
مجوهرات نابليون تختفي في دقائق.. ماذا سرق اللصوص من متحف اللوفر؟
العملية، التي استغرقت بضع دقائق فقط، نفذت بطريقة منظمة للغاية، مستغلة ثغرة أمنية مؤقتة في واجهة المتحف أثناء أعمال الصيانة.
تضمنت المسروقات تسع قطع فاخرة من الذهب والألماس، بينها تاج الإمبراطورة أوجيني وعقد وبروش نادران، بينما بقي ألماس "الريجنت" الشهير - أحد أكبر أحجار الألماس في العالم بوزن يزيد عن 140 قيراطًا - في مكانه.
الحادثة لم تهز فقط التراث الفرنسي الثمين، بل أطلقت أيضاً حالة استنفار أمني واسعة داخل المتحف وخارجه، فيما انطلقت تحقيقات مكثفة لمعرفة هوية الجناة واستعادة المسروقات قبل أن تُغادر البلاد.
وبحسب صحيفة " Le Parisien " وتقارير وزارة الداخلية الفرنسية، وقعت العملية بين الساعة 9:30 و10:00 صباحاً، في وقت كانت فيه أعمال صيانة جارية في الواجهة المطلة على نهر السين - ما استغله الجناة للتسلل إلى الداخل عبر مصعد رفع مركّبة على شاحنة توقفت قرب موقع البناء.
تنفيذ احترافي وسرعة مذهلة
باستخدام أدوات قطع كهربائية (مناشير)، فتح اللصوص إحدى النوافذ الجانبية ثم استخدموا مصعد البضائع للوصول مباشرة إلى القاعة المستهدفة. هناك، حطموا خزائن العرض الزجاجية واستولوا على تسع قطع من مجوهرات الإمبراطورية الفرنسية، تعود إلى الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني دي مونتيخو.
وبعد تنفيذ العملية، غادروا الموقع على متن دراجات نارية في هروب وصفته الشرطة بأنه "محترف ومنسّق بدقة عسكرية"، استغرق أقل من عشر دقائق.
المسروقات.. تراث لا يُقدّر بثمن
لم تُعلن السلطات بعد عن القائمة الكاملة للمجوهرات المسروقة، لكن تقارير فرنسية متطابقة أكدت أن من بينها: تاج الإمبراطورة أوجيني (Tiara d'Eugénie) الذي عُثر على أحد أجزائه مكسوراً قرب موقع الهروب، وعقد وبروش من الألماس من ضمن مجموعة "جواهر التاج الفرنسي" التاريخية.
في حين بقي ألماس "الريجنت" (Regent Diamond) - الذي يُعدّ أحد أضخم وأشهر أحجار الألماس في العالم بوزنٍ يفوق 140 قيراطًا - في مكانه داخل القاعة ولم يُمسّ.
يُعرف هذا الحجر التاريخي بأنه جوهرة تاج فرنسا منذ القرن الثامن عشر، إذ تزيّن به تاج الملك لويس الخامس عشر لاحقا، ويُعرض عادة في قاعة Galerie d'Apollon كأبرز قطعة في مجموعة مجوهرات التاج الفرنسي.
وزارة الثقافة الفرنسية وصفت المسروقات بأنها "كنوز وطنية ذات قيمة لا تُقدّر بثمن"، وأكدت أن "الخسارة الثقافية تفوق أي تقدير مادي".
حالة استنفار أمني في اللوفر
فور وقوع السرقة، أُغلق المتحف أمام الزوار بشكل مؤقت، وتم إجلاء الحاضرين وتطويق المنطقة. وانتشرت وحدات أمنية خاصة، فيما بدأت الشرطة في تحليل مئات الساعات من كاميرات المراقبة داخل المتحف وخارجه.
وقال مصدر أمني رفيع لصحيفة "Le Monde":“العملية نُفذت بدقة تُظهر معرفة مسبقة بالبنية الداخلية للمتحف ونقاط الضعف الأمنية، خصوصًا في المناطق التي تشهد أعمال ترميم”.
جريمة تهزّ صورة الأمن الثقافي الفرنسي
السرقة، التي حدثت في وضح النهار، أثارت تساؤلات حادة حول أمن المتاحف الفرنسية، خاصة وأن اللوفر يُعدّ الأكثر زيارة في العالم ويضم أكثر من 33 ألف قطعة فنية من أبرزها لوحة الموناليزا.
ويرى خبراء أن العملية تُعيد للأذهان سرقات شهيرة مثل سرقة "جواهر التاج البريطاني" أو "ماسة الأمل"، لكنها هذه المرة "ضربت قلب التراث الفرنسي مباشرة".
التحقيق مستمر
تُشارك الشرطة القضائية الفرنسية ووحدة مكافحة الجريمة المنظمة (BRB) في التحقيق، وسط تنسيق مع الإنتربول لاحتمال تهريب القطع خارج البلاد. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها، بينما تتداول وسائل إعلام فرنسية فرضية تورّط شبكة دولية مختصة في تهريب الأعمال الفنية.
ويختم أحد المحققين تصريحه قائلاً: "قد تكون السرقة الأسرع والأكثر دقة في تاريخ اللوفر... لكنها أيضًا صفعة قوية لأمن المتاحف الأوروبية".
هذه العملية الجريئة أعادت إلى الأذهان مشاهد من أفلام السرقة الهوليوودية، لكنها هذه المرة واقعية تمامًا، وقعت في أكثر الأماكن حراسة في العالم.
ويؤكد خبراء أمن المتاحف أن الجناة كانوا على دراية دقيقة بجدول الصيانة، ومسارات الدخول والخروج، ونقاط المراقبة العمياء داخل اللوفر، ما يرجّح أن العملية كانت مخططة منذ أشهر بمشاركة عدة أفراد محترفين.
وفي حين تواصل السلطات الفرنسية تحقيقاتها على نطاق واسع، تعهدت وزيرة الثقافة الفرنسية رونو باسكاليه بإعادة تقييم شامل لأنظمة الحماية في المتاحف الوطنية، مؤكدة أن "اللوفر ليس مجرد متحف، بل رمز للهوية الفرنسية، وأي اعتداء عليه هو اعتداء على الذاكرة الوطنية".
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
ناصر ماهر يهنئ دونجا عقب إعلان خطوبته فى حضور مصطفى شلبى.. صورة...
المعلومات الرقمية ركيزة أساسية لرسم السياسات وتنفيذها وتقييمها...
مصر تسحب 17 مليون عبوة أدوية منتهية الصلاحية...
ابتكار ثوري... اليابان تكشف عن أول غسّالة آلية للبشر...
حياة مارتن سكورسيزي في وثائقي.. الكاهن والمدمن الذي أنقذه روبرت دي ن...
فيديو .. استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي في قطاع غزة...