعتماد على موارد محدودة، ما جعل حتى أبسط الأنشطة تحديا لوجستيا.
خلال هذه المهام، يتبع المشاركون روتينا صارما يبدأ من الساعة 6:30 صباحا وينتهي عند العاشرة مساءً، مع التزام كامل بالجداول الزمنية وأداء المهمات الفردية والجماعية، بما في ذلك أنشطة خارج المسكن تُحاكي المهمات الفضائية الحقيقية (EVAs).
تُسجَّل كل خطوة ويراقب الباحثون تفاعل الطاقم وتأثير العزلة الطويلة على الصحة النفسية والأداء الجماعي، ما يوفر بيانات لا تقدر بثمن حول ديناميكيات العمل تحت الضغط.
اختبار التكنولوجيا والتكيف النفسيتلعب هذه المحاكاة دورا مزدوجا، فهي تتيح اختبار المعدات والتكنولوجيا المستقبلية قبل إرسالها إلى الفضاء، وتزوّد الباحثين ببيانات دقيقة عن الصمود النفسي للرواد. يرتدي المشاركون بدلات فضائية ويستخدمون أدوات معقدة، مثل المثاقب والقفازات السميكة، ما يحاكي صعوبة العمل في بيئات منخفضة الجاذبية.
كما تكشف هذه التجارب عن التأثيرات الاجتماعية والعاطفية للعزلة الطويلة، حيث يُختبر الطاقم على العمل كفريق متماسك رغم ضغوط الموارد المحدودة والمساحات الضيقة. وتساعد هذه المعرفة ناسا في تطوير استراتيجيات لدعم الرواد نفسيا خلال المهمات الطويلة، وضمان استمرار أدائهم وكفاءتهم تحت أصعب الظروف.
من خلال هذه المهام التناظرية، تثبت ناسا أن استكشاف الفضاء لا يبدأ في الفضاء نفسه، بل على الأرض أولا، حيث يُبنى صمود البشر والتكنولوجيا معا، استعدادا للرحلات القادمة نحو القمر والمريخ.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.