وزير الزراعة يطلق حملة وطنية لحماية موسم الزيتون وسط تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين

(MENAFN- Palestine News Network ) رام الله - PNN - أكد وزير الزراعة رزق سليمية أن القطاع الزراعي الفلسطيني يواجه تحولات نوعية وتحديات غير مسبوقة نتيجة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة التي تستهدف الأرض والمياه والإنسان والهوية، وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق تنمية زراعية مستدامة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة برام الله تحت عنوان نحو حملة رسمية وشعبية ومجتمعية لحماية موسم قطف الزيتون وتعزيز صمود القطاع الزراعي، حيث شدد الوزير على أهمية تكثيف الجهود المحلية والدولية لدعم صمود المزارعين وتعزيز منظومة الأمن الغذائي وبناء اقتصاد زراعي منتج ومستدام.

وأوضح سليمية أن القطاع الزراعي يمثل عماداً رئيسياً للاقتصاد الوطني وأداة محورية لتحقيق الأمن الغذائي والسيادة على الموارد الطبيعية، إذ يساهم بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر أكثر من 60 ألف فرصة عمل مباشرة، ويعتبر مصدر رزق أساسي لأكثر من 200 ألف أسرة فلسطينية. وتقدر القيمة المضافة للقطاع بنحو مليار دولار سنوياً، في حين يشكل الزيتون أكثر من 70% من إجمالي الأشجار المثمرة ويسهم بـ 14% من الناتج الزراعي.

وأشار الوزير إلى أن الاحتلال يسيطر على أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية ويمنع تنفيذ مشاريع التنمية الزراعية في المناطق المصنفة ج، ما يحرم الاقتصاد الفلسطيني من مصادر قد تدر أكثر من 3 مليارات دولار وتوفر نحو 200 ألف فرصة عمل. كما تطرق إلى الدمار الهائل الذي خلفته الحرب على غزة حيث تضررت أكثر من 90% من مقومات الزراعة بما في ذلك آبار الري والمنشآت الزراعية، وهو ما أدى إلى تدهور الأمن الغذائي وإعلان المجاعة في القطاع منتصف آب الماضي.

وأضاف سليمية أن الانتهاكات الإسرائيلية منذ بداية العام وحتى منتصف تشرين الأول طالت أكثر من 5353 مزارعاً بزيادة 17% عن العام الماضي، فيما تجاوزت الخسائر 70.3 مليون دولار نتيجة حرق واقتلاع الأشجار وتدمير البنى التحتية الزراعية ومصادرة الأراضي. وبيّن أن الاحتلال دمر أكثر من 15 ألف شجرة زيتون منذ تشرين الأول الماضي في إطار سياسة ممنهجة لاقتلاع المزارعين وقطع سبل عيشهم.

وأكد الوزير أن حملة زيتون 2025 تمثل نموذجاً للتكامل بين وزارة الزراعة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان والشركاء المحليين والدوليين والمتطوعين الأجانب الذين اعتقل الاحتلال 32 منهم الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن أهداف الحملة تشمل دعم صمود المزارعين، وتوفير الحماية الميدانية، وتمكينهم من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى توثيق الانتهاكات ورصد الخسائر. كما أعلن عن إطلاق مبادرة بذور التغيير للأعوام 2025 و2026 لتعزيز الزراعة المستدامة وبناء المرونة الاقتصادية والاجتماعية.

من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن الاحتلال والمستوطنين نفذوا 158 اعتداء على قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم، تركزت في محافظات نابلس ورام الله والخليل، وتنوعت بين اعتداءات جسدية وعمليات اعتقال ومنع وصول وإطلاق نار. وأكد أن هذا الموسم يعد الأخطر منذ عقود نظراً لاستغلال الاحتلال حالة الحرب لتصعيد اعتداءاته على المزارعين.

بدوره، كشف مدير الإغاثة الزراعية منجد أبو جيش أن الاحتلال دمر 36 ألف دونم من الزيتون في غزة وأكثر من مليون وثمانمئة وخمسين ألف شجرة و31 معصرة زيتون خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن هذا القطاع كان يحقق اكتفاء ذاتياً قبل الحرب. كما لفت إلى تصاعد سرقة ثمار الزيتون في الضفة الغربية، محذراً من موسم ضعيف هذا العام قد لا يتجاوز إنتاجه سبعة آلاف طن من الزيت.

أما مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في فلسطين أجيث سنغهاي، فقد أكد أن تصاعد عنف المستوطنين يتم بتواطؤ ودعم من قوات الاحتلال بهدف قطع الارتباط بين الفلسطينيين وأراضيهم، مشيراً إلى أن عدد اعتداءات المستوطنين المسجلة في النصف الأول من عام 2025 بلغ 757 هجوماً بزيادة 13% عن العام الماضي. وأوضح أن القيود الجديدة وحواجز الاحتلال أدت إلى عزل المزارعين عن أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها.

وأكد سنغهاي أن الاحتلال يتحمل المسؤولية القانونية الكاملة بموجب القانون الدولي لحماية الفلسطينيين وضمان وصولهم إلى أراضيهم، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط فعلي لوقف سياسات الضم وتسريع المساءلة القانونية. كما شدد على ضرورة حماية موسم الزيتون وتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم بأمان باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد الفلسطيني والهوية الوطنية.

MENAFN21102025000205011050ID1110226895