شهاب غانم: استفدت من الثقافة الإنجليزية ولم أهجر القصيدة البيتية

(MENAFN- Al-Bayan) يؤمن بضرورة التمسك بالموروث الفكري، ولا يرى بأساً في الانفتاح على الآداب العالمية، ومع ذلك فهو رافض للتقليد الأعمى، ومولع بأنغام القصيدة العربية، ويرى إمكانية التجريب بعيداً عن الوزن والقافية، لكنه ضد مفهوم احتكار الإبداع وفرض أشكال بعينها على المبدعين.

إنه الشاعر المترجم الدكتور شهاب غانم، الذي حاورته ((البيان)) بمناسبة حصوله هذا العام على جائزة محمد بن صالح باشراحيل التقديرية للإبداع الأدبي عن مجمل إنجازه الشعري، ضمن حفل تكريم احتضنته دار الأوبرا بالقاهرة، وفاز أيضاً بجائزة الأم تريزا العالمية بصفته شاعراً متميزاً من الإمارات.

بعد نيلك العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، ما الذي يشكله لك الفوز بجائزة محمد بن صالح باشراحيل التقديرية للإبداع الأدبي وجائزة الأم تريزا العالمية؟

في الحقيقة فرحت كثيراً بجائزة باشراحيل؛ لأنها جائزة تقديرية لمجمل إنجازي الشعري، وجاءت فجأة، ورئيسها شاعر سعودي معروف ذو توجه ثقافي وعروبي وإسلامي واضح ومعتدل، وقد نالها في الدورة نفسها أمثال رئيس جامعة الأزهر سابقاً الشيخ العلامة الدكتور أحمد عمر هاشم، رحمه الله، كما فرحت بجائزة الأم تريزا العالمية التي جاءت أيضاً فجأة؛ لأنها جائزة إنسانية معروفة، ونالها أمثال العالم البارز الدكتور مومهان سنغ، رئيس وزراء الهند الأسبق، ونلتها أيضاً عن الشعر، ولإسهامي في إنشاء مشروع مهرجان القلب الشاعري العالمي، والتقدير دائماً يرفع معنوية المبدع.

هل تعتقد أن عملك بالترجمة أثر بصورة ما في طبيعة إبداعك الأدبي أو أكسبه سمات فنية ذات أصول غير عربية؟

لا شك أن كل ما تدرسه أو تمارسه يصبح جزءاً لا يتجزأ من مخزونك الثقافي ويضيف إليك شيئاً، وأنا مارست الهندسة والصناعة والإدارة وترجمة الشعر من مختلف اللغات، وخصوصاً الإنجليزية والهندية (وبالذات المالايالم)، وعملت في تحرير مجلات ثقافية وعلمية، وأمارس الاطلاع الثقافي المتنوع منذ صباي.. إلخ، وكل ذلك يثري الفكر والشعر، ولا شك أن شعري له أسس تراثية وحداثية عربية راسخة، واستفدت أيضاً من ثقافتي الإنجليزية (ودراساتي الجامعية والعليا المختلفة كانت بالإنجليزية)، كما أستفيد من بعض الروافد العالمية المختلفة.

تتسم بسعة اطلاع على الإنتاج الأدبي عربياً وعالمياً، وتبدو متمسكاً في معظم أشعارك بالشكل الأصيل للقصيدة العربية. فما مفهومك عن التجديد الشعري؟

الشعر كان حتى منتصف القرن العشرين أهم فنون العرب، وتتفوق اللغة العربية بثرائها الشعري، حتى عندما فقد العرب مكانتهم القيادية في السياسة والريادية في العلوم، وصحيح أننا صرنا في الوقت الحاضر نضطر إلى أخذ العلوم من الغرب والشعوب الأخرى، ولا بأس أن نستفيد من تجاربهم في الأدب، ولكن دون تقليد أعمى مع شعور بالدونية.

ومنذ بداية تجربتي الشعرية في أواخر الخمسينيات في القرن العشرين كتبت الكثير من قصائدي بالشكل التفعيلي، ولكنني لم أتخل عن الشكل البيتي مطلقاً؛ لما فيه من جمال ساحر، ولأنه يطاوعني بسهولة، ولم أجد حاجة إلى كتابة قصيدة النثر فأتخلى عن الوزن من دون لزوم، حتى في التجارب الشخصية التي لم أنشرها.

وفي السنوات الأخيرة لأنني كتبت أكثر من 250 رباعية روحانية، وهي بطبيعتها بيتية الشكل، فقد قلَّت نسبة شعر التفعيلة في شعري في الفترة الأخيرة.

وشكل القصيدة يأتيني تلقائياً وإن كنت أشعر بأن الشكل التفعيلي عادة يناسب القصائد السياسية والتأملية في كثير من الأحيان، بينما قصائد الحب والتجارب الروحانية يناسبها الشكل البيتي أكثر، وقد يختلف الأمر من شاعر إلى آخر.

أما في ترجمتي للشعر الإنجليزي والأجنبي، فعادة أكتفي بترجمة نثرية، إلا إذا كان تفاعلي مع قصيدة أجنبية موزونة يدفعني تلقائياً إلى ترجمتها في شكل الشعر البيتي أو التفعيلي.

هناك من يرى أن الشعر غير العربي إنما يناظر النثر الفني في أدبنا، وأنه ليس للأمم الأخرى ما يمكن تسميته شعراً بالمفهوم العربي المتوارث. كيف ترى هذا التصور؟

لا أظنني أتفق مع هذا الطرح بشكل عام، ولكن أظن أن بعض اللغات استعارت الوزن والقافية من الشعر العربي، وهي لغات أقل ثراءً في مفرداتها من اللغة العربية، فلما شعرت تحت متغيرات الحياة بالحاجة إلى التخلي عن الوزن والقافية فعلت ذلك.

وبعض الشعراء العرب الذين يشعرون بأنهم لا يستطيعون أن يبدعوا الشعر بشكل أفضل إلا إذا تخلوا عن الوزن والقافية فلهم فعل ذلك، ولكن عليهم ألا يفرضوا ذلك على غيرهم ممن لا يرى في الوزن والقافية تكبيلاً، بل يراهما ميزة إضافية حقيقية تضيف إلى موسيقى النص وثرائه وتأثيره.

MENAFN21102025000110011019ID1110229192

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.