الحرب تُلقي بظلالها على البلدة القديمة في القدس: نصف المحال أُغلقت والتجار يروون حكايات الصمود

(MENAFN- Palestine News Network ) القدس المحتلة /PNN/ تقرير حياة حمدان - في قلب القدس، تقف البلدة القديمة شامخة بين حجارتها العتيقة وأزقتها الضيقة التي كانت قبل عامين تضجّ بالحياة والزوار من كل أنحاء العالم. اليوم، تخفت الأصوات وتغيب الحركة، بعدما أغلقت نصف محالها أبوابها تحت وطأة الحرب والركود الاقتصادي. ورغم ذلك، ما زال تجارها يقاومون بصمتٍ نبيل، يفتحون محالهم كل صباح كأنهم يعلنون أن القدس لا تزال حيّة، وأن البقاء فيها فعل صمود لا تجارة فقط.

مركز دراسات القدس: 50%من المحال أغلقت والضرائب تتراكم

يقول زياد الحموري، مدير مركز القدس للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، إن الأوضاع في البلدة القديمة تسوء يوما بعد يوم نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة، موضحا أن نحو 50% من المحال التجارية داخل البلدة القديمة أغلقت أبوابها بسبب التراجع الكبير في الحركة السياحية والإجراءات الأمنية المشددة التي تحاصر كل مفصل من مفاصل الحياة هناك.

ويضيف الحموري أن هذه الإجراءات تركت أثرا بالغا على جميع القطاعات الاقتصادية، من الفنادق إلى محلات التحف الشرقية التي كانت تعتمد على السياح كمصدر رئيسي للدخل. ويحذر الحموري من أن تراكم الضرائب الكبيرة يشكل خطرا حقيقيا على الوجود التجاري في المدينة، إذ قد تُستخدم هذه الذرائع القانونية لاحقا لمصادرة المحال والممتلكات.

دعوة من التجار لتعزيز السياحة الداخلية لإنعاش الأسواق

من جانبه، يصف التاجر يوسف أبو خضير، أحد أصحاب المحال في أسواق البلدة القديمة، المشهد اليوم بأنه الأصعب، يقول وهو يقف أمام متجره شبه الخالي:“ نتمنى أن يعود الوضع كما كان، لكنني لا أرى مؤشرات حقيقية على ذلك للأسف. الأوضاع تتجه نحو الأسوأ يوما بعد يوم، والحركة التجارية تعتمد أساسا على السياحة، وطالما لا يوجد سياح، فالحركة تقترب من الصفر.”



ويشير إلى أن التجار يواجهون تحديات يومية متراكمة من ضرائب وديون وفواتير كهرباء ومياه، إضافة إلى "الأرنونا" وضريبة الدخل. ومع ذلك يفتحون محالهم التجارية لأنهم يؤمنون بالبقاء، ووجه التاجر يوسف دعوة الى الأهل في الداخل المحتل والمقدسيين الى زيارة البلدة ودعم صمود التجار فيها.

أما التاجر خالد تفاحة، وهو من الوجوه المعروفة في أحد أسواق البلدة القديمة، فيتحدث بنبرة تجمع بين الألم والإصرار.“ منذ سنتين في حالة حرب اقتصادية، الوضع كان مدقعا للصفر. لم نرَ أي حركة حقيقية طوال عامين، ونتأمل اليوم أن يتحسن الوضع قليلا، لكن حتى الآن التحسّن خفيف جدا وغير كافٍ.”

ويشير تفاحة إلى أنه بدأ يلاحظ مؤخرا حركة محدودة من السياح الأجانب وبعض الزوار المحليين، لكنها لا ترتقي إلى مستوى التعافي الاقتصادي المطلوب. وتابع:" نتمنى عودة السياحة الداخلية، أن يزورنا أهلنا من الداخل الفلسطيني، من أهلنا في ال 48، ونتخوف من عدم سماح الاحتلال للزيارات المسيحية الخارجية من دخول المسجد الأقصى كما حصل مع الزيارات المسيحية الداخلية."

ويعبر تفاحة عن استيائه من غياب أي دعم حقيقي للتجار، سواء من المؤسسات الرسمية أو من الدول العربية، ويختتم بالقول: " نحن لا نتلقى الدعم من أي جهة كانت لا عربية ولا محلية. محلاتنا فارغة منذ عامين، وخسائرنا كبيرة جدا، نأمل ان نتعافى وتعود الأمور كما كانت بالسابق ".



MENAFN20102025000205011050ID1110220662

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.